مصر.. خرجت من عضوية لجنة التراث العالمي باليونسكو في الانتخابات التي أجراها مركز التراث العالمي بمنظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) هذا الشهر،هذايحدث لأول مرة في تاريخها منذ إنشاء المنظمة، وقد تم انتخاب كل من الجزائر وقطر باللجنة بعد نشاط ملحوظ لسفيري البلدين باليونسكو .. لتصبح مصر خارج اللجنة التي تضم في عضويتها 21 دولة فقط وتشرف اللجنة علي جميع الأعمال الفنية التي تخص المواقع الأثرية ومواقع التراث الطبيعي والتراث الثقافي الطبيعي المختلط علي مستوي العالم، كما تختص اللجنة بالمساعدة في تمويل المشروعات في المواقع الأثرية وإمداد الدول التي تحتاج للمساعدة الفنية بالخبراء حين الضرورة، وكذا تسجيل المواقع الجديدة. من جانبة أكد نور الدين عبد الصمد مدير المواقع الأثرية بالمجلس الأعلي للآثار أن خروج مصر متوقع خصوصا أنه ليس هناك من يدير ملف مصر في اليونسكو .. مؤكداً أن مصطفي أمين رئيس المجلس الأعلي للآثار لايعلم شيئا عن ملفات الآثار والمجلس ليس فيه كفاءات لتدير هذا الملف وهو ما نتج عنه تناسي انتخابات مركز التراث العالمي والتي كان يمثلنا فيه الدكتور علي رضوان . لأنه حاليا يتم الانتقام من الآثار ولابد من تدخل جهة لإنقاذ آثار مصر . الغريب أن بيان المجلس الأعلي للآثار الصادر عن الأمين العام الدكتور مصطفي أمين والدكتورة جيهان زكي مسئولة ملف اليونسكو بالمجلس الأعلي للآثار يؤكد أنهم غير ملمين بأي شيء لأن الآثار في البداية منطق سياسي وعلي رئيس مجلس الوزراء تفهم هذا الامر وليس عن طريق إخفاء الكثير من الحقائق المعلومة بالضرورة للرأي العام، حيث ذكر البيان أن عدد الدول الأعضاء في اليونسكو 153دولة في حين أنه يبلغ عدد الأعضاء بالمنظمة الموقعين علي اتفاقية حماية التراث العالمي 194 دولة إضافة إلي ثماني دول بصفة مشارك وهي الدول التي كان لها الحق في التصويت الذي أجري أخيراً بالمنظمة لانتخاب فلسطين عضواً بها ،كما ذكر التقرير الصادر عن مجلس الآثار أن انتخاب أعضاء لجنة التراث العالمي يتم كل عام ! وهو أمر يتنافي مع الحقيقة حيث إنه طبقاً للمادة 9/2 من اتفاقية حماية التراث العالمي التي تنص علي أن مدة عضوية ثلث الأعضاء المنتخبين في اللجنة تجدد في المؤتمر العام للمنظمة الذي يعقد كل عامين وليس كل عام حيث خلط بيان مجلس الآثار بين انعقاد لجنة التراث العالمي كل عام وبين المؤتمر العام الذي يعقدكل عامين !! ويتم انتخاب أعضاء لجنة التراث العالمي في المؤتمر العام وليس في لجنة التراث ! كما ذكر تقرير مجلس الآثار " أن مصر انتخبت للمرة الأولي في الثمانينات من القرن الماضي وخرجت إلي أن تم انتخابها عام 2007 " وهو قول يجافي الحقيقة تماما حيث احتفظت مصر بعضوية لجنة التراث العالمي تقديرا من الدول الأعضاء بسبب حضارة مصر ولم تخرج إلا في عام 2005 بعد أن امتنعت مصر عن دفع حصتها المالية في المنظمة وكذا قيام المجلس الأعلي للآثار بطرد خبراء المنظمة من الأقصر حيث كانوا يدونون ملاحظاتهم علي أعمال التطوير بها باعتبارها أحد المواقع المهمة المسجلة علي قائمة التراث العالمي باليونسكو، كما ورد ببيان مجلس الآثار موقع درسدن في ألمانيا الذي كان مهدداً بالخطر ولم يشر إلي أن لجنة التراث العالمي أنذرت مصر عبر مؤتمراتها السنوية منذ عام 2002 حتي عام 2011 بالعناية بمنطقة أبو مينا الأثرية والتي وضعتها المنظمة علي قائمة المواقع المهددة بالخطر والاندثار !!! ولم تنفذ مصر مطالب لجنة التراث العالمي منذ عام 2002 حتي يومنا هذا الأمر الذي أضر كثيرا بسمعة مصر الدولية، ولا يفوتنا في النهاية أن نذكر أن الاستفادة من عضوية منظمة اليونسكو ليست معنوية فحسب في المقام الأول - كما ذكر بيان مجلس الآثار - وانما نصت المواد 11/4 و13/2-3-4-5وكذا المواد 19 - 26 والتي تنظم تمويل الدول الأعضاء المادي والتقني وهو الأمر الذي استفادت منه مصر في عدة مشروعات وفي مواقع تمثل أهمية كبيرة كتراث إنساني عالمي، كما أغفل بيان مجلس الآثار أن مصر ليس لديها إلا 6 مواقع فقط مسجلة علي قائمة التراث العالمي! في حين نجد أن دولا مثل الأردن سجلت 13 موقعا والمغرب 14 موقعا بينما نجد دولة لا يزيد عمرها الزمني علي مائتي عام لديها 16 موقعا مثل أستراليا !! وهو الأمر الذي يعني إهمال مصر لهذا الملف الحيوي الذي يمكن أن يؤتي ثماره في جذب سياحي منقطع النظير. والسؤال من هي جيهان ذكي التي تباشر ملف اليونسكو في المجلس الأعلي للآثار التي تتقاضي بسبب موقعها آلافاً من الجنيهات. التي جعلت مصر تحضر بصفة مراقب في اليونسكو .