خلال الأيام القليلة الماضية قامت شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ببيع جهاز الجرامافون أو غراموفون كما يعرف نسبة إلي شركة »غراموفون» الإنجليزية، بعد أن بات باستطاعته تشغيل الأسطوانات القديمة بطريقة متطورة ويتيح تشغيل الأسطوانات الموسيقية الحديثة أيضًا، وذلك بسبب السؤال المتكرر من السميعة خلال السنوات الأخيرة عن هذا الجهاز، وأسطواناته القديمة، الأمر الذي دفع الشركة لإعادة طرحه للبيع في الأسواق. وبحسب محمد العمري، رئيس الشركة، فإن الجرامافون عاد في شكله القديم مع تطويره ليقوم بتشغيل الأسطوانات والعمل بنظام ال"سي دي" وال"فلاشات" داخل المنزل، كما أن العلامة التجارية لشركة القاهرة ستكون موجودة علي ذلك المنتج الذي سيتواجد بجميع فروع الشركة، وسيتراوح سعره باختلاف نوع وحجم كل واحد، وذلك بناء علي رغبة الزبائن كما ستوفر الشركة لجمهورها أسطونات كبار المطربين العرب من أمثال عبده الحامولي وسيد درويش وأسمهان ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وصباح وفيروز وغيرهم. وأوضح العمري، أن النسخة الجديدة شبيهة إلي حد ما بالنسخة القديمة الذي اخترعها الأمريكي توماس أديسون عام 1877 والصوت الذي سيخرج منه يتشابه مع صوت الجهاز الأصلي البدائي فيعطي انطباع الجهاز القديم. يذكر، أنه في عام 1959 أطلق الفنان محمد فوزي 1918 1966 مع بعض الشركاء مصنع الشرق الأوسط للأسطونات مصر فون الذي خضع للتأميم عام 1961 بعد ذلك بسنوات قليلة وبالتحديد عام 1964 قررت الحكومة تغيير اسم المصنع ليصبح شركة أسطوانات صوت القاهرة وفي عام 1977 حذفت الشركة من اسمها كلمة أسطوانات لتصبح شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات فتتضمن أعمالها الصوت والصورة علي حد سواء وأصبح شكلها القانوني شركة مساهمة مصرية تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري ولسنوات طويلة ظلت الشركة تنتج وتبيع الأسطونات ذات الشكل القديم العائد لكبار المطربين المصريين والعرب قبل أن تتراجع في السبعينيات مع ظهور شكل أحدث الذي يعمل علي أجهزة البيك اب وتتوقف في بداية الثمانينيات بسبب التطور التكنولوجي وانتشار أشرطة الكاسيت. من داخل شارع المعز، ووسط أقدم الأجهزة والآلات الموسيقية، يقول عم سيد صبحي، بائع الأنتيكات الموسيقية العتيقة، إن كثيرا من الزبائن يأتون إلي الشارع بحثا عن أقدم الآلات الموسيقية ومن أشهر الأنواع التي عليها إقبال الجرامافون والأسطونات ومن الماركات الأصلية الإنجليزي وسعره يتراوح بين 1800 إلي 2000 هذا بخلاف الصيني المنتشر وسعره يقترب من الأصلي بخلاف انه غير عملي بالمرة وسرعان ما يتلف. ويضيف، أنه خلال الأشهر الماضية كانت هناك طلبات ملحة من الزبائن علي اقتناء الجرامافون والأسطونات القديمة وعلي ما يبدو أن هناك رغبة ملحة من السميعة علي العودة إلي زمن الفن الجميل والأغاني الراقية. وقد يساعدنا علي فهم رغبة بعض الزبائن في البحث عن هذا الجهاز وإعادة امتلاكه، ما قاله أحمد فتحي، 28 عاما، الذي جاء ليطلب الجرامافون وأسطونات للفنانة أسمهان وبسؤاله عن السبب قال لا أعرف لماذا قررت أن أدفع مبلغا كبيرا لشراء هذا الجهاز رغم امتلاكي لمشغل أسطونات حديث كل ما أعرفه أنني أردت العودة إلي مصر القديمة حين كانت شوارعها نظيفة والأغاني تتميز بالكلمات الجميلة والقصائد الرائعة وجئت إلي هنا للحصول علي جرامافون أصلي نادر من ماركة كولومبيا عام 2015 حين وجدته في متجر متخصص في بيع الأنتيكات في شارع المعز التاريخي في قلب القاهرة. وحينما أخبرنا أحمد بأن شركة القاهرة للصوتيات ستقوم بطرح هذا الجهاز للبيع والأسطونات أيضا، قال إن أغلب المصريين حاليا يرغبون في الهروب من الواقع الحالي بكل المشاكل الاقتصادية بحثا عن الفن الجميل كما أنني أمتلك أسطونات نادرة لأم كلثوم ومحمد فوزي وأسمهان هذه الأسطونات تساعدني علي النسيان. بينما تري نهي محمد، أنها في السنوات الأخيرة غير مهتمة بمتابعة أي أخبار سياسية وكل ما يشغل تفكيرها هو سماع زمن الفن الجميل، مضيفة: "أمتلك جهاز الجرامافون الذي ورثته عن والدي وأستمع لجميع الأسطونات حين أشعر بالغربة أو الاختناق من الأحداث حولي".