يتيح المتحف الإسلامي في مدينة القدس لزائريه فرصة كبيرة للاطلاع علي تاريخ المدينة وحضارتها بما يحتويه من مقتنيات نادرة يعود تاريخ بعضها لمئات السنين. ويتربع مبني المتحف، الذي يعدُّ بحد ذاته تحفة فنية معمارية، علي الجهة الغربية الشمالية من الحرم القدسي الشريف علي مساحة ما يقارب ألفي متر مربع ويضم بين جدرانه الحجرية القديمة نسخا نادرة من المصحف الشريف ووثائق وأواني وأدوات استخدمت في السلم والحرب خلال تاريخ المدينة الحافل بالصراعات والحروب. يري عرفات عمرو مدير المتحف - الذي يحتاج الدخول إليه المرور عبر بوابة خشبية كبيرة - أن المتحف "يشكل مرآة المدينة المقدسة". وقال عمرو في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "المتحف مبني تاريخي يجسِّد فن العمارة الإسلامية بما فيها من أقواس وقناطر وقباب وشبابيك من الزجاج الملوّن والأبواب الخشبية الكبيرة". وأضاف "المبني مؤلف من عدة قاعات لكل منها تاريخه وحكايته، وشهد علي المراحل المختلفة التي عاشتها المدينة في الفترة المملوكية وما بعدها". وأوضح أن المعروضات التي يشاهدها زوار المتحف هي بعض ما هو موجود من مقتنيات نفيسة تتيح إدارة المتحف للباحثين والأكاديميين الاطلاع عليها لمساعدتهم في دراساتهم المختلفة. ويضم الكتيب التعريفي للمتحف العديد من الصور لبعض المعروضات وشرح عنها إضافة إلي نبذة عن تاريخها. ويقول الكتيب إن المتحف "يحتوي علي العديد من التحف والقطع الأثرية والمخطوطات والنحاسيات وجميعها وردت للمتحف الإسلامي إما عن طريق الهدايا والتبرعات من السلاطين المسلمين وإما من بقايا الترميمات المتعاقبة التي جرت علي المسجد الأقصي المبارك عبر الفترات الإسلامية المتعاقبة". ويمكن لزائر المتحف أن يشاهد مجموعة كبيرة من المصاحف النادرة بأحجام مختلفة كُتِبت يدويا بأنواع متعددة من الخطوط العربية وبعضها بحجم كبير. ويوضح كتيب المتحف أنه يضم "ألف وثيقة تتعلق بشؤون الحياة الاجتماعية والاقتصادية خلال الفترة المملوكية". وتعرض في المتحف مجموعة الأبواب الكبيرة المشكلة من الخشب المغطي بالنحاس إضافة إلي قطع خشبية وأخري من السيراميك مزخرفة من فترات مختلفة كانت تُستخدم في تزيين سقف وجدران المسجد الأقصي. ويتنقل زائر المتحف بين العديد من الأواني النحاسية الكبيرة التي كانت تستخدم لطهي الطعام من أجل توزيعه علي الفقراء بالإضافة إلي المباخر الفضية. ويشاهد زوار المتحف مجموعة واسعة من السيوف والخناجر والأسلحة النارية القديمة إضافة إلي زي كامل لأحد المحاربين القدامي مؤلف من لباس معدني ودرع وسيف. ويقدم المتحف مجموعة واسعة من الأختام التي كانت تُستخدم خلال الفترة العثمانية إضافة إلي العديد من النماذج للمسكوكات الإسلامية من الفترة الأموية وحتي العثمانية ومنها دنانير ذهبية وفضية ونحاسية. ويمكن لزائر المتحف مشاهدة مجموعة كبيرة من الأواني الفخارية بأحجام مختلفة كانت تُستخدم لمياه الشرب وبعضها لخزن الزيت وغيره. يفتح المتحف أبوابه أمام الزوار خمسة أيام في الأسبوع حاليا. وقال عمرو إن أبواب المتحف مفتوحة أمام الجميع بشرط أن يتم ذلك من خلال مديرية الأوقاف. وأضاف "نحن نستقبل يوميا ما يقارب من ألف زائر وطبعا هذا الرقم يزداد مع زيادة الزوّار إلي المسجد الأقصي المبارك في المناسبات الدينية". ويأمل عمرو أن تُتاح الفرصة لإدخال كافة المواد والمعدات المطلوبة للحفاظ علي المقتنيات. وقال "حاليا نقوم بالحد الأدني المطلوب في المحافظة علي مقتنيات المتحف ونحتاج إلي جهد أكبر". وأضاف "نجحنا في أرشفة جميع مقتنيات المتحف رقميا".