تجده في أكثر المواقع الحساسة علي الإطلاق، حيث يقع في الرواق الجنوبي الغربي للمسجد الأقصي المبارك وبجانبه باب المغاربة ومطل علي ساحة حائط البراق 'حارة الشرف 'قبل أن تجرفها جرافات الاحتلال عند احتلال مدينة القدس عام 1967م ويحتوي بداخله علي التراث العربي والإسلامي.. إنه المتحف الإسلامي داخل المسجد الأقصي. وفال مدير المتحف الإسلامي أحمد طه في تصريحات صحفية: 'أسس المتحف الإسلامي في 1923م حتي عام 1929م، لم يكن داخل المسجد الأقصي، بل كان في جوار المسجد الأقصي، عند باب الناظر أحد أبواب المسجد الأقصي حيث يعرف برباط المنصوري، ويعرف الآن بالجالية الإفريقية'، تم نقل المتحف من رباط المنصوري إلي داخل المسجد الأقصي نظراً لازدياد عدد سكان البلدة القديمة بحيث أصبح مكان للمعيشة والسكن ولرؤيتهم بمكانه الأفضل داخل المسجد الأقصي'. وأضاف: 'انتقل المتحف من الرباط المنصوري إلي داخل المسجد الأقصي في الزاوية الجنوبية الغربية ضمن ثلاثة مباني أثرية قديمة، أولها: جامع المغاربة: يعود بناؤه للفترة المملوكية أما الواجهة الشرقيةالغربية مع القبة منه تعود للفترة العثمانية، وجامع المغاربة كان مقصدا لمصلي حارة شريف 'حارة المغاربة' ويمثل الآن القاعة الرئيسية للمتحف الإسلامي، أما المبني الثاني فهو 'جامع النساء' وهو الآن القاعة الجنوبية للمتحف الإسلامي، ويمتد من الزاوية الجنوبية الغربية ولمنتهي المسجد الأقصي، ويمتد لمكتبة الأقصي، وقد أعيد بناؤه في الفترة الأيوبية والصليبية، وكان مخزنا لسلاح فرسان المعبد، أو لحاكم السلطان. أما المبني الثالث والأخير والذي يلاصق جامع المغاربة من الغرب، فهو زاوية الخانقاة الفخرية، وهو مكان للصوفية والدراسة والعبادة وتدريس العلوم الدينية ضمن البناء، وملحق فيها عدة قاعات وغرف تقع من جامع النساء إلي سور المسجد الأقصي الغربي، ويعود بناؤها إلي الفترة المملوكية، وتتبع لها مئذنة، وحديقة للمتحف، وتستخدم اليوم كمكاتب لموظفي المتحف، حيث كان المصلون يأتون من حارة الشرف حارة المغاربة قبل 1967 -عندما عندما تم احتلال القدس للجامع- ويصلون داخله ويقيمون الإفطارات الجماعية في شهر رمضان الفضيل، والزاوية الفخرية يطلق عليها أيضا زاوية أبو السعود، حيث سكن فيها عائلة من عائلات أبو السعود فأطلق عليها هذا الاسم أيضاً. وتابع مدير المتحف الإسلامي قائلا: 'يحتوي المتحف الإسلامي في المسجد الأقصي علي العديد من التحف والقطع الأثرية، والتي جمعت إما من بقايا الترميمات التي أجريت للمسجد الأقصي عبر فترات زمنية عديدة، أو عن طريق هدايا وتبرعات من السلاطين المسلمين للمتحف الإسلامي أهمها مصاحف القرآن الكريم، وتعتبر من أهم المصاحف في العالم الإسلامي ويبلغ عددها 268 مصحفا، تعود لفترات مختلفة أقدمها الفترة العباسية، ومصحف بخط كوفي يعود للقرن '4 ه - 10 م' ومصحف الحسن بن علي بن أبي طالب يعود للقرن الثالث الهجري، التاسع من الميلاد، ومصحف مملوكي للسلطان برسباي، ومعظم المصاحف هدايا من السلاطين علي مر العصور والأزمنة، وعليها وقفيات إسلامية، ومصاحف مملوكية وعثمانية، مصحف أنور باشا، والسلطان سليمان القانوني، وجميعها كتبت بخط يدوي، قديمة أصلية، ويحتوي المتحف أيضاً علي وثائق مملوكية، وتقدر بألف وثيقة مملوكية تتضمن أحوال الناس المدنية ومعاملاتهم اليومية من بيع وشراء وطلاق وزواج، وجدت قبل 50 سنة في صناديق داخل المسجد الأقصي'. وقال: 'يحتوي المتحف علي منسوجات مثل قطعة من القماش من كسوة الكعبة المشرفة، وألبسة نسائية ورجالية تعود للفترة العثمانية، منها لباس محمد الخليلي العثماني، ولباس نسائي لزوجة حاكم القدس، وبعضا من السجاد القديم، وقسما من الأخشاب في القسم الشمالي للمتحف، أخشاب تعود لفترة أموية، من أشجار الأرز والسرو، وعليها زخارف ومنقوشات بشكل بديع، تدل علي عظمة الحضارة الأموية الإسلامية، منها بقايا من منبر نور الدين الزنكي 'صلاح الدين الأيوبي'، والذي أحرق عام 1969، ومعادن أخري من القطع النحاسية والمعدنية مثل الدرابزين الحديدي الذي يعود للفترة الصليبية وهو سياج حديدي كان يحيط بالصخرة الداخلية لقبة الصخرة المشرفة حتي تحمي من الاقتطاع، وأبواب مملوكية خشبية مغطاة بالنحاس من قبة الصخرة المشرفة، وبقايا من القبة المشرفة وسراميك وزخارف زجاجية، وأدوات هندسية قديمة من مزولة وإسطرلاب، ومباخر إسلامية مملوكية، مباخر عثمانية نحاسية وفضية، كانت تعلق بسلسلة معدنية في قبة الصخرة لتعطر الروائح في المسجد الأقصي. ويحتوي المتحف كذلك علي العملات والتي تبدأ من الفترة الأموية وحتي الفترة العثمانية ومنها دنانير ذهبية أردنية ودراهم عباسية، أما عن الأسلحة من الفترة العثمانية تتمثل في بنادق الدق والخناجر، ولباس لمحارب مسلم في الفترة العثمانية وجاهزيته للدفاع عنه، وسيف الحرب، ويحتوي علي القاشاني وهو بلاط عثماني يعود للفترة 16-10 م وأجمل بلاط القاشاني حول قبة الصخرة في 'سورة يس'. وأشار طه إلي أن المتحف الإسلامي تم ترميمه في عام 1998 حيث تم استبدال البلاط القديم ببلاط جديد، وعندما تم ترميم المتحف تم وضع ملابس شهداء مذبحة الأقصي في الصناديق، حيث منعت شرطة الاحتلال عرض صور الشهداء وملابسهم في خزانات داخل المتحف الإسلامي، وتعرض المتحف للعديد من المضايقات خلال فترة الترميمات، حيث تم منع إدخال مواد للترميم بكميات كبيرة، ويتم معاينتها وتحديد عدد المواد اللازمة للترميم، كما ويتم الإشراف من قبل الشرطة الصهيونية علي العمل في الترميم، وأضاف طه، واقع المتحف الإسلامي كغيره من المباني الواقعة ضمن المسجد الأقصي يتعرض لكافة المضايقات والاقتحامات من قبل دولة الاحتلال. من جانبه، أكد رئيس قسم المخطوطات والترميم في المسجد الأقصي رضوان عمرو علي أن الاحتلال يطمع في الاستيلاء علي الزاوية الجنوبية الغربية من المتحف الإسلامي ومكتبة الأقصي، حيث تعتبر من أكثر الزوايا حساسية لكونها مطلة علي ساحة حائط البراق. وأضاف 'الاحتلال عندما جاء عام 1967 أزال جزءا من زاوية الخانقاة الفخرية، وأزال 16 غرفة من مبني المتحف الإسلامي القائم الآن، كما أزالت جرافات الاحتلال مسجدا صغيرا كان يتبع لزاوية الخانقاة الفخرية'. ولفت الي أن 'الاحتلال طرح عدة مخططات تهويدية في زاوية المتحف الإسلامي والمكتبة لتحويلها لكنيس يهودي يتم بناؤه علي سطح الرواق الغربي بمحاذاة شمال المتحف الإسلامي حيث يبدأ من باب المغاربة وحتي باب السلسلة أما المخطط الآخر يستخدم الطابق الأرضي 'التسوية' ككنيس يهودي للنساء أما الطابق الثاني فهو المطل علي ساحات المسجد الأقصي وهو المتحف الإسلامي حيث يتم تحويل جزء منه كمركز لشرطة الاحتلال وتحويل زاوية الخانقاة الفخرية لكنيس يهودي للنساء والرجال ومركز متقدم لخدمة الزوار والسياح في منطقة مصلي النساء. ولتسهيل عملية الصعود والخروج حيث لا تكون مزودجة من باب المغاربة, طرح الاحتلال فكرة مصعد من الطابق الأرضي من داخل قبة يوسف وهي تقع أمام المتحف الإسلامي, حيث تهدم القبة ويتم بناء المصعد مكانها. كما وتعتقد دائرة الأوقاف الإسلامية أن الاحتلال قد استولي علي تسوية 'أرضية المتحف' وجري تحويلها لكنيس يهودي وهي شبيهة بالمصلي المرواني لكن بحجم اصغر وتوجد بها أقواس وأروقة تحت المتحف الإسلامي'.