هتف "ميخائيل" أمام أسوار الكنيسة وهو يطالب بحقه في الحياة، راغبا في استعادة رجولته المهدرة بين دفاتر المجلس الإكليريكي السرية، وباحثا عن حقه في التخلص من حياة تتربع علي قمتها زوجة خائنة لايستطيع إزاحتها وعليه أن يضع رجولته وشرفه جانبا ويستجيب لقرار المجلس الإكليريكي بالعودة للحياه معها من جديد . صرخ ميخائيل معلنا رفضه، مذكرا رجال الدين بأن المسيح علم البشر الحب والتسامح والسلام. قاد ميخائيل مظاهرات الأقباط الراغبين في الزواج الثاني، نظم الوقفات الاحتجاجية، وكان دائما ممسكا في يده "بسي دي" هو دليل خلاصه ونجاته من شرك زواج التف حول رقبته وكاد ان يزهق روحه، فإما أن يقبل العيش مع زوجة خائنة وإما أن يتحرر وينجو . اتفق مع زملاء الائتلاف علي الاستقالة من الطائفة الأرثوذوكسية، وقد اختار لنفسه أن يخرج إلي الطائفة الإنجيلية قبل أن يغلق البابا شنودة باب الانتقال ما بين الطوائف، ليكون مسيحيا وفقط. حمل أوراقه وجاء إلينا ليحكي قصته التي تنتهي بحلم يحصل فيه علي حريته التي لم يفكر يوم التقي زوجته بأنه سيفقدها وسيفقد معها الكثير من الأشياء. تذكر اليوم الذي جاء إليه أحد أقاربه ليحمل له بشري العثور علي عروس فيها كل ما يتمناه، شابة جميلة يعرفون أصلها وفصلها، تم الزواج بعد فترة خطوبة استغرقت أربعة شهور،عاشا بعدها شهورا أخري في سعادة غامرة حتي بدأت الأمور تتبدل، كانت تخرج مع صديقة تعرفت عليها بعد الزواج لتغيب فترات طويلة. يقول: تأتي قبل عودتي من عملي، حتي بدأت أري الملل في عينيها وملامح وجهها، وتهربها مني، ترفض أن أقترب منها، شككت في الأمر بعد أن زاد همسها في التليفون، وشرودها لفترات طويلة، لتنمو حيرتي وقلقي وتسكن عقلي هواجس سوداء، فكنت أعود من عملي فجأة ربما أضع حدا لشكوكي.. وفي إحدي المرات دخلت لأجد زوجتي أمامي في أبهي وأكمل زينة، اعتقدت انها تنتظرني ولكنها استقبلتني بنفورها المعتاد ويومها لاحظت وجود كوبين من العصير، وعندما سألتها من كان في المنزل؟ردت باستهتار شديد أنها كانت وحدها وأنها تحب أن تشرب في كوبين! تحولت بعدها إلي مجنون، أفتش المنزل بحثا عن رائحة ما، أو دليل يؤكد شكوكي، ووسط كل ما أمر به زارتني ابنة أختي وزوجها في المنزل وفوجئت بزوجتي المتجهمة دائما تضحك من قلبها وتستقبل الضيوف ببشاشة غير عادية، فظننت أن الأمور ستتغير وأن ما كانت تمر به ما هو إلا أزمة نفسية كما قال لي أهلها، تكررت زيارات أقاربي لنا حتي فوجئت بزوج أختي يطلب مقابلتي وبعد تردد شديد قال لي "خلي بالك من بيتك" وقتها تأكدت أن كل شكوكي كانت حقيقية وعرفت منه أن زوجتي تخونني. بعد محاولات كثيرة لإقناعه اعترف لي أن زوج ابنته هو العشيق السري لزوجتي، يومها بكيت وصرخت وتوقف العالم كله من حولي، وتحولت إلي كتلة خشبية فقدت النطق، لم أحتمل كل هذا الغدر، وهدأني زوج أختي و طلب مني أن أتعقل وأتعامل مع الأمر بهدوء فما حدث قد حدث، ويجب أن أنقذ ما تبقي من حياتي، ولم يكن أمامي حل سوي اللجوء إلي الكنيسة، تم تحديد موعد مع المجلس الإكليريكي، ذهبت وطلبت أن أفتح ملفاً لطلب الطلاق، طلب مني أحد الآباء أن أحضر دليلا ماديا يثبت خيانة زوجتي، وليكن تسجيلا صوتياً لها مع عشيقها، وبدأت رحلة أخري في حياتي عرفت فيها معني الألم الحقيقي، فلكي أسترد حياتي كان لابد أن أتحول إلي آلة صماء بلا مشاعر، فلجأت إلي غريمي وعدوي لكي يساعدني في التخلص من زوجتي، لجأت إلي عشيقها الذي اعترف لي بكل شيء وأبدي استعداده الكامل لكي يساعدني في الحصول علي حقي وحياتي فهي لم تكن بالنسبة له سوي نزوة بلا قيمة، تحدث معها في التليفون واسترجع معها تفاصيل كل لقاء تم بينهما، حدثته عما ترغب فيه وكيفية تخلصها مني(!). ظننت الدليل دامغا وكاملا، تحملت الكثير لكي أحصل عليه، حملته وذهبت به إلي المجلس وبعد أن استمع له الآباء، فوجئت بأن دليلي غير كاف وطالبوني بأن أحضر العشيق نفسه لكي يعترف أمامهم، ومرة أخري طلبت مساعدته، وفوجئت به يبدي استعداده الكامل للشهادة أمام المجلس بما حدث فهي بالنسبة له لا تعني شيئاً. ذهب معي إلي المجلس واعترف بكل ما فعل وبكل التفاصيل التي سجلتها له، كانت كلماته تخترق قلبي ولكني كنت مجبراً علي سماعها لكي أتخلص من زوجة ترافقني حتي يوم الدين، وبعد شهادة العشيق أمام الأب"بولس بولس" في حضور الأنبا بولا اعتقدت أن آلامي ستنتهي خاصة بعد تحديد جلسة لمواجهتها بصوتها واعترافات عشيقها وعند تحديد موعد الجلسة قمت بمواجهتها وطردها من منزلي فطوال فترة التحقيق كنت مجبرا علي الصمت حتي أحصل علي الدليل، وفي اليوم المحدد لجلستها، استمعت إلي التسجيل الذي يحمل خطيئتها وكانت المفاجأة أنكرت كل ما جاء فيه وقالت إن الكلمة الوحيدة التي تؤكد أنها بصوتها هي "آلو" فقط، كان إنكارها مفهوماً ولكن ما حدث بعد ذلك هو ما لا أستطيع تصديقه ما قاله لي آباء التحقيق، نصحوني أن أحاول الصلح مع زوجتي لأنها تنكر ما جاء في التسجيل، ولم يكتفوا بذلك بل أصدروا تقريرا بأن هناك فرصة أخري وأن الصلح ممكن بيننا، لم أستسلم ولجأت إلي الأنبا بولا رئيس المجلس الإكليريكي شرحت له كل ما حدث، فقال لي إن إنكارها يجعل الأمر شديد الصعوبة وأنه لايستطيع ان يجزم بأنها صاحبة الصوت الذي جاء في التسجيل، ووجدت الحل، فطلبت منه أن يحتكم إلي خبير أصوات يحكم بيننا وكان رده أن هذا الحل معقول ولكنه سيرجئه لما بعد عودته من رحله لزيارة في المهجر ستستغرق أربعة شهور،ولم أجد أمامي سوي الصبر والانتظار حتي عودته،ومرت شهور رحلته وعاد ليجدني أمامه أبحث عن الحل والعتق من الألم والإحساس بالذل والعار، وفوجئت به في كل مرة يطلب مني العودة بعد أسبوع، وفي النهاية قال لي إنه لايجد خبير أصوات، فاقترحت عليه أن آتي به من مكان رسمي ومعتمد وأتكفل بكل النفقات، ومع كل الأدلة التي تؤكد علي حقي لم أستطع الحصول علي تصريح بالزواج الثاني فلجأت إلي التظاهر بعد ثورة 52 يناير لننادي بحقوقنا بلا خوف من سلطة النظام والكنيسة، وفي واحدة من مظاهراتنا حدثت موقعة الكلب الشهيرة بعد أن خرجت علينا الكلاب المدربة من الكنيسة وتعرضنا لهجوم من أمن الكنيسة والكشافة بها وهو ما دفعني لتحرير محضر بواقعة الاعتداء برقم3165/1102 وسأستمر في كفاحي حتي أحصل علي حقي من الكنيسة خاصة أنني قمت بتغيير ملة إلي الإنجيلية وحصلت علي الطلاق من المحكمة، وكل ما حدث لي كان بسبب إلغاء اللائحة 83 وبسبب إصرار البابا علي أنها من وضع العلمانيين وليس رجال الدين. وهنا تدخل نادر الصيرفي المتحدث الإعلامي باسم ائتلاف أقباط 83 قال لي إنه يحمل مفاجأة ستغير كثيراً من المفاهيم التي يحاول البابا أن يرسخها في عقول الأقباط،وهي اللائحة التي كان يتعامل بها الأقباط قبل عام 5591 والمعروفة باسم 83. ففي عام 7681 خاطبت وزارة الحقانية "العدل الآن" البطريرك كيرلس الرابع المعروف باسم "أبو الإصلاح" ليضع لائحة بأسباب الطلاق في المسيحية، فكلف "القمص" فيلوثأوس عوض بإعداد اللائحة، فلجأ القمص إلي كتاب المجوع الصفوي الذي يتضمن القوانين التي جمعها ابن العسال في القرن الثالث عشر وبني عليه ماأسماه الخلاصة القانونية في الأحوال الشخصية لكنيسة الأقباط الأرثوذكسيين والمفاجأة التي أتحدث عنها أن الأسباب التي وضعها هي نفسها أسباب لائحة 83 فيقول"في المادة 81 الأحوال الشخصية (الطلاق وفسخ الزيجة) "في الدين المسيحي لا يوجد طلاق بل فسخ زيجة المتزوجين والتفريق بينهما ليصح للمؤمن أن يتزوج بمن يريد الرب فقط" ووضع أسباب فسخ الزواج في الموت حقيقة أو حكما أو تقديرا والزني حقيقة أو حكما أو تقديرا، وتأتي تفاصيل الحالات كالآتي، فالمحكوم عليه بالإعدام أو النفي أو السجن المؤبد أو الأسر، أو غياب أحد الزوجين عن وطنه بالأسر أو بغيره بحيث لا يعلم مقره ولا حياته من عدمها واستمر أمره مجهولا من خمس إلي سبع سنوات ولم يحتمل قرينه الانتظار ويرغب بعد مضي هذه المده بالتصريح له بالزواج الثاني فيجاب إلي ذلك بشرط أن يتحقق لدي الرئيس الشرعي من غياب الزوج المدة المحددة، وتغيير الدين لا المذهب واعتبار العضو الشارد ميتا حكما عن كنيسته، والنفي المؤبد الذي لايرتجي أن يعود منه، والسجن المؤبد الذي لا يرتجي العودة منه، والمنافرة وعدم الخضوع للأوامر الإلهية والخروج عن الحد واعتبار العضو النافر ناشزا في حكم الميت عن كنيسته، حيث يضر بنظام الزواج كوقوع الشر والخصام المتواصلين المؤذيين من أحد الزوجين للأخر ظلما، أو كممانعة أحدهم للاخر في استيفاء حقوقه الشرعية التي له علي قرينه، أو توبيخه أو تأديبه علي ماتقتضيه الحال إلي أن يصلحا ويتفقا في عش الزوجية، وإذا كان الخلاف واقعا من الفريقين معا فيتم التحقق من المعتدي ويتم الإصلاح بينهما أو التفريق حسب ما يصل إليه التحقيق . ويضيف نادر الصيرفي أن لائحة القمص بها الكثير من أسباب الطلاق التي تراعي الحالة الإنسانية ولاتتعارض مع الدين، ولينظر البابا شنودة لها خاصة أن من قام بوضعها هو رجل دين مكلف من البابا وليس العلمانيين كما يقول عن لائحة 83 ومن وافق عليها هو واحد من أهم بطاركة الكنيسة القبطية حتي أنه لقب بأبو الإصلاح، ولا يمكن للبابا أن ينكر مكانة القمص فيلو ثأوس ويتهمه بأنه علماني خاصة أنه قال عنه ووصفه في جريدة وطني في العدد الصادر بتاريخ 32/8/8791 أنه أستاذ أستاذي" ويقصد بأستاذه حبيب جرجس . وأمام هذه اللائحة تنتهي كل ذرائع البابا فمن وضعها رجل دين يهتم برعيته وأبناء الكنيسة ووافق عليها البابا كيرلس الرابع وطبقت بالفعل علي المسيحيين الذين كانوا سعداء في دينهم ولا يبحثون عن دين آخر بسبب تعنت البابا شنودة الذي لايهتم كثيرا بخروج أبناء الكنيسة من دينهم مقابل أن يتمسك هو برأي غير صحيح.خاصة أن جميع البطاركة السابقين للبابا شنودة كانوا يبيحون الطلاق لعدة أسباب فهل جميعهم كانوا مخالفين للإنجيل وكانوا يمنحون تراخيص بالزني!