منذ 9 سنوات، كان يجلس مُعتز في فصله لحضور حصة الرسم، التي كانت مُفضلة له دون غيرها، حتي عن حصة الألعاب التي تُمارس فيها كرة القدم التي يُتقنها جميع أصدقائه، لكنه يتركها هو من أجل الجلوس في غرفة الرسم، كان يُنهي مُعتز رسمته في غضون دقائق معدودة، ويُتقن ما يتم تكليفه بتنفيذه ببراعة وموهبة فريدة. التصميمات المُبتكرة، والتعبير الفني، كانت الموضوعات الأكثر طلبًا وقتها، وكان علي الطلاب في المرحلة الابتدائية، اتمامهما لاجتياز الامتحان بنجاح، كان أصدقاء معتز يتهافتون عليه من أجل تنفيذ الرسومات المطلوبة منهم، وكان الرسام الصغير ينفذ لهم كل ما يُريدون دون كلل منه أو تعب، كان يُنفذ ذلك بكل حب وشغف للرسم، ولم يكُن يُدرك أن تلك الخطوات هي الأولي له في مجال احتراف الرسم. معتز الناشي، طالب في الصف الثاني بالثانوية العامة، عمره 17 عامًا فقط، نشأ في أسرة مُحبة وعاشقة للفن، فوالده كان يواظب علي اصطحاب أبنائه إلي قصور الثقافة، وكذلك المسرح القومي، وكان يُحفزهم دائمًا علي تنمية مواهبهم سواء كانت غناء أو تأليفا أو تلحينا أو رسما، فأصبح مُعتز فنانًا شاملًا يُتقن الرسم بشكل كبير، كما أنه أيضًا يُغني ويؤلف ويعزف الموسيقي ببراعة وإتقان. الموهبة هبة من الله، لكن لا بد أن يستغلها الإنسان بالشكل الأمثل، وهذا ما فعله مُعتز فعلًا، فقد دشن أول معرض فني له بقصر الثقافة التابع لشبين الكوم بعنوان "بورتريه"، وظل المعرض أسبوعًا كاملًا، وحضره عشرات الزوار من كل مكان، وحضره العديد من الشخصيات العامة والمحبة للثقافة والفن، وكذلك بعض الفنانين الذين برع معتز في رسم بورتريهات متميزة لهم. اختيار معتز لرسم الفنانين لم يكن صدفة، بل بتدبير وسعي من الرسام الصغير، الذي كان يستهدف مُنذ البداية الوصول إلي أكبر قدر من المُتابعين من خلال لوحاته الفنية، وبالفعل حصل معتز علي الدعم المطلوب من خلال عدد من الفنانين، كان أبرزهم النجم الكبير الفنان يحيي الفخراني، الذي حرص خلال عرض مسرحيته "ألف ليلة وليلة"، علي خشبة المسرح أن يُكرم مُعتز أمام الجمهور، والتقاه في غرفته بالمسرح، وعبر له عن شكره وامتنانه، ومدي إعجابه باللوحة الفنية المُبهرة التي رسمها له الفنان الصغير الموهوب، كما حرصت أيضًا الفنانة الشابة هبة مجدي علي الالتقاء بعُمر لتُقدم له الشكر علي اللوحة الفنية المُبدعة التي رسمها لها. الرسم بالزيت لم يستهو مُعتز، لذلك قرر أن يستمر في الرسم بالرصاص والفحم، ويضع لمساته الفنية لكي تُصبح اللوحات ملونة، فأخذ يستخدم ال"مكياج" من أجل إضفاء لمسة جمالية علي لوحاته، وكانت مُستحضرات التجميل الخاصة بوالدته خير عون له علي تنفيذ فكرته التي لاقت استحسانًا كبيرًا، وحققت انتشارًا واسعًا لصوره علي صفحات التواصل الاجتماعي، وفي السوشيال ميديا. اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة، لا يُثير قلق معتز إطلاقًا، بل إنه يتمني الانتهاء من الامتحانات في أقرب وقت ممكن، حتي يتمكن من تحقيق حلمه بالالتحاق بإحدي الكليات الفنية الكبيرة مثل كلية الفنون الجميلة أو الفنون التطبيقية.