نعم .. هو السؤال الذي ليست له إجابة.. هل هانت علينا مصر لنقوم بحرق أصولها.. تاريخها حضارتها أخلاقها عائلاتها.. كل ماكان جميلا علي أرض مصر نحن نقوم الآن بحرقه.. بعد أن أثبتنا للدنيا جميعا أننا شعب ذو أصول وحضارة. بعد أن قامت الدنيا كلها علي قدميها تحية إجلال لهذا الشعب عندما قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير.. بعد أن استطعنا أن نقف جميعا بنيانا مرصوصا في ميدان التحرير.. صدورنا عارية لرصاص المغتصب ولقناصة اللصوص.. الذين سرقوا حياتنا وأعمارنا وثرواتنا ونهبوا أرضنا وعزنا وتاريخنا. نحن وقفنا جميعا حتي الذين لم يقفوا معهم كانوا هناك حتي الذين أقصدهم كبر سنهم وعدم إمكانية احتمالهم كانوا هناك.. كانوا هناك في ميدان التحرير بأعز ماكانوا يملكون أولادهم وشباب أبنائهم وفلذات أكبادهم الذين كانوا يعملون من أجلهم ويذوقون المرارة من أجل أن يعودوا إليهم كل يوم بشيء من القوت يسد رمقهم ويخمد جوعهم. الصدور هناك كانت عارية للقناصة والقتلة كانت عارية لكنها كانت في الوقت نفسه تذود عن كل أثر عظيم بنته مصر علي امتداد تاريخها نعم كانوا يحرقون وهم يذودون عن كل قطعة بنيت في الميدان أو حول الميدان كل قطعة يحرقها أبناء مصر وأبناء الدنيا كلها الذين كانوا يأتون إلي مصر زائرين سائحين بادئين بميدان التحرير لأن فيه المتحف الذي يحتفظ بآثار مصر وتاريخ مصر ليس لمصر وحدها ولكن للدنيا كلها.. لأن تاريخ مصر إنما هو تاريخ بدء الحضارة للدنيا كلها، هنا كان البلد وهنا كانت الدولة وهنا كانت العظمة التي منها يبدأ كتاب التاريخ في أنحاء الدنيا حتي في أقصي بلادها.. لكننا اليوم نهدم هذا التاريخ لكننا اليوم نحرقه بأيدي قتلة مأجورين.. استأجرهم بعض الذين ضافت بهم الدنيا وضاقوا بها فقرروا أن يحرقوها وليذهب الكل إلي الجحيم. نعم.. أيدي القتلة ولسبب ما كنت أستمع إلي اللواء عمارة وهو يتحدث إلي الصحفيين من أنحاء الدنيا وهو يقول: لايمكن أن تسمح الجندية المصرية لأي واحد مهما كان أن تمتد يده ليحرق تاريخ مصر وحضارتها.. لكننا جميعا ننتظر (بلا صبر) أن يبدأ حساب المسئولين!!