»كتاب من كتب الأدب يقرأ في يسر ويجد فيه القارئ متاعا للعقل والذوق ينتقل بين أبوابه المختلفة كما ينتقل في نزهة بين قطع الرياض ويجد هذه اللذة الغريبة التي تأتيه من ألف ليلة وليلة الذي يحسه قريبا منه بعيدا عنه« بهذه الكلمات قدم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين لكتاب الكاتبة سهير القلماوي ألف ليلة وليلة الذي أعيد طباعته في الهيئة العامة للكاتب كتبت سهير القلماوي ذاكرة جهد الشرقيين في حفظ ألف ليلة وليلة بطبعهم طبعات متعددة لها أهمها طبعة بولاق التي طبعت بمصر واعتمدت علي النسخة الهندية ذات الأصل المصري المطبوعة في عام 1833 بكلكتا وأن الشرقيين قد ترجموا هذا الأثر إلي لغاتهم منها ترجمة تركية وأخري فارسية والأردية عن الأصل العربي أو الإنجليزي كما وجدت نسخة مترجمة للهندستانية عنوانها حكايات جليلة وقد ذكر بعض المستشرقين عن أصل ألف ليلة وليلة اسم الأب الصالحاني لكتابته مقدمة لطبعتها بمطبعة الآباء اليسوعيين في عشر صفحات شرح فيها قيمة الكتاب وأكد أن أصلها عربي مستدلا بنص ابن النديم في الفهرست وبالروح الإسلامية وبذكرها هارون الرشيد الذي لابد أن يكون ذكره قد أتي بعد زمن حياته بكثير والا مارضي خلفاؤه أن ينزل هذا الملك العظيم نزلة السفال والغوغاء وأن اختيار الأمكنة وقع علي بغداد أو دمشق ومصر وتشير إلي أن جورجي زيدان ذكر في كتابه عن الأدب العربي المسعودي وابن النديم وأن الكتاب نما بعد ذلك بدليل ذكر القهوة المماليك وأنه تم تأليفه علي الصورة التي وصلت إلينا بعد القرن العاشر الهجري وكل الزيادات عليه جاءت من مصر وتأتي ألف ليلة وليلة في نظر الغربيين بترجمة انطوان جالان وهو أستاذ علوم شرقية وله ترجمة للقرآن الكريم وتصرف في ترجمته كثيرا فأضاف وحذف وغير حتي يلائم الذوق الأوروبي بوضع نهايات لاتتفق مع ما دار بين شهريار وشهر زاد وظلت رؤية جالان تمثل للأوروبيين المعني المفهوم وترجمت الطبعة الفرنسية للإنجليزية والإيطالية والأسبانية والبرتغالية والرومانية والهولندية والهنجارية ولاقت جميعها الإعجاب والنجاح وتؤكد سهير القلماوي أن ألف ليلة وليلة أثارت بعد نقلها للغرب شغفا في نفوس الغربيين بجمع الأدب الشعبي ودراسته وبهذا تكون ألف ليلة وليلة هي الحافز الأهم لعناية الغرب بالشرق عناية تتعدي النواحي الاستعمارية التجارية والسياسية وزادت من قوة حركة الاستشراق وانتشارها حيث زاد الأثر في نفوس الغربيين وأصبحوا أكثر شوقا لزيارة البلاد الشرقية وكان »إدوار لين« هو أكثر المستشرقين من الإنجليز زيارة للشرق وخاصة مصر التي أقام بها وترجم ألف ليلة وعلق علي كل ماهو شرقي بكلام وتفسير يقربها للغربيين بعدها زادت المؤلفات عن الشرق وأصبحت لاتقتصر علي ألف ليلة بل امتدت لكتب ورحلات يتهافت عليها كل من سمع عن الشرق. الكتاب ممتع ويعيد للأذهان صوت الفنانة الرائعة زوزو نبيل في حلقات ألف ليلة الإذاعية المبهرة.