في قرية صغيرة بمحافظة دمياط، وجد خالد السباعي نفسه مُغرمًا بالسينما، ويحلم بالعمل فيها، وتخيل أنه وجد فرصته بعد تخرجه في كلية التجارة حين قرأ إعلانًا عن مهرجان لأفلام الموبايل فسارع للاشتراك بفيلم ندم فيما بعد علي أنه تعجل في كتابته وإخراجه. "في الجيش وجدت لديَّ مُتسعًا من الوقت للقراءة فالتهمت كُتب روبرت مكاي، وسمير فريد، وميخائيل روم، وتتبعت السيرة الذاتية لنجوم صنعوا نجاحات كبيرة وهم لا يمتلكون إلا كاميرات متواضعة، فأدركت أن حلمي لن يتحقق إلا إذا امتلكت أدواتي التعليمية والتقنية ولأن الأخيرة تتطلب المادة قررت السفر للخليج للحصول علي المال"، هكذا تحدث خالد عن أولي خطوات تحقيق حلمه، مُستطردًا: "والدتي ووالدي اللذان سافرا إلي السعودية قبل عامين وفرا لي فرصة عمل مُناسبة، وقبل سفري كُنت أُخبر أصدقائي بأنني سأعود بعد عامين حينما أستطيع ادخار مبلغ يُمكنني من شراء معدات التصوير، ومن ثم صناعة الأفلام التي أُريدها، أما أصدقائي فكانوا يضحكون وهم يخبرونني بأن "الفلوس" ستُغريني بالبقاء". أوفي خالد بوعده وعاد بعد عامين وبصحبته كاميرا سينمائية مُتخصصة، وعدسات فلاتر، وأدوات الصوت، وجهاز مونتاج، ليؤسس شركة سينمائية بمساعدة أصدقاء جمعهم نفس الحلم منهم، ديفيد جمال، وأحمد الحسيني، وكان أول قرار للشركة إنتاج 5 أفلام قصيرة كنواة للبداية، وهو ما جعلهم ينشرون إعلانًا علي وسائل التواصل الاجتماعي يطلبون فيه سيناريوهات لإنتاجها. قرأ أحمد بزوم، 26 عامًا، الإعلان فأرسل لهم بسيناريو فيلم "زيارة قصيرة" ليفاجأ باتصال خالد يقول له مبروك لقد تمت الموافقة علي الفيلم. بزوم، يتذكر كيف كان اهتمامه بالسينما قائلًا: "أنفقت وقتًا كبيرًا علي دراسة السينما في الورش، ومدرسة الجزويت، وحاولت العمل في سوق الأفلام التجارية لكنني لم أستطع الاندماج في التجرية فانسحبت في هدوء مُنتظرًا فرصة العمل بمفردي، ولم أصدق نفسي حين علمت أن الشركة ستوفر لي المُعدات وفريق العمل". لا يخفي بزوم تخوفه في بداية عمله مع خالد ابن محافظته "دمياط"، لكن اجتماعه الأول بفريق العمل جعله يُدرك أنهم يعملون بطريقة احترافية كل شخص فيها مُلتزم بحدود عمله، وهو ما ساعده علي إخراج الفيلم بنفس مفتوحة، ويؤكد بزوم أن الفيلم حاليًا يأخذ دورته المهرجانية، ويقول: "لا أستطيع أن أتوقع له شيئاً، لكنني مُتأكد أنني صنعت فيلمًا أنا مُقتنع به جدًا، وبالطبع أتوقع النجاح لخالد ورفاقه وانتشار أعمالهم في المستقبل"، ويعترف: "العمل معهم جعلني أمتنع عن التفكير في السفر مُجددًا إلي الخارج، أنا ناوي أكمل هنا وأصنع أفلامي هنا، ويا صابت يا خابت".