بإهداء الدورة المقبلة لروح الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، أسدل الستار علي الدورة 33 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط، فعلي مدار خمسة أيام شاهدنا »ماراثون فني» بين 80 فيلما من 25 دولة تنوعت بين الروائي الطويل والقصير والتسجيلي، إلي جانب مجموعة ندوات الأفلام أو الخاصة، واستهلت فعاليات المهرجان بندوة تكريم خاصة للمخرج خالد يوسف وتزامن تكريمه مع عودته للسينما بعد غياب سبع سنوات وسط حفاوة كل من الأمير أباظة رئيس المهرجان والمنتج محمد العدل ومسعد فودة نقيب المهن السينمائية وخالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة للسينما والفنانة سميرة عبد العزيز والفنانة ميرنا وليد والمخرج محمد النجار والفنان سامح الصريطي ومديري التصوير سعيد الشيمي ورمسيس مرزوق. خالد يوسف خلال الندوة أكد أن فكرة التكريم كانت بعيدة تماماً عن خياله، لأنه لم يقدم شيئاً قويا يستحق التكريم وخلال ال11 فيلما التي قدمها كانت مجرد استشعار لقضايا تواجه المجتمع. أن الحظ حالفه بالعمل مع أساتذة كبار مثل محسن نصر ورمسيس مرزوق ويوسف شاهين إلي جانب خالد محيي الدين الذي كان يرعاه فنيا وهو الأمر الذي ساعده علي احترام المهنة. واحتفي المهرجان بمئوية فارس السينما أحمد مظهر بحضور سيف ابن ابنته ريهام الذي أعرب عن سعادته لحضور تكريم جده الذي رحل وهو لايزال في العاشرة من عمره. وعلق الفنان سامح الصريطي بأنه تعامل عن قرب مع الراحل بمسلسل "قابيل وقابيل" وكان يدعوه لمزرعته كل يوم جمعة وكان يحلو له تعريفهم بالنباتات النادرة التي تحتويها. وحكي المخرج علي عبد الخالق عن تجربته معه في فيلم "عتبة الستات" فكان منضبطاً، ولم يزعجه إعادة المشهد أكثر من مرة، وكشف عن أمر محزن حيث كان يتقاضي الراحل أجره باليوم وهو يتنافي مع أخلاق السينما المصرية وإساءة للمنتجين الذين لم يتعاملوا معه كبطل من أبطال الفيلم وتناسوا خبرته ومشواره الفني الطويل. وضمن مسابقة نور الشريف للفيلم العربي المتوسطي الطويل أقيمت ندوة لفيلم "الأب" للمخرج باسل الخطيب وقال إن الفيلم استغرق الإعداد له عاماً ما بين كتابة وتصوير وهو مستوحي من قصة حقيقية حدثت ما بين 2012 و2013 في منطقة أقصي شمال سوريا، وأشار الخطيب إلي أن السينما والدراما السورية تعاني من حصار يحجب صوتنا عن العالم لكن نحاول من خلال أعمالنا أن ننقل أزمتنا للعالم. وعلي هامش المهرجان أقيمت ندوة لتكريم مدير التصوير عصام فريد؛ صاحب الأسلوب الفريد وإسهاماته خلال مشواره الطويل الذي بدأ 1964م، كما أن علاقته بالفن التشكيلي أفادته في السينما. وحظي المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي بتكريمه وبدأ ندوته متحدثاً عن خبرته التي اكتسبها من رائد الهندسة المعمارية المصري حسن فتحي، الذي اهتم بالبناء المعماري من منظور إنساني، وهو ما جعله يهتم بمناقشة القضية الفلسطينية من هذا الجانب أيضاً، وجعله يدرس المجتمع الفلسطيني من خلال فكرة التقسيم والتشتت التي تعرض لها، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر علي الإنسان. علي هامش المهرجان أقيمت الحفلة الخاصة بتوقيع المخرج أحمد النحاس لكتابه عن المخرج الراحل كمال الشيخ، وكشف خلال لقائه بضيوف المهرجان أن الراحل كان كارها للتليفزيون والمسلسلات تماما، وكان يشعر بالملل الشديد لتنفيذ قصة أو روايه فنية علي 30 حلقة. أما ندوة الفنان حسين فهمي فكانت ثرية أيضاً بالحضور والحوار لكشف العديد من الأسرار في حياة البرنس فكانت الفنانة إلهام شاهين علي رأس الحضور والتي حظيت بمشاركته في ثانية تجاربها الفنية "العار" وتعلمت منه الالتزام والحب وعدم الأنانية. سيدة المسرح العربي سميحة أيوب قالت مداعبة الدنجوان: أنا مراقباك وراصدة كل أعمالك، وعندما قدمت الصعيدي كنت بارعاً جداً وهذا يعكس حبك للفن وللمهنة، أما الفنانة سميرة عبدالعزيز فأبدت إعجابها الشديد بثقافتة وطريقة تعاملة مع الآخرين. المخرج علي عبد الخالق مخرج فيلم العار تحدث عن تجربتة معه والتي لمس من خلالها أخلاقه الثابتة التي لم تتغير منذ أن كان طالبا في معهد السينما. أما ندوة الفيلم السوري "رجل وثلاثة أيام" فكشف من خلالها بطل الفيلم محمد الأحمد أن العمل مأخوذ من قصة واقعية، وقدم العلاقة بين الموت والحياة عن طريق رسالة من شهدائنا وهي أن لا تقتلونا مرتين وكان هذا من خلال شخصية الضابط الشهيد الذي يطلب طوال الوقت من البطل أن يدفنه فالحرب تقتل بداخلنا مفردات الحياة. أقيمت أيضاً ندوة حول موضوع "الهجرة غير شرعية" تحدث فيها المخرج الفلسطيني فايق جرادة عن الفيلم الفلسطيني "مراكب الموت" الذي يُوثق ثلاث تجارب لأشخاص اضطر أصحابها للهجرة عبر البحار إلي أوروبا بعد صعود الحركات المتشددة في عدة أماكن بالوطن العربي، الفيلم من إخراج إياد أبو روك 2017. وقال ناصر عبد الرحمن كاتب فيلم المدينة إنتاج عام 1999 إخراج يسري نصر الله، أن هذا أول فيلم مصري يتناول الهجرة غير شرعية بشكل مباشر. وأشار محمد فاضل إلي فيلم النمر الأسود للفنان الراحل أحمد زكي ناقش القضية أيضًا ولكن في ظروف مختلفة! وأصدرت اللجنة المختصة بموضوع الهجرة عددا من التوصيات منها ضرورة توظيف العمل السينمائي لخدمة الإنسان العربي اجتماعيا واقتصاديا وفكريا وسياسيا، فضح كل الممارسات والادعاءات التي تشجع علي الهجرة ومن يعمل بها ويتاجر بها أو يشجعها، توفير فرص العمل مع ضمان العدالة في الأجور، تحفيز الشباب علي المشاركة في الحياة السياسية. فيلم "أغسطينوس ابن دموعها" للمخرج سمير سيف، وهو العمل الحائز علي دعم وزارتي الثقافة التونسية والجزائرية، وقال المخرج سمير سيف: أن ما شجعني علي تنفيذ الفيلم أن يكون هناك إنتاج عربي مشترك يتحدث عن مجموعة من الأديان بمنتهي المحبة. وفي ندوة تكريم الراحل محفوظ عبدالرحمن قالت زوجته الفنانة سميرة عبدالعزيز إنه احترم المرأة في أعماله وأعاد تصحيح مفاهيم تاريخية مغلوطة. ندوة الفنانة صفية العمري كانت محملة بكل مشاعر الحب لإدارة المهرجان، فلم تتمالك دموعها وسط محبيها ومعجبيها، واستعادت معهم أهم الشخصيات التي لعبتها "نازك السلحدار" فهي الشخصية الأشهر بالنسبة لها. النجمة الفرنسية "بياتريس دال" عاشقة الحضارة المصرية كانت لها مشاركة مع المخرج يسري نصرالله في فيلم "باب الشمس" وتمنت تجسيد شخصية "حتشبسوت" وأشارت إلي لقاء العشاء الذي جمع بينها وبين الراحل عمر الشريف ووقعت في غرامه رغم فارق السن بينهما. وفي ندوة تكريم مدير التصوير الراحل مصطفي حسن أكد سعيد شيمي أن الراحل هو الذي صور زفاف شقيقة الملك فاروق علي شاه إيران، وله فيلم هام عن مناسك الحج صوره عام 1939، كما كلفه ستديو مصر بالخروج مع القوات البريطانية لتصوير بعض معارك الحرب العالمية الثانية. في ندوة حول حقوق الملكية الفكرية طالب المخرج أشرف فايق جامعة الدول العربية بتفعيل قانون الملكية الفكرية علي كل الدول لوضع عقاب رادع ضد كل من يحاول سرقة أعمال ونسخها دون حق. واختتمت فعاليات المهرجان بندوة تكريم لأبطال العملية "إيلات" الربان عمر عز الدين والربان نبيل عبد الوهاب، الربان رامي عبد العزيز.. وجاء الموعد المرتقب مع الجوائز وحصل "علي معزة وإبراهيم" علي جائزتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو لأحمد علي ماهر وجائزة أفضل مخرج لشريف عرفة عن فيلم "الكنز"، جائزة أفضل ممثل دور أول لعمرو سعد عن فيلم "مولانا"، وأفضل ممثل دور أول لماجد الكدواني وأفضل مونتاچ أحمد حافظ عن فيلم "الأصليين"، أفضل ممثل دور ثان لمحمد ممدوح"، أفضل ممثلة دور ثان لريهام عبد الغفور، وجائزة أفضل ممثلة دور أول لنيللي كريم عن فيلم "بشتري راجل. أما مسابقة الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة فقررت لجنة التحكيم، منح جائزة أفضل فيلم وثائقي ل"نيران في الأحذية" من إيطاليا، وجائزة لجنة التحكيم للفيلم القبرصي "أرض مشتركة". أما مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فحصد جائزة أفضل فيلم "بالأبيض" من لبنان، جائزة لجنة التحكيم لفيلم "خوف" من سلوفينيا، وقدمت اللجنة تنويها خاصا لفيلم "حكاية نيفير لاند" من إسبانيا. ومنحت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، جائزة كمال الملاخ للعمل الأول أو الثاني للمخرجة "خولة أسباب بن عمر" عن الفيلم المغربي "نور في الظلام". وحصلت الفنانة هند صبري علي جائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة عن الفيلم التونسي "زهرة حلب"، أما جائزة عمر الشريف لأفضل ممثل فقد ذهبت للفنان "محمد الأحمد" عن الفيلم السوري "رجل وثلاثة أيام". وحصد خوزيه راموس مؤلف الفيلم الإسباني "في سرية تامة" جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو، أما جائزة أفضل فيلم فذهبت للفيلم الكرواتي "وزارة الحب"، بينما حصل الفيلم الإيطالي"عيد الميلاد الماضي" علي جائزة لجنة التحكيم. وفي مسابقة نور الشريف للفيلم العربي المتوسطي الطويل، فقد منحت لجنة التحكيم، جائزة أفضل فيلم ل"نور" من لبنان، كما حصد نفس الفيلم جائزة محفوظ عبد الرحمن لأفضل سيناريو. وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "الأب" سوريا، بينما حصل الفنان أيمن زيدان علي جائزة أفضل فنان عن نفس الفيلم، ومنحت اللجنة الفيلم التونسي "أوغسطينوس ابن دموعها" جائزة أفضل إنجاز فني، وجائزة أحمد الحضري للعمل الأول أو الثاني للفيلم السوري "ماورد".