شطب السيسي والبشير وديسالين كلمة "أزمة" من قاموس الدول الثلاثة، اتفقوا علي أن مصلحة مصر والسودان وأثيوبيا واحدة، تم الاتفاق علي حل كل المشكلات العالقة، لم يعد هناك أي شيء الآن يؤرق شعوب الدول الثلاثة، المصلحة واحدة، الهدف واحد، المصير واحد. لم يعد هناك مكان لأن يتدخل أحد أو يدس أنفه في أي قضايا عالقة تخص الدول الثلاثة. فكما قال الرئيس السيسي عقب القمة إن مصر والسودان وأثيوبيا بها قادة مسئولون يستطيعون أن يحلوا مشاكلهم.. وأنهم اجتمعوا واتفقوا.. ووجه كلمة للشعوب الثلاثة قائلا: اطمئنوا.. اطمئنوا.. اطمئنوا.. مؤكدا أن مصلحة مصر والسودان وأثيوبيا واحدة، ولاتنفصل.. ولا ضرر علي أي مواطن في الدول الثلاثة من قضية المياه. أما وزير الخارجية سامح شكري فقال للصحفيين عقب القمة إنه سيتم حل كل المشكلات العالقة بشأن سد النهضة خلال شهر.. بدون تدخل أي أطراف أخري. • القمة الثلاثية لمصر والسودان وأثيوبيا كان معداً لها سابقاً، علي عكس كل ما كان يشيعه ويردده الصائدون في الماء العكر، وكان هناك اتصالات ومشاورات دائمة فيما يتعلق بموضوع سد النهضة.. حضر ديسالين رئيس وزراء أثيوبيا إلي مصر منذ أسبوعين، وتم عقد جلسة مباحثات ثنائية وموسعة، ثم تم الاتفاق علي أن يتم استكمال المباحثات في قمة ثلاثية بحضور الرئيس السوداني عمر البشير في أديس أبابا علي هامش قمة الاتحاد الأفريقي. وتحدد الموعد صباح الاثنين 29 يناير.. وتم عقد القمة في مقر إقامة الرئيس السيسي. بدأت القمة الثلاثية في التاسعة والنصف صباحاً واستغرقت ما يقرب من ساعة و45 دقيقة.. ثم انتقل الرؤساء إلي قمة موسعة ضمت وفود الدول الثلاث حيث حضر من الجانب المصري سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس والقائم بأعمال رئيس المخابرات، ود.محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، وبسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، وسفير مصر في أديس أبابا، واستغرقت جلسة المباحثات الموسعة 45 دقيقة، بعدها خرج الزعماء الثلاثة مبتسمين، وممسكين بأيدي بعضهم ومرفوعة إلي أعلي، في إشارة إلي الاتفاق والتماسك والاتحاد، والتفاؤل. وكان الرئيس السيسي قد عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس السوداني البشير مساء السبت عقب وصول الرئيس إلي أديس أبابا، تناولت توثيق العلاقات بين البلدين في كافة المجالات، وعكست هذه المباحثات أن العلاقات بين البلدين أكبر من أي شوائب قد تظهر. وفي تصريحات للصحفيين قبل مغادرته عائدا إلي أرض الوطن قال الرئيس السيسي إنه تم الاتفاق علي تشكيل لجنة علي أعلي مستوي من الخارجية والري والجهات المعنية في الدول الثلاثة لحسم المسائل الفنية العالقة التي كانت تعيق إطلاق الدراسات.. وحول سؤال عن عودة السفير السوداني لمصر.. قال الرئيس: هذا تحصيل حاصل.. وطلب الرئيس من الصحفيين والإعلاميين أن يتعاملوا مع ملف سد النهضة بوعي دون أن نبث القلق ودون أي إساءة للآخرين.. وفي إطار الحفاظ علي العلاقات الوطيدة والتاريخية بين الدول الأشقاء. وفي نهاية التصريحات كرّر الرئيس طمأنة الشعب المصري قائلا: اطمئنوا. هناك تعليمات واضحة للجنة الفنية المكلفة بحل المشاكل العالقة، بأن يتم الالتزام بتوجيهات القادة الثلاثة، بتذليل كافة العقبات.. ودون الاستعانة بأي أطراف أخري من خارج الدول الثلاثة. وصرح السفير بسام راضي المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن القمة الثلاثية اتسمت بالشفافية والمصارحة، حيث تم استعراض تطورات المفاوضات الجارية في إطار اللجنة الوطنية الثلاثية حول سد النهضة، وسبل التغلب علي ما يواجهها من عراقيل، لاسيما فيما يتعلق بصدور الدراسات المكلف بإعدادها المكتب الاستشاري. وقد أكد قادة الدول الثلاثة خلال القمة علي مشاركتهم لرؤية واحدة إزاء مسألة السد تقوم علي أساس اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، وإعلاء مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاث في إطار المنفعة المشتركة. وأضاف المُتحدث الرسمي أنه تم الاتفاق خلال القمة علي عقد اجتماع مشترك يضم وزراء الخارجية والري من الدول الثلاث واللجنة الوطنية الثلاثية، ورفع تقارير نهائية خلال شهر تتضمن حلولاً لكافة المسائل الفنية العالقة، بما يضمن التنفيذ الكامل لأحكام اتفاق إعلان المبادئ وعدم التأثير سلباً علي مصالح مصر والسودان المائية. كما تم الاتفاق علي تبادل الدراسات الوطنية والمعلومات الفنية بين الدول الثلاث. وذكر السفير بسام راضي أن السيد الرئيس أكد علي ضرورة أن تتحلي المفاوضات بالروح الإيجابية والحفاظ علي المصالح المشتركة، مطالباً جميع المسئولين المعنيين بالمفاوضات من الدول الثلاث بتنفيذ توجيهات القادة وإنجاز عملهم وفق الإطار المحدد. كما أكد رئيس الوزراء الأثيوبي خلال المباحثات علي أن المزارعين في مصر والسودان لن يتأثروا سلباً بسد النهضة، مؤكداً أن عدم الإضرار بمصالح شعوب الدول الثلاث هو الأساس الذي تنطلق منه المفاوضات. ومن جانبه، أعرب الرئيس السوداني عن عزم بلاده العمل في إطار اللجنة الوطنية الثلاثية من أجل التوصل إلي توافق حول جميع المسائل الفنية العالقة، مؤكداً في هذا الإطار علي ما يجمع الدول الثلاث من مصالح مشتركة ومصير واحد. . وأوضح المُتحدث الرسمي أن القمة الثلاثية تطرقت أيضاً إلي مُجمل جوانب العلاقات القائمة بين الدول الثلاث، وسبل تعزيز التعاون بينها والاستمرار في التشاور والتنسيق المكثف إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. كما تم الاتفاق علي تفعيل الصندوق الاستثماري المشترك بين الدول الثلاث لتمويل مشروعات البنية التحتية.