شهدت الأسواق في الآونة الأخيرة رواج أنواع السجائر المستوردة وتعددت الأسباب وراء ظهورها فبعض الأشخاص قالوا إن السبب وراء تواجدها فساد النظام السابق والبعض قالوا إن ظهورها بكثرة هي الفوضي الاقتصادية التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين . من المدهش أن تجد سجائر تحمل اسم فريقك المفضل مثل " أرسنال، مانشستر، ريال مدريد . وهناك أنواع جديدة مثل " سوبر سليم" وهي من نوع آخر فهي للمدخنين من النساء وهناك أنواع تحمل أسماء منتجات عالمية مشهورة ولكنها تباع بسعر الصيني مثل "مارلبورو ونكست " . كما أن هناك بعض الأنواع الألمانية والبلجيكية ولكن من الواضح أنها ماركات غير معروفة هناك وهو أحد أسباب انخفاض أسعارها وتعددت الأقاويل حول هذه الأنواع الجديدة وحول حجم استهلاك المواطن المصري لها فالبعض أكد أنها أصبحت تستحوذ علي نسبة كبيرة من المبيعات إلا أن البعض الآخر أكد أن الأنواع المصرية والتقليدية مازالت تستحوذ علي النسبة الأكبر من السوق. أكد إسلام عصام "بائع" في رمسيس أن هذا النوع من السجائر قد حقق مبيعات عالية في الفترة الأخيرة أكثر من السجائر المصرية وأضاف أن السبب وراء إقبال المدخنين عليها هو رخص ثمنها وتواجدها بكثرة في الأسواق وأيضا جودتها العالية فهي لا تختلف كثيرا عن الأنواع باهظة الثمن مثل مارلبورو وروزمن . وأضاف أن هناك بعضا من أنواع هذه السجائر يتم إضافة كلمة "صنع في ألمانيا" علي سبيل المثال ويقوم الموزعون ببيعها أغلي من السجائر العادية. "حمار شايل عنب " كانت هذه الجملة تتردد بين معظم التجار عند سؤالهم عن كيفية وصول هذا النوع إليهم بهذا الثمن الضئيل 30 جنيها ثمن الخرطوشة فمعظمهم لا يعرفون أي معلومات عن المنتج الذي يقومون ببيعه. وبالرغم من ذلك فقد تعمد العديد من تجار الجملة إخفاء مصدر هذا النوع الجديد وعدم رغبتهم في الإفصاح عن أي معلومات متعلقة بكيفية الحصول عليها أو مصدرها، مثل دانيال موريس فقد صرح بأنه لا يعلم من أين تأتي هذه السجائر فهو يكتفي فقط ببيعها للتجار القطاعي وأيضا لا يريدون معرفة مصدرها لأنه غير مهتم إلا بالمبيعات، وأكد موريس أن هناك نوعا يعد الأكثر مبيعا في الأسواق في الوقت الحالي وهو "كاليمبوا ". واختلف معه في الرأي "محمد إبراهيم " بائع قطاعي بباب البحر، حيث أكد أن السبب وراء انتشار هذا النوع هو قلة تواجد النوع المصري وصعوبة الحصول عليه . وأضاف علي الباهي " تاجر جملة " أن الحكومة لديها علم بهذا النوع الجديد وهو نوع غير مضر بالصحة وتأثيره مثل السجائر المصري بل أعلي منه في الجودة وأرخص في الثمن فهو يري أنه لا ضرر من وجودها بل يجب علي الحكومة العمل علي زيادة نسبة وارداتها من هذا المنتج لأنه يحقق أرباحا عالية. وأضاف أيضا محمد شعلان "تاجر" أن هذا النوع يتم الحصول عليه بدون دفع رسوم جمركية ويتم تهريبه عن طريق ليبيا ثم دخوله من الإسكندرية وهو يعد سادس شخص في ترتيب الموزعين، وأضاف أن عملية تهريبه هي السبب الرئيسي وراء انخفاض ثمنه . ومن جانبه قال أحد تجار السجائر رفض ذكر اسمه أن سبب انخفاض أسعار تلك السجائر تهريبها من ليبيا وخاصة بعد الثورة حيث استغل العديد من التجار اشتعال الثورة في ليبيا وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في مصر وتم تهريب كميات كبيرة منها . وأضاف أن بعض الأنواع يتم تهريبها عن طريق البحر المتوسط وتكون قادمة من بلد تصنيع تلك السجائر والتي يأتي أغلبها من ألمانيا موضحا أن هناك مافيا تحتكر تهريب تلك الأنواع والتي تتميز برخص أسعارها فسعر العلبة الواحدة يصل إلي أول تاجر بجنيهين وتصل إلي المستهلك العادي في النهاية بخمسة جنيهات. وتشير أحدث إحصائيات الجمارك إلي وصول عدد حاويات السجائر المهربة إلي 500 حاوية خلال الأربعة أشهر الماضية، وذلك مع بداية تشغيل المراكب الصغيرة في الخط الملاحي لطبرق بليبيا كما أكدت الإحصائية أن الدولة خسرت 15 مليار جنيه ضريبة جمركية ضائعة علي السجائر المهربة في هذه الفترة، علاوة علي خسائر الشركة الشرقية للدخان نظير وجود منتجات مقلدة ومهربة في السوق. وأوضحت الإحصائية أن إجمالي عدد كراتين السجائر المصدرة لليبيا عبر ميناء طبرق بلغ 273 ألفا و171 كرتونة، بواقع 70 حاوية شهريا، لافتا إلي إبلاغ المكافحة والغش التجاري بهذه الاحصائيات بشكل دوري للوقوف علي طرق التهريب والبحث عن سبل التصدي لها، مؤكدا علي أهمية منع المراكب الصغيرة من تحميل البضائع عبر الشواطئ المصرية. وتمكن رجال مباحث ميناء الإسكندرية الأسبوع الماضي من إحباط محاولة لتهريب مليون و425 ألف علبة سجائر تحمل علامات تجارية مقلدة مخبأة تحت ثلاث حاويات كمبيوتر مستوردة من الصين حيث قامت شركتا استخلاص جمركي بإخفائها تهرباً من دفع الرسوم الجمركية التي تبلغ قيمتها 18 مليون جنيه.