عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 14-6-2024 في الصاغة والملاذ الآمن عالميًا    سقطة جديدة لبايدن، ميلوني تمسك بيد الرئيس "الضال" وتعيده لقمة السبع (فيديو)    حدث ليلا.. حرائق لا تنطفئ في إسرائيل وأنباء عن اغتيال شخصية مهمة من حزب الله    عاجل.. مصطفى فتحي يكشف سبب بكائه في مباراة بيراميدز وسموحة.. ليس بسبب المنتخب    اختلفت لغاتهم وتعددت جنسياتهم، انطلاق مناسك الحج بالطواف حول الكعبة بمكة (فيديو)    تجاوزت 10 ملايين في يومين.. تركي آل الشيخ يحتفل بتصدر «ولاد رزق 3» شباك التذاكر (تفاصيل)    عزيز الشافعي يحتفل بتصدر أغنية الطعامة التريند    أدعية يوم التروية.. اللهم إني اسألك الهدى والتقى والعفاف    تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية    صلاح عبد الله: أحمد آدم كان يريد أن يصبح مطرباً    عيد الأضحى 2024| ما حكم التبرع بثمن الأضحية للمريض المحتاج    مساهمو تسلا يقرون حزمة تعويضات لإيلون ماسك بقيمة 56 مليار دولار    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات خلال عيد الأضحى    حزب الله يبث لقطات من استهدافه مصنع بلاسان للصناعات العسكرية شمال إسرائيل    ترامب: علاقاتى مع بوتين كانت جيدة    تنسيق مدارس البترول 2024 بعد مرحلة الإعدادية (الشروط والأماكن)    هاني شنودة يُعلق على أزمة صفع عمرو دياب لمعجب.. ماذا قال؟    طاقم حكام مباراة الزمالك أمام سيراميكا كليوبترا في الدوري    إنبي: نحقق مكاسب مالية كبيرة من بيع اللاعبين.. وسنصعد ناشئين جدد هذا الموسم    القيادة المركزية الأمريكية: إصابة عامل مدني في هجوم للحوثيين على سفينة شحن    باستعلام وتنزيل PDF.. اعرف نتائج الثالث المتوسط 2024    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    باسل عادل: لم أدع إلى 25 يناير على الرغم من مشاركتي بها    سبب ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مسبوق.. القبة الحرارية (فيديو)    «زد يسهل طريق الاحتراف».. ميسي: «رحلت عن الأهلي لعدم المشاركة»    حزب الله يحول شمال إسرائيل إلى جحيم ب150 صاروخا.. ماذا حدث؟ (فيديو)    مودرن فيوتشر يكشف حقيقة انتقال جوناثان نجويم للأهلي    سموحة يرد على أنباء التعاقد مع ثنائي الأهلي    سموحة يعلن موافقته على تطبيق نظام الدوري البلجيكي في مصر    هشام قاسم و«المصري اليوم»    ننشر صور الأشقاء ضحايا حادث صحراوي المنيا    تحرير 14 محضر مخالفة فى حملة للمرور على محلات الجزارة بالقصاصين بالإسماعيلية    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 14 يونيو: انتبه لخطواتك    ضبط مريض نفسى يتعدى على المارة ببنى سويف    الحركة الوطنية يفتتح ثلاث مقرات جديدة في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري    أهم الأعمال التي يقوم بها الحاج في يوم التروية    عيد الأضحى 2024| هل على الحاج أضحية غير التي يذبحها في الحج؟    إصابة 11 شخصا بعقر كلب ضال بمطروح    صحة دمياط: تكثيف المرور على وحدات ومراكز طب الأسرة استعدادا لعيد الأضحى    أماكن ذبح الأضاحي مجانا بمحافظة الإسماعيلية في عيد الأضحى 2024    يورو 2024| أصغر اللاعبين سنًا في بطولة الأمم الأوروبية.. «يامال» 16 عامًا يتصدر الترتيب    بايدن يحدد العائق الأكبر أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار في غزة    مستقبلي كان هيضيع واتفضحت في الجرايد، علي الحجار يروي أسوأ أزمة واجهها بسبب سميحة أيوب (فيديو)    تحرك نووي أمريكي خلف الأسطول الروسي.. هل تقع الكارثة؟    حبس المتهم بحيازة جرانوف و6 بنادق في نصر النوبة بأسوان 4 أيام    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة.. ومفاجآت المجموعة الاقتصادية    جامعة الدلتا تشارك في ورشة عمل حول مناهضة العنف ضد المرأة    5 أعمال للفوز بالمغفرة يوم عرفة.. تعرف عليها    بعد استشهاد العالم "ناصر صابر" .. ناعون: لا رحمة أو مروءة بإبقائه مشلولا بسجنه وإهماله طبيا    بشرة خير.. تفاصيل الطرح الجديد لوحدات الإسكان الاجتماعي    رئيس "مكافحة المنشطات": لا أجد مشكلة في انتقادات بيراميدز.. وعينة رمضان صبحي غير نمطية    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية بالأسواق الجمعة 14 يونيو 2024    عماد الدين حسين: قانون التصالح بمخالفات البناء مثال على ضرورة وجود معارضة مدنية    وكيل صحة الإسماعيلية تهنئ العاملين بديوان عام المديرية بحلول عيد الأضحى المبارك    دواء جديد لإعادة نمو الأسنان تلقائيًا.. ما موعد طرحه في الأسواق؟ (فيديو)    نقيب "أطباء القاهرة" تحذر أولياء الأمور من إدمان أولادهم للمخدرات الرقمية    بعد ارتفاعه في 8 بنوك .. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 14 يونيو قبل إجازة العيد    محمد صلاح العزب عن أزمة مسلسله الجديد: قصة سفاح التجمع ليست ملكا لأحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدمايطة اشتكوا ..

هنا دمياط، عمل لا يتوقف، صنايعية لا يكفون عن الابتسام، وهم يحاولون إخفاء وجع يفيض من أحاديثهم إذا قرروا الكلام..
هنا دمياط.. صيادون يصطادون كل يوم من البحيرة هموما تخصهم، فتسبح وجوههم في دموع تتضاعف كلما تضاعفت آلامهم..
هنا دمياط، مدينة الأثاث المهدد بالكساد، رغم أنه يحمل بصمات فنية لا يمكن تقليدها..
هنا دمياط بحديد التسليح المغشوش الذي شقق جدران البيوت.. هنا دمياط، المدينة التي تفتح ذراعيها للقادمين فتقدم لهم رزقا واسعا وأحلاما لا يتم العثور عليها إلا داخل شوارعها الطيبة.
لم تكن الشمس قد اتخذت قرارها الحاسم بالرحيل، ظلال النخيل تلقي بثقلها علي البحيرة الوديعة، والصيادون بتجمعون في لمة علي الشاطئ الهادئ.. الصمت يضخّم وشيش الأمواج الناعمة، والمراكب الصغيرة تمرق هنا وهناك، بينما رجل يعالج شبكة مثقوبة يغري خالد –زميلنا المصور- بالتقاط صور تحاول تجسيد دهشة المكان..
قررت التمتع بألفة المشهد الأسطوري والصعود علي مركب يستقر بنصفه في المياه الضحلة، ، لم أفلح في إحصاء الجزر المتناثرة علي مدد الشوف، وأشفقت علي زميلتي إسراء بعد أن فشلت في أن تكون بمفردها هي الأخري في مصاحبة الطبيعة البكر، تجمع حولها الصيادون يسألونها عن هويتنا، ابتلعت فضولها في تتبع ما حولها من جمال وراحت تعد "الكاسيت" لتبدأ مبكرا في إجراء التحقيق.
(1)
يجب أن أعترف بأنني كنت حانقة علي زميلي عبدالصبور وهو يسبح بخياله فيمن حوله من طبيعة لا توصف، هرب بعيدا وتركني أعمل بمفردي، انفعالي الزائد جعله في نظري يتبني منطقا ذكوريا، يحتم عليّ كأنثي تحمل أعباء إضافية، وجوه الصيادين الطيبة التي تجمعت حولي منعتني من توجيه الاتهام إليه، ترحابهم وفرحتهم بوصول الصحافة إليهم، لم تخف استغرابي من عدم وجود أي ابتسامة تصاحب ملامحهم الكريمة، سأعرف السبب من ماهر يحيي أول صياد قرر الحديث معي، نبرته المقهورة تشي بحزن قديم وهو يحكي عن مشاكل وصفها بالكثيرة تعاني منها بحيرة المنزلة، قال إن أخطرها تلوث المياه الذي أدي إلي موت جميع أنواع الاسماك في أكثر من 30مزرعة(!) وحذر من تهديد باستطاعته تدمير الثروة السمكية بالبحيرة.
ينظر إلي المياه التي أمامنا ويصف كيف يقومون بشراء السمك أو اصطياده وعندما يتم وضعه داخل المزارع يموت نتيجة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه البحيرة التي تصب فيها مصارف: دمياط والشرقية و بورسعيد ، بالإضافة إلي غلق البواغيز وفتحات تجديد المياه بالبحيرة وعدم توافر حفارات تطهير ، مما أدي إلي ارتفاع نسبة الملوحة وانعدام الأكسجين بالمياه ونفوق كميات كبيرة من الأسماك داخل البحيرة وبالمزارع السمكية الواقعة علي طول مجري البحيرة.
"عقود الثروة السمكية لا يوجد بها بند يحمي حقوق الصيادين" هكذا يضيف ويواصل: عندما يموت السمك الذي يكلف الصياد أكثر من 50 ألف جنيه تقوم هيئة الثروة السمكية بعرض المزرعة في مزاد دون إرادة الصياد المستأجر للمزرعة وتذهب المزرعة إلي أناس لا يعملون بحرفة الصيد..
يضحك فأظنه يبكي ويكمل: علي الرغم من صبر الصيادين علي زيادة إيجارات المزارع وحرصهم علي التمسك بمهنتهم الوحيدة التي هي مصدر دخلهم الحالي، يطلب ماهر أن يستمع رئيس الهيئة إلي مشاكلهم، مؤكدا أنهم قاموا بالاعتصام أكثر من مرة أمام الهيئة ولكن لم يستجب إليهم أحد.
(2)
إنه قرص الشمس الذي بدا وكأنه دمعة حمراء كبيرة في مشهد أقرب للرثاء.. كنت ما أزال واقفا علي المركب، التفاتة قصيرة إلي الخلف أخبرتني بأن الصيادين في مأزق، الوجوه الواجمة التي التفت حول إسراء جعلتني أقرر العودة إليها، حاولت أن أتناوب معها الإمساك بالكاسيت، فنتبادل الأمكنة وتستطيع التمتع بدورها بجمال البحيرة، إصرارها علي أن تستكمل الحديث مع سالم واستغراقها الكامل في مشكلته جعلتني ألتزم الصمت وأقف بجانبها، ينظر نحوي وهو يخبرني بأن دخل الصياد في اليوم لا يتعدي 20جنيها لا تكفي مصاريف البيت والمرض!
شبح ابتسامة ألمحه بالكاد وهو يقول: المزرعة الواحدة تحتاج إلي 5 ماكينات لرفع المياه وهذا يكلفنا الآلاف وانا لا أملك 16 ألف جنيه لشراء ماكينة واحدة ، ولدي 3 أولاد صيادين وكل منا دخله في اليوم 20جنيها "بنجمع فلوسنا وبنصرف علي بعض لكن هنلاحق علي إيه.
يعلو صوته وهو يسرد قصة العصابات المسلحة التي تهدد أمنهم فيؤكد علي أن الفراغ الأمني عقب الثورة مكن عصابات مسلحة من مهاجمتهم بشكل متكرر، واتهم العصابات بسرقة معدات الصيد وخاصة الماكينات التي يدفعون فيها دم قلوبهم.
(3)
هدوء البحيرة لم يستطع إخفاء ثورة الصيادين الصامتة، الأيادي المكتوفة كانت تبحث عن حل ظنوا أنني قادرة علي المساهمة في صنعه، بينما بعض الصيادين وهم يطلبون الكلمة باستئذان وأدب ينم عن ثقافة الهدوء التي أورثتها لهم البحيرة جعلني أشفق عليهم..
هاني غندور مصطفي شاب في مقتبل العمر ألمح إلي أن مشكلة بحيرة المنزلة من تلوث المياه وموت الأسماك زادت منذ أن جاء أطباء إلي البحيرة من سنتين تقريباً ومعهم أدوية كيماوية لقتل البكتريا التي تمنع الأكسجين.. الغريب أن موت السمك تضاعف بعد هذه الأدوية التي أدت إلي تغير لون السمك والمياه و حركة المد والجزر أيضاً، ويستطرد: كل ستة شهور يقومون بوضع هذه الأدوية التي تكلفنا 4 آلاف جنيه لأنها مستوردة من تايلاند وإيطاليا، ويقرر: لم يعان السمك بالبحيرة من أي مرض إلا بعد هذه الأدوية .
ويطالب غندور بإنشاء مركز للبحوث بدمياط من أجل حل مشاكل التلوث ، وكذلك تطهير البواغيز وإنشاء وزارة للثروة السمكية.
ويرثي السيد عاشور، من كبار الصيادين ومن أصحاب المزارع السمكية ، الحالة التي وصلت اليها بحيرة المنزلة بقوله " كانت البحيرة من أشهر البحيرات التي تنتج أجود انواع الأسماك وكانت الحكومة تصدر الأسماك للخارج، وبسبب تلوث المياه اختفت جميع الأسماك ماعدا السمك البلطي الذي يعاني من نزيف داخلي يمكن ملاحظته بسهولة بعد طهيه فتجده مشبعا بالدم مما يؤدي إلي إصابة الناس بأمراض خطيرة ".
(4)
في طريق عودتنا لن نلتفت للبحيرة، ولكن إلي الصيادين الذين امتلأت حياتهم رعبا وقهرا، وحين تقرر السماء ابتلاع الشمس بالكامل، ستدنو نفس السماء من مياه البحيرة، وكأنها قررت الإنصات لأوجاع الصيادين تمهيدا لأخذ قرارات حاسمة تنصفهم، وفي السيارة، سنصر علي مشاهدة ثروة زميلنا خالد من الصور ونحن صامتون تماما.. نتتبع ملامح الصيادين في الكادرات الجميلة التي يتميز بها خالد، ونردد: الله الله.. ذلك لأن الحزن أكثر وضوحا في الفن ولكنه لا يحتمل في الحياة!
"الانهماك في العمل" جملة لا يمكنك تجاهل تكرارها وأنت تتجول في شوارع مدينة دمياط الممتلئة بالأثاث.. بينما إصرار الصنايعي علي التركيز في القطعة التي أمامه، يفسر لك معني الجودة، وشدة الإتقان في عمل الموبيليا الدمياطي..
وفي صحبة الكاتب والناشط السياسي صلاح مصباح رحنا نراقب أحوال المحلات التي ازدحمت ببضاعة مكدسة، ونحن نلقي السلام علي العمال ونجلس بجوارهم لنتابع حفرياتهم علي الخشب..
يحكي مصباح عن النجار الدمياطي الذي يتحمل بمفرده مسئولية تصميم المنتج وشراء الخامة فضلا عن البحث عن زبون لتسويقها ويؤكد
"مفيش حرفي بيعمل كل دا"(!).. بينما يفسر مسألة البضاعة المكدسة بقوله: صناعة الأثاث قامت علي "حرفيين" لا تتوافر لديهم فكرة حول تطور ثقافة صناعة الأثاث وخصوصا مع اختلافات واهتمامات الناس، ويضيف: الحرفي في دمياط يصنع الأثاث بدون الاهتمام بحاجة المستهلك وهو ما يجعله يعاني معاناة شديدة في عملية التسويق، وكان من المهم أن يكون هناك اتفاق بين الحرفي والمستهلك، ولأن صناعة الأثاث لابد أن تقوم علي إنتاج كميات كبيرة لتوفير النفقات فبالتالي لا يستطيع صاحب المحل إنتاج قطع مختلفة علي حسب أهواء الزبون.
ثم يتحدث عن مشكلة الخامات المستوردة وما عليها من أعباء متتابعة بداية من المستورد ورسوم الدولة علي الخامات مرورا بتاجر الجملة وضرائب المبيعات إلي أن تصل إلي الصانع بأعلي الأسعار فيبدأ في إضافة أجره في العمل وفي النهاية لا يجد سوقا لمنتجه أومعارض للتسويق وهذا ما يجعل النجار يدور في حلقة مفرغة.
ويقول: ليس هناك مشكلة في استيراد خامات لأننا نضيف إليها بالصنعة الجيدة، فالمادة الخام لا تحقق مكاسب ولكن الصناعة، في الوقت الذي يؤكد فيه علي أهمية أن تنظر الدولة الي هذه الصناعة والاهتمام بها للنهوض بالتنمية البشرية التي تعتمد علي الإنتاج..
ويضيف: لا يكلف العامل الدمياطي الدولة شيئا ولا نريد من الحكومة توفير فرص عمل ولكن نحتاح إلي فتح أسواق محلية ودولية لعرض المنتجات.
وطالب بالاهتمام بدراسة هذه الصناعة ليكون هناك مصممون ديكور بشكل علمي يتناسب مع منجز مصر الثقافي والحضاري حتي لا نسلم عقولنا لكتالوجات أجنبية.
وحول غزو المنتجات الصينية يقول إن لها تأثيرا قويا في الأسواق لأنها رخيصة الثمن مما يجعل المواطن الفقير يلجأ إليها لكن في المقابل لا تتميز بالجودة مثل المنتجات الدمياطية المعمرة
بينما أكد أسامة حفيلة، رئيس جمعية مستثمري دمياط، علي موافقة أحد البنوك الحكومية علي منح تمويل لأصحاب الورش الصغيرة بمدينة دمياط، لمضاعفة حجم أعمالهم بالسوق المحلي وذلك لمعاونة ورش صناعة الأثاث من عدم قدرتها للحصول علي التمويل من البنوك، نظراً لصغر حجم هذه الورش، وتقديم الضمانات المطلوبة منها مقابل التمويل ، وبلغ التمويل الممنوح للورش الصغيرة نحو 05 ألف جنيه، ليصل إجمالي الورش المستفيدة من القرار لأكثر من 71 ألف ورشة.

تواجه صناعة الأثاث في دمياط العديد من التحديات والمشكلات، منها ارتفاع أسعار الأخشاب والمواد الخام المستخدمة في الصناعة لاسيما في ظل استيراد اليابان لكميات كبيرة جدا من الدول المصدرة بعد موجات تسونامي، هذا بالإضافة إلي تجاهل صغار المصنعين في المعارض الدولية الكبري.
ويقول فرج خشبة، أحد صناع الأثاث في دمياط، إن ما نعاني منه هو استغلال التجار الكبار، حيث وصل ثمن لوح الأبلاكاج إلي 43 جنيها، بينما كان 71 جنيها فقط، كما أن أسعار خشب البياض وصل إلي 052 جنيها والزان وصل إلي 003 جنيه فليس هناك رقابة علي الإطلاق.
أما محمد صلاح الكتبي أحد صناع الأثاث، فيري أن زيادة أسعار الخامات أدت إلي ارتفاع أسعار الأثاث، والسبب الرئيسي هو تحكم كبار التجار في أسعار الخامات.

وعن دور الغرف التجارية، قال الكتبي "لا يعرف أحد عنها أي شيء لأن نشاطها يقتصر علي أعضائها وهم يملكون المصانع الكبري ويتمتعون بدعم الصادرات ويحصلون علي المبالغ الكبيرة من الدعم.
أما أحمد منصور صاحب معرض موبيليا بدمياط يقول إن السبب في ارتفاع الأسعار يرجع إلي عدة عوامل يحددها صاحب الورشة المنتجة للأثاث وصاحب محل الزجاج والتنجيد وأجور العاملين والنقل والضرائب، ويري أن الغرفة التجارية لابد أن تقوم بدور واقعي وعملي ملموس في دعم التجار ودعم الصناعات الصغيرة ووضع رقابة لتتحكم في السوق والأسعار.
وقال جلال شلبي تاجر أخشاب "السوق بالنسبة لي يختلف باختلاف أسعار الدولار واليورو وهو السبب الرئيسي.
أما عن موقف نقابة العاملين في صناعة الآثاث بدمياط، فيقول سعد السبع أمينها العام إننا بالتعاون مع الغرفة التجارية عقدنا عدة اجتماعات مع محافظ دمياط ومع المستوردين، وتم الاتفاق مع المستوردين علي تخفيض سعر لوح الأبلاكاج إلي 32جنيها ولكن للدمايطة فقط، علي أن يتم البيع من مستودعات المستوردين، وقمنا بنشر ذلك في الجرائد وأعلنا عنه في كل مكان، فلماذا يذهب أصحاب الورش لشراء الأبلاكاج من تجار التجزئة وأمامهم تجار الجملة.
ومن ناحية أخري، قال أحمد والي، أمين عام الغرفة التجارية، إن الغرفة ليس لها أي دور في دعم الصادرات وإنما هو دور وزارة التجارة من خلال الجهاز المختص بذلك فيها.
وتابع: طالبت وزارة المالية بضرورة إعفاء الأبلاكاج من الجمارك أسوة بما يتم مع خشب الزان والبياض، وقد قامت الغرفة من خلال شعبة تجار ومنتجي الآثاث التي تم إعادة تشكيلها بتفاعلها مع صغار الصناع والعمل علي تلبية مطالبهم بالطرق المشروعة وعمل معرض دائم بدمياط لعرض منتجات هذه الورش حتي تمر الأزمة.
أما بالنسبة للاشتراك في مجلس إدارة الغرفة، أوضح أن الاشتراك مفتوح لكل من يملك سجل تجاري أو صناعي ولا يوجد أية قيود علي الأعضاء المشتركين في الغرفة من غير أعضاء مجلس الإدارة علي تقديم أية مقترحات تساعد في تطوير المهنة، وكما تقوم الغرفة بتذليل كافة العقبات والمشكلات سواء في المهنة أو حتي مشكلات صحية تعترض العاملين فقد قامت الغرفة بإنشاء صندوق لرعاية الأعضاء صحيا ومكتب لخدمة التجار والصناع وتم إعلام الجميع بذلك، وأن ما تتعرض له الغرفة من هجوم فإنه يرجع لأسباب شخصية لبعض الفئات من الناس لأن إنجازات الغرفة واضحة في تذليل كثير من المشكلات التي تعترض صناعة الآثاث.
تخدعك ابتسامة الدمايطة، فهي لا تعبر عما بداخلهم من أحزان متراكمة، وقهر يهدد حياة آلاف الأسر كل لحظة بموت وشيك..
بيوتهم قابلة للسقوط في أي لحظة.. بفعل حديد تسليح مغشوش.
الدموع التي تلفظها عيون الأطفال مجرد عينة من دموع آبائهم المخزنة منذ أعوام تفيض أحيانا علي وجوههم فتختلط بابتسامة لا معني لها، أو تترسب في قلوبهم الموجوعة بألم يتضاعف كل يوم..
الحكاية تبدأ عام 5002 و6002 حين نجحت آلاف الأسر في بناء بيوت طالما حلموا ببنائها، ليوفروا لأبنائهم مستقبلا أفضل، لكن عام 8002 سيجعلهم يستيقظون علي الفزع، حين يكتشفون أن البيوت تتأهب للانهيار علي رؤوسهم..
البلاغات التي تم تقديمها اتهمت إحدي شركات الأسمنت وأخري لحديد التسليح علي اعتبار أن الشركتين كانتا القاسم المشترك للمواد البنائية في كل البيوت..
تخيل الأهالي أن حياتهم قد تدفع النيابة إلي الاهتمام، وأن المأساة التي يعيشونها ستقلب الدنيا رأسا علي عقب..
آلاف البلاغات التي سارع المواطنون بتقديمها إلي نيابة كفر البطيخ وهم يطالبون بالتحقيق القضائي في الواقعة، والتي تتضمن تكليف مركز بحوث البناء بالقاهرة بمعاينة المنازل وأخذ عينات من الخرسانات وتحليلها وبيان سبب التشققات والشروخ في الخرسانات وبلاطة السقف والأعمدة وإعداد تقرير مفصل بذلك فضلا عن معاينة العقار علي الطبيعة بمعرفة الجهات المختصة لبيان ما به من عيوب وإيضاح المتسبب في هذه العيوب وتقدير قيمتها..
المفاجأة أن مدير نيابة كفر البطيخ أحال البلاغات للمركز لاتخاذ اللازم..
الدهشة التي حظي بها محامو الأهالي من تصرف مدير النيابة استمرت لسنوات، وهو ما يعبر عنه أحمد عبد اللطيف الحفناوي بقوله: تقدمنا إلي مدير نيابة كفر البطيخ وذلك لتحرير محاضر عن واقعة فساد الأسمنت والحديد، فلم نجد إلا الإهمال، فلم يتم تحرير أي محضر من قبل النيابة، والغريب أن وكيل النائب العام أحال المحاضر إلي مركز شرطة كفر البطيخ لتحرير المحاضر..
ويواصل: قمنا في 11/4/1102 بتقديم طلب لمدير النيابة بشأن ندب وتكليف مركز بحوث البناء بالقاهرة لعمل معاينة للمنازل المتضررة لبيان سبب التشققات، لنكتشف أن المحاضر تم حفظها بعد وعد شفهي بضم جميع المحاضر وفتح باب التحقيق وإحالتها إلي محكمة الجنايات وهذا مالم يحدث حتي الآن، وبالتالي فإنه لاسبيل للأهالي سوي أن يدفع كل منهم ما يقرب من 11 ألف جنيه لندب مركز بحوث البناء بالقاهرة ولجنة هندسية من كلية الهندسة بجامعة المنصورة، وهو ما يعني أن يتحمل هؤلاء ما لا طاقة لهم به فضلا عن تحويل القضية من جنائي إلي مدني مما يفقدهم حقوقهم بالكامل.
ويشرح لنا المهندس المعماري حسن شوشة، أسباب ظهور تشققات الأسقف في البيوت والذي أكد أنها تظهر بعد تآكل الحديد بنسبة تفوق09٪ منه ويصبح شبيها بورقة السيجارة ولقد تعددت الآراء حول أسباب هذه الظاهرة التي بدأت تظهر عامي 4002 - 5002 ولكنها زادت بنسبة كبيرة جدا وكنا في بداية الأمر نشك أن العيب في الأسمنت أو الحديد ولكن بعد عملنا المستمر اكتشفنا أنه من الممكن جدا أن يكون الرمل أو الزلط وراء تلك التشققات نظرا لاحتوائها علي مواد تسبب الصدأ والتآكل للحديد وتجعل الخرسانة هشة.
ويتفق معه في الرأي المهندس محمد السيد خشية استشاري هندسي مدني أن السبب الرئيسي هو الزلط لأن محاجر الحكومة للزلط الرئيسية مغلقة فظهرت مافيا تجارة الزلط وخاصة مع إقبال عدد كبير من الأهالي الراغبين في تشييد بيوت بطريقة عشوائية في عام 5002 - 6002 مما أدي إلي إقامة محاجر أخري غير سليمة من تجار غير شرفاء و انتشر بالزلط نوع أبيض به ترسيبات من التربة تحمل أملاحاً مؤكداً أن الأسمنت ليس هو السبب الرئيسي لأن الحديد يصاب بالصدأ في حالة واحدة وهي الرطوبة والأملاح فضلا عن عدم وعي الأهالي بوضع مياه الترع في الخلطة الخرسانية والتي تؤدي إلي ضعف الخرسانة وتآكل الحديد، كما أكد أن الأسمنت المصري من أجود أنواع الأسمنت ولا يؤدي إلي انهيار البيوت .
وقال خشبة بصفتي رئيس المجلس المحلي لمركز دمياط فقد كلفنا مجلس مدينة دمياط بانتداب المجلس القومي لبحوث البناء وأخذ نماذج من هذه الأبنية لعمل اختبارات عليها، وعبر خشبة عن أسفه بأن الأهالي لا يستطيعون أخذ حقوقهم حيث إن البناء كان مخالفا والبيوت غير مرخصة.
وطالب عبد الرحمن أبو طايل، أمين عام حزب التجمع بدمياط، بتشديد الرقابة علي محاجر الرمل والزلط وضرورة غلق المحاجر غير الصالحة، والتأكد من الاسباب العلمية لتصدع البيوت بدمياط من الأسمنت أم الزلط، وحصر جميع المواقع التي تعاني من الانهيار وبها عيوب إنشائية واضحة وتمثل خطورة واضحة علي المترددين عليها كالأماكن العامة مثل المساجد والبيوت أيضاً.
ولم يتهم مصباح أي جهة في دخول الأسمنت المغشوش أو الزلط للسوق المصري خاصة أن كل مانستورده من أسمنت يعبأ بشكاير عليها اسماء مصانع مصرية، ولكن من السهل الوصول إلي المسئولين عن هذه المشكلة وحصر جميع المستوردين وبالتالي يمكن التوصل إلي المستورد المتسبب، كما أنه ليس من السهل أن يفصح تاجر عن مصدر الأسمنت وقد يكون الأسمنت فاقد الصلاحية عند التجار ذاتهم، والمؤسف أن هذه المشكلة مازالت مستمرة حتي وصلت الخسائر إلي ملايين الجنيهات، والأخطر من ذلك أن هناك تهديدا واضحا للأرواح فمن المتوقع أن نسمع قريبا عن سقوط هذه الأسقف بل عقارات كاملة.

الكارثة التي تسببت في ظهور تشققات وتصدعات في أسقف المباني حديثة البناء أرجعت التقارير الهندسية أنها مشيدة بأسمنت غير مطابق للمواصفات لاحتوائه علي نسبة كبريت عالية مما أدي إلي تآكل حديد التسليح في الأسقف لتصبح الوحدات علي وشك الانهيار.. الظاهرة تكررت في آلاف المنازل ومع العديد من قري دمياط ومنها قرية عزبة 3 والتوفيقية والبصارطة وأولاد حمام والشعراء وتزايدات أعداد شكوي الأهالي لمجلس محلي مركز دمياط، وقدرت الخسائر المبدئية بملايين الجنيهات فهناك أكثر من 4000 بلاغ أمام النيابة وحتي الآن لا يوجد تفسير هندسي علمي لأسباب انهيار أسقف هذه المنازل بعد بنائها بفترة قصيرة.

يقول هاني عبد الله أحد المتضررين بقرية التوفيقية إنني أسكن في منزل تم بناؤه من ست سنوات وبعد عامين فوجئت بوجود تشققات غريبة في سقف شقتي وقمت باستدعاء أحد المهندسين لمعاينة السقف ونصحني بضرورة هدم هذا السقف وإعادة صبه مرة أخري وسوف يتكلف أكثر من أربعين ألف جنيه.
ويضيف عادل ابو المعاطي، 40 عاما، والساكن بقرية عزبة3: قمت بتقديم شكوي للمحافظة ولم يلتفت إلينا أحد وبيتي معرض للانهيار في أي وقت.
أما هادية حسن تعيش بمنزل بطابقين، الطابق الثاني معرض للانهيار لأنه تم بناؤه بعد الطابق الأول بأكثر من سنة، ولا تعرف هادية ماذا تفعل والطابق الذي يسكن فيه ولداها معرض للانهيار بهم و الخوف يسكنها منذ أربع سنوات.

وكان صدور قرار الأوقاف بإغلاق جامع النور بقرية البصارطة وجامع المنتزة الجديد بقرية عزبة 3 بمثابة الصدمة التي أثارت الرعب في نفوس الأهالي، يقول خالد عبد الرحمن المشرف علي التبرعات: الجامع كلف أهالي القرية حوالي نص مليون جنيه، وبعد سنتين من انتهاء بناء الجامع عام 5002 ظهرت تشققات وتصدعات وبعد معاينة اللجنة الهندسية التابعة للأوقاف وأرجعت السبب إلي استخدام أسمنت مغشوش به نسبة كبريت عالية والخرسانة كما هي لم تتاثر ،وتم إصدار قرار بإغلاق المسجد وحصلنا علي موافقة من مجلس المدينة بإزالة الجامع ولكن لم تتم الإزالة حتي الآن.
وهذا ما أكد عليه المهندس البدوي إبراهيم رئيس المكتب الهندسي بالأوقاف بأنه بعد تقديم شكاوي كثيرة من المواطنين بقرية عزبة 3 بشأن الجامع، وتم تشكيل لجنة هندسية علي الفور وإدراكنا مدي الخطورة علي أرواح أهالي القرية فقمنا بإصدار قرار بإغلاق الجامع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.