لا تعترف بالمستحيل.. تقبل التحدي.. وتنطلق إلي الأمام دائما.. حياتها سلسلة من الانتصارات.. لم تنتظر رد الجميل بعد أي نجاح تحققه.. فوجئت مؤخرا بتكريمها في عام المرأة العالمي واختيارها ضمن أفضل ثلاث نساء مصريات.. تستعد الآن لخوض بطولة فرنسا المفتوحة للسباحة في يونيو القادم للكبار.. تخطت الخامسة والسبعين ولديها أمل كبير في رفع علم مصر من جديد في المحافل الدولية.. وتنتظر فرصة جديدة للمشاركة في بطولة كوريا في سول خلال مارس 2019 وتعد المصريين بتحقيق ميدالية وترفع علم مصر.. إنها نجوي غراب أكبر ممارسة للرياضة في مصر... صائدة الميداليات في بطولات السباحة للأساتذة تمثل "حدوتة مصرية" حقيقية لمدي الإصرار والالتزام والعزيمة القوية.. تؤكد أنها تقوم بإرسال رسائل حقيقية إلي شباب مصر من أجل العمل والتفوق.. حاورناها خلال السطور التالية لنكتشف أننا نقف أمام "معجزة" حقيقية استطاعت فرض نفسها بتفوقها الرياضي. رفعت علم مصر في أوروبا.. وغيرت صورة المرأة المصرية لا آكل بعد السابعة .. وأتدرب ساعتين يوميا • في البداية نريد أن نتعرف علي بطاقتك الشخصية؟ - أنا سيدة مصرية عشت حياتي، وتزوجت في سن العشرين ولي ثلاثة أبناء، من السيدات المجتهدات.. ولي أحفاد يعشقون الرياضة أيضا.. وأنتمي رياضيا لأسرة نادي هيليوبوليس.. وأعيش الآن بمفردي.. وأخدم نفسي بنفسي، وأعشق الرياضة منذ صغري وشجعني والدي علي الممارسة.. وتابعتني والدتي الطبيبة وأشرفت أيضا علي منحي الثقافة اللازمة وعملت مدرسة للغة الفرنسية التي أعشقها.. وأقرأ أدبها بشغف. • ولماذا اخترت رياضة السباحة؟ - منذ صغري أمارسها.. ووالدي كان ضابطا وعلمني الالتزام والإصرار وانتظمت في تدريباتها حين بلغت سن السابعة.. واكتشف المدربون موهبتي مبكرا وحققت أول بطولة عام 1956 والتحقت بكلية الآداب بعد دراسة إعدادية وثانوية بالمدارس الفرنسية.. وعندما بلغت الثامنة عشرة التحقت بالباليه المائي وحققت بطولات خلال السنتين التاليتين ثم توقفت عن الممارسة. وكيف عدتِ إلي ممارسة رياضة السباحة؟ - لم أنقطع عن التدريب بمفردي وعشت حياتي وفوجئت أن مصر نظمت بطولة الأساتذة في السباحة.. واشتركت فورا.. وشعرت وقتها أن الله أحياني من جديد.. خاصة عندما عبرت سن الستين وزاد الأمل وزاد التحدي والطموح.. وتذكرت كيف رباني والدي ووالدتي فهما وراء نجاحي.. وأحسست أن البطولة بداخلي ولم تمت يوما وكنت في انتظار الفرصة. وكيف اقتحمتِ العالم الخارجي للسباحة؟ - كنت أحلم دائما بتمثيل مصر دوليا وعالميا وجاءت بطولة الأساتذة في السباحة.. وكنت أعشق البطل السباح العالمي عبداللطيف أبوهيف وآخذه المثل الأعلي لي فهو قاهر المانش وأفضل من حمل علم مصر عالميا وبالفعل نتائجه هزت العالم وكنت أتمني أن أكون مثله تماما. ومتي جاءت الفرصة الحقيقية؟ - فرصتي الحقيقية مع سباحة الأساتذة جاءت وعمري 68عاما ففي عام 2009 مثلت مصر رسميا في بطولة تركيا وحصلت علي الميدالية الذهبية.. وبعدها بعام ازداد الاهتمام عالميا بالبطولة وحصلت علي المركز ال11 عالميا بالسويد. وماذا عن الوجه الآخر لرحلة التحدي؟ - السباحة عشقي الدائم.. وأردت أن أفيد مصر وسعيت بجدية وإصرار ليري العالم كله المرأة المصرية الحقيقية.. وقررت ودعوت الله سبحانه وتعالي أن يمنحني القوة والإصرار لمواصلة المشوار وبالفعل شاركت في بطولة فرنسا الوطنية الدولية وفزت بالميدالية الفضية في 50متر حرة.. وهذه البطولة واكبت ثورة 2011 حيث كانت مصر محط أنظار العالم كله.. وبعد تحقيق الفضية أتيحت لي فرصة الحديث والكلام وقلت أنا مصرية.. وبلدي يمر بظروف صعبة وتمنيت أن يقف الشعب الفرنسي وحكومته مع كلمة الحق في مصر. وما هي المحطات الأخري في رحلة التحدي؟ - واصلت رحلة البطولات في إيطاليا عام 2012 وروسيا 2015 وفي أمريكا عام 2016 أثرت الدهشة لدي الأمريكان وحصلت علي المركز الخامس في سباحة 50م ظهر وكان عمري 73عاما وشاركت عام 2017 في بطولة بودابست ولم أحصل علي ميداليات بالرغم من تحقيق أرقام جيدة. وهل تم تكريمك خارج مصر؟ - كثيرا وفي بداية 2017 كرمتني الجامعة الفرنسية في مصر كأفضل شخصية مؤثرة وأهديت التكريم لكل سيدة مصرية. وهل يتابعك أحد المدربين؟ - منذ سنة واحدة ماضية فقط يتابعني د.أحمد القاضي عن طريق تعليمات يكتبها لي بواسطة الواتس آب. ومن يصرف علي رحلاتك الخارجية؟ - أقتصد من معاشي الشهري لأوفر لنفسي فرص السفر للخارج والمشاركة في البطولات التي أتابعها جيدا. وهل مازلتِ تتدربين حتي الآن؟ - خمس مرات أسبوعيا لمدة ساعتين وأتبع نظاما غذائيا مدروسا وأعتمد في غذائي علي الفاكهة والخضراوات ولا أتناول أي طعام بعد السابعة مساء وأنام في التاسعة واستيقظ في الخامسة صباحا وكل مشروباتي بدون سكر ووزني 60كيلو وطولي 163سنتيمترا. ما هي المكاسب التي حصلت عليها في استمرارك في السباحة؟ - شوف احترام أوروبا للمرأة المصرية في شخصي هذا مكسب غالٍ جدا ورفع علم مصر وأنا أتوج بالميدالية أغلي من الفلوس آخر حاجة أنا بحوش معاشي عشان أسافر بره. أحلام وطموحات لم تتحقق بعد؟ - كل أحلامي تحققت وطموحاتي أيضا. متي تتوقفين عن البطولات؟ - عندما يداهمني الموت!!