لم تعد رياضة ركوب الخيل حكرًا علي "أولاد الذوات" فقط، الكل يُمكنه ممارسة تلك الرياضة التي أوصي بها سيدنا عمر بن الخطاب، حينما قال: "علِّموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"، فهي رياضة العزة والكبرياء كما يصفها محترفوها، والآن باتت مُتاحة لكل الفئات العمرية، ولكل الطبقات الاجتماعية دون تفرقة. "I کide"، حلم سعي إليه الشابان أحمد الجوهري وصهيب محمد، وحوّلاه إلي حقيقة، أحمد الذي تخرج في كلية النظم والمعلومات، وصهيب الذي التحق بكلية الشريعة والقانون، لم ينتظرا قرار تعيينهما حكوميًا، وبحثا سويًا عن هدف مُشترك، فجمعهما حُب الخيل، والتقيا سويًا في "نزلة السمان" ليُمارسا رياضة ركوب الخيل، فاستفزهما ما شاهداه من مضايقات من مالكي الخيول، وكذلك المُرشدين المُرافقين للفرسان، وتساءلا كيف يكون الحال إذا أتي السائحون إلي هذا المكان، وتعرضوا لكل تلك المضايقات؟!.. قرر الشابان، الذهاب مُجددًا إلي "نزلة السمان"، تحدثا إلي الموجودين هناك، وعايشا أهل النزلة، ووضعا لهما خطة طبية بيطرية لسلامة خيولهم، أحدثت فارقًا كبيرًا بالمنطقة، وتمكن الجميع من ملاحظتها، ومن هنا بدأت فكرة مشروع "I ride". "إيفنت".. مُختلف قرر الصديقان البدء فيه عن طريق التعاقد مع مالكي الإسطبلات في أماكن مُختلفة، بداية من نزلة السمان، وصولًا إلي الفيوم، مرورًا بنادي الفرسان الدولي، وأماكن أخري كثيرة بها خيول مصرية وعربية أصيلة، بدأ الشابان يستأجران أماكن مناسبة ومتميزة لممارسة ركوب الخيول، وكانا لا يبخلان بالمعلومات الطبية والصحية عن طريق خبير بيطري يرافقهما في كل رحلة. "أنت وحصانك والبحر والطبيعة".. إيفنت لكل فارس وكل شخص يُريد تجربة رياضة جديدة، في سابقة لم تحدث في مصر من قبل، يوم تنسي فيه كل مشاكلك وضغوط الحياة، الإيفنت في قرية تونسبالفيوم، وبجوار بحيرة قارون، يبدأ اليوم بمحاضرة عن الخيل وكيفية ركوبها، ولإزالة كل الحواجز النفسية بين الفارس الذي يتعامل لأول مرة مع الخيل، ستبدأ فقرة إطعام الخيول، الطعام بطاطا وتفاح وسكر. الخطوة التالية هي تحضير الحصان نفسه، ومعرفة الأشياء التي تساعدك علي التحكم به، وكيف يمكنك حماية نفسك وأنت علي ظهر الخيل، حيث يتم تقسيم الخيول والفرسان إلي ثلاثة أنواع، المبتدئين، والمحترفين، ومتوسطي الخبرة، ويتم إعطاء كل فارس الخيل المُناسب له ولخبرته، وبعد ذلك تأتي فقرة ركوب الخيل والنزول به إلي البحيرة، لتنظيم سباقات الخيل للمحترفين من الفرسان. نظم الشابان رحلتهما المختلفة بعد الدعوة التي أرسلاها لأصدقائهما ليشاركوهم اليوم، ومعهم العضو الثالث في الفريق مُعاذ المسئول عن التواصل والتصوير والسوشيال ميديا. نجاح الفكرة ورواج الرحلة علي السوشيال ميديا، جعل الأمر لا يتوقف عند حدود الفيوم أو نزلة السمان، بل تمكن أعضاء الفريق من التعاقد والاتفاق علي تنظيم رحلة إلي دهب بجنوب سيناء، وقرروا خوض تجربة رياضة الخيل لأول مرة في دهب. من يُشاهد ما يفعله الفريق يتصور أنه برنامج سياحي، لكن حقيقة الأمر أن الهدف من هذا البرنامج هو فقط تغيير فكر المصريين عن الخيل، والمساهمة في تعليمهم تلك الرياضة علي أصولها بعيدًا عن اشتراكات الأندية باهظة الثمن. روسيا، وكندا، وتركيا، والمغرب، ولبنان، جولات عالمية من المقرر أن يقوم بها "I کide" خلال الفترة المقبلة بعد النجاح الكبير الذي حققوه في مصر، وحاليًا يتعاقد صهيب عضو الفريق علي تنظيم رحلات ركوب خيل للمصريين في روسيا، ويعمل الآن علي توفير أكبر عدد ممكن من الخيول ليوفرها للفرسان الراغبين في السفر. ما يؤرق شباب الفريق الآن، ويسعون جاهدين لتنفيذه هو امتلاك الخيول، وكذلك مكان لتدريبهم مع الفرسان، فالأمر مُكلف للغاية بالنسبة لهم، لكن إن ظلت خطاهم ثابتة وسعيهم دائما يستطيعون بمزيد من المجهود تحقيق ما يتمنوهن.