يحتفل الكثيرون بزواجهم في الأعياد، وفي الفترة التي تسبق الزواج يولي كل اثنين مقبلين علي الزواج أهمية بالغة للإعداد لعش الزوجية السعيد وحفل الزفاف وشهر العسل، دون الاهتمام بتأهيل أنفسهم لخوض حياة جديدة، فينشغلون بالأثاث دون الأساس.. الأساس الذي تُبني عليه حياة زوجية ناجحة وأسرة سعيدة. وبمناسبة حلول عيد الأضحي المبارك تقدم خبيرة التنمية البشرية المعروفة نصائحها لحياة زوجية سعيدة ومجموعة من الوصايا الهامة لكل المقبلين علي الزواج في سياق السطور التالية. تتساءل أمل رضوان: مَنْ عمره أطول.. ليلة العمر وشهر العسل وأثاث عش الزوجية أم مَنْ يعيشون في هذا العش؟ وتقول قد تحدث مشاكل في الشهر الأول من الزواج وأحياناً في الأسبوع الأول، فلن يكون هناك معني لأثاث باهظ التكاليف أو حفل الزفاف الأسطوري أو شهر العسل الرائع، لذا يجب علي كل شاب وفتاة مقبلين علي الزواج أن يؤهلا نفسيهما لتحمل مسئولية الزواج والوصول إلي الأمان وتحقيق السعادة الزوجية والتغلب علي المشاكل التي قد تواجهما، وذلك يتحقق من خلال الفهم الصحيح لماهية الزواج وأنه ليس كما يظن البعض سجنا وقيودا ومشاكل وأعباء فيبتعد ويخاف من فكرة الزواج، أو أنه حياة رومانسية خالية من المسئوليات فيقدم علي الزواج دون أدني استعداد وفهم حقيقي لماهية الزواج ثم تبدأ المشاكل، فالزواج هو الحب والرومانسية وتحمل المسئولية والمشاركة والإيثار والعطاء في آن واحد. اختيار الشريك وتري رضوان أن الطريق للسعادة الزوجية يتحقق من خلال مراحل ثلاث، الأولي وهي الأهم علي الإطلاق هي مرحلة ما قبل الزواج والتي تبدأ باستخارة المولي عز وجل قبل الإقدام علي إتمام الزواج، ويعد حسن الاختيار هو الركيزة وحجر الأساس في نجاح الحياة الزوجية، واقتداء برسولنا الكريم (صلي الله عليه وسلم) فقد وضع قواعد ذهبية في اختيار كل من الزوج والزوجة، ومن اتبعها فاز بفضل الله بسعادة الدارين، فعَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللهُ تَعَالَي عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّي الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال:"تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ"، كما قال صلي الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، إذاً فالمقياس واحد في اختيار الزوج أو الزوجة وهو الخلق والدين لأن مثل هذا الشخص هو من يؤتمن علي الحياة معه. تضيف رضوان: حري بالمقبلين علي الزواج أن يتعرفوا علي ذواتهم ليجدوا الشريك المناسب، وكذلك فهم طبيعة الآخر وقبوله كما هو والتأقلم معه، وفهم طبيعة الاختلاف بين الرجل والمرأة في طرق التفكير ونمط الحياة بوجه عام فطبيعة الرجل تختلف عن طبيعة المرأة وذلك لا ليتصارعا ولكن ليكمل كل منهما الآخر فالمولي عز وجل خلقهم مختلفين لأن لكل دورا في الحياة. وثمة أسئلة عدة علي كل طرف طرحها علي نفسه أولاً، ثم علي الطرف الآخر ليتأكد من صحة اختياره للشريك المناسب: ما هو الزواج.. ما هو الحب الحقيقي.. هل اخترت شريك حياتي المناسب أم لا.. هل أنا مستعد ومؤهل نفسياً للزواج أم لا.. هل أعلم واجباتي أم حقوقي فقط.. هل أنا وشريك حياتي متوافقان أم لا.. هل اتفقنا علي أهداف مشتركة نحققها سواء.. هل هذا هو الزوج الصالح الذي يتقي الله في وفي أولادي.. هل هذه هي الزوجة الصالحة التي ستحفظني وتحفظ أولادي.. هل هذا هو من سيسعدني.. هل هذه هي من ستسعدني.. وغيرها. وتنصح أمل كلا من الشاب والفتاة أن يضعا في الاعتبار أن العاطفة وحدها لا تكفي فكثيراً ما تنخدع الفتاة بالكلمات الرومانسية، وينخدع الشاب بالمظاهر الكاذبة، فالاختيار يجب فيه مراعاة التكافؤ والتفاهم بعد الخلق والدين وأن يكون قائماً علي العقل متي حدث القبول فكما يقال إن مرآة الحب عمياء، ولكن في الواقع هي ليست عمياء ولكن نحن من نتعامي عن الأخطاء والعيوب في كثير من الأحيان، ثم بعد الزواج نكتشف أننا لا نستطيع التأقلم مع هذه العيوب، فعلي الفتاة أن تحذر من البخيل والأناني والمستهتر والنكدي والفاشل والعدواني وضعيف الشخصية، وفي المقابل يحذر الشاب من الفتاة التي ليست لديها قيم ومباديء والمسيطرة والعنيدة والمتمردة والمهملة، يقول النبي (صلي الله عليه وسلم) "الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة" لذا يجب أن يحرص الشاب علي اختيار من تبهره بأخلاقها وطباعها لا بجمال زائف. ثم يبدآن سوياً في وضع أهداف مشتركة لحياتهما ويكونان واقعيين وعلي كل طرف أن يتحلي بالصراحة والوضوح والبعد عن الأقنعة المزيفة التي ستزول حتما بعد الزواج ومن ثم تبدأ المشاكل، كذلك البعد عن نظرة الكمال الخيالية، ويضعان سويا دستوراً لحياتهما قائماً علي الاحترام المتبادل والمشاركة في اتخاذ القرار والاستعداد لتقديم بعض التنازلات والإيثار. لغة الجسد كما أنه عند اختيار الزوج أو الزوجة يجب الانتباه لبعض الأمور التي لا يعيرها الكثير من المقبلين علي الزواج أي اهتمام كدلالات الألوان علي الشخصية وكذلك لغة الجسد، فلغة الجسد هي جسر التواصل لفهم الآخرين، وهي الإيحاءات والإيماءات والرموز التي يقوم بها الشخص مستخدماً تعبيرات الوجه والأيدي والأرجل ونبرات الصوت والابتسامة والنظرات فمن خلالها يمكن التعرف علي مشاعر وانفعالات الآخر والتواصل معه فلغة الجسد أقوي تأثيراً من الكلام في فهم الآخرين، فهي تكشف عن العديد من الصفات بما لا يكشفه الكلام، وبخاصة لغة العيون بين المقبلين علي الزواج فهي كفيلة بالتعبير عن أرق المشاعر، والنظرة يجب أن تكون معبرة عن الود والتقدير دون تكلف مع المحافظة علي الابتسامة التلقائية الهادئة. ومن دلالات لغة الجسد مثلاً عندما تكون اليد مفتوحة فهذا يشير للصدق، وتكتيف اليدين يشير لرغبته في عدم التواصل وحضن الرأس باليدين مع النظر لأسفل يشير لحالة من الملل وفرك اليدين يعني الانتظار أو الخجل، ووضع اليد علي الخد إشارة إلي التأمل أو التقدير ولمس الأنف أو فركه أثناء الكلام دليل رفضٍ أو شكٍ أو كذب وفرك العين أثناء الحديث يشير للتشكُّك وعدم التصديق وشبك اليدين وراء الظهر يدل علي الغضب والقلق والذي يقف واضعاً يديه علي فخذيه يوحي بالعدائية أو التعجل. علم الدلالات النفسية أما دلالات الألوان علي الشخصية فقد ذكر المولي عز وجل في كتابه المجيد {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} المولي عز وجل خلق كل شيء في الكون وسخره للإنسان، والألوان لم تخلق عبثاً، وإنما لحكمة ربانية فهي ليست مجرد اختلاف في المظهر الخارجي بل لها دلالات وتأثير علي خلايا الإنسان وجهازه العصبي وحالته النفسية. وعلم الدلالات النفسية أضحي من العلوم المهمة في تحليل الشخصيات. وثمة فارق بين نظرة علماء الطاقة لكل لون ونظرة علماء التنمية البشرية، فلكل لون من ألوان الطيف السبعة والألوان الناجمة عن تداخلها دلالة معينة، لذا يجب الانتباه للألوان ومعرفة دلالاتها، إذ إن لها تأثيرا في قبول الآخر أو النفور منه، ولكن لا يعتمد عليها فقط في الحكم علي الشخصية، فمما لا شك فيه أنها قد تختلف دلالتها من شخص لآخر، فاللون الأحمر مثلاً لون اللهب والنار والحب ويتميز محبو هذا اللون بالغضب والقسوة أحياناً وكذلك بالرومانسية وللحب في حياتهم مكانة رفيعة وهم شديدو الانفعال، ومفعمون بالحيوية، وهذا اللون عند علماء النفس يرمز للحب أما عند علماء الطاقة فيرمز للانتماء، أما اللون الأسود فيشير للغموض والثقة ومحبي هذا اللون يتسمون بالقوة والهيبة والحسم ويعتزون بكرامتهم ويبحثون دائماً عن المركز والثراء، واللون الأزرق يثير الاكتئاب وهو لون البحار والأنهار ورمزٌ للعقل والحكمة ومحبو هذا اللون يقدرون الصداقة الحقيقية ويحترمون العلاقات الإنسانية وهم محل ثقة ويميلون للهدوء والسكينة، أما اللون الأبيض فيعني باليونانية السعادة والفرح، ومحبو هذا اللون يهتمون بالنظافة ويتسمون بالعفة والصفاء والشفافية، واللون الأصفر يرمز للضوء والنور والذهب والشمس فمحبو هذا اللون يميلون للصراحة ووضوح الرأي ويكرهون التملق والنفاق وشديدو الغيرة علي ما يخصهم، واللون الأخضر له شعبية واسعة فهو رمز الخير والعطاء والكرم فهو لون الطبيعة ومحبو هذا اللون مرحون ولديهم قدرة كبيرة علي الانسجام مع الآخرين فهم يحبون العطاء والاستقرار ويرمز اللون الأخضر عند علماء الطاقة للحب وكذلك اللون الزهري أو الوردي لذا يستخدم في بطاقات المعايدة بين المحبين. روشتة السعادة الزوجية وتقدم الخبيرة المعروفة روشتة للسعادة لا تصرف من الصيدلية، بل سنجدها داخلنا: عزيزتي حواء إليك بعض النصائح التي تكسبين بها قلب زوجك: كوني له أما وأختا وابنة وصديقة قبل أن تكوني زوجة وحبيبة، كوني عونا له في أزماته ولا تكوني عبئاً عليه، اجعلي الاحترام المتبادل شعار حياتكما وخاصة أمام الآخرين، أشعريه دوما بثقتك فيه واعتمادك عليه وتقديرك له وأهميته لديك وانبهارك بشخصيته وأنه دوما فارس الأحلام بعينيك فذاك له أثر السحر في إسعاده مما ينعكس عليك بمزيد من الحب والعطاء، عاملي أهله معاملة حسنة، احرصي علي التجديد دائما، احتفظي برصيد جيد لديه ليسامحك إذا اخطأتِ، كوني صادقة دائما لتكسبي ثقته واحترامه، لا تتغري أوتتكبري عليه مهما منحك الله مالا أو علما أو جمالا مفاجأة صغيرة قد يكون لها أثر كبير كرسالة تعبر عن الحب أو هدية. عزيزي آدم وأنت كذلك يمكنك أن تمتلك قلب زوجتك: فكن لها أبا واخا وابنا وصديقا وزوجا وحبيبا، مفتاح قلب المرأة الكلمة الرقيقة وتذكر أن الكلمة الطيبة صدقة فبها تسعد أنت وزوجتك وأسرتك، كن حنونا واعطها الأمان فالمرأة متي شعرت بالأمان تفجر داخلها طاقات عظيمة من الحب والعطاء وإسعاد من حولها، احترم أهلها وحافظ علي علاقة طيبة بهم دون السماح بتدخلهم في حياتكما، تذكر دوما المناسبات الخاصة والاحتفال بها في جو رومانسي واعتمد علي عنصر المفاجأة فذاك أوقع في تحقيق السعادة فادعوها للعشاء خارج المنزل وقدم لها هدية. وأكثر ما تحتاجه المرأة هو أن تشعر برجولتك في أن ترعاها وتتحمل مسئوليتها فكن لها الراعي الأمين وأشعرها بالأمان وبأهميتها عندك، واحترم آراءها وشاركها مسئولياتها، واغمرها بحبك وحنانك وكن متسامحا معها.