في خطوة غير مسبوقة.. نشرت الولاياتالمتحدةالأمريكية، المجموعة الحربية »كارل فينس» وهي التي توصف »بالأرمادا» البحرية الأمريكية الأعظم في العالم، نسبة لأسطول »الأرمادا» الذي أطلقه الملك فيليب الثاني ملك أسبانيا بقيادة دوق مدينة سيدونا، وتم تجميعه في العام 1588 لغزو بريطانيا، وكان الأعظم في العالم والذي لايقهر في ذلك الوقت! ورغم أن أمريكا ترامب تعلن للعالم كله أنها تريد ضرب كوريا الشمالية في مقتل، إلا أن كوريا الشمالية بدورها تؤكد أن ذلك لن يحدث أبدا، وإن حدث فإن الرد سيكون مؤلما وقاسيا للعم سام، وسيكون عبرة لترامب ولسياساته المتهورة. وخلال عشرة أيام كاملة بداية من إبريل الحالي، شهد العالم أحداثا ساخنة بين العاصمتين: واشنطنوبيونج يانج، أنذرت كلها - كما تقول صحيفة الجارديان البريطانية - بدق طبول الحرب النووية ليس علي أبواب البلدين فقط، بل لأجزاء أخري في العالم يمكن أن تمتد عرضيا من آسيا شرقا لأقصي الغرب عند الشرق الأمريكي، حيث يمكن لصواريخ كوريا الشمالية المخفية وطويلة المدي أن تصل لكلٍ من أراضي كوريا الجنوبية والقواعد العسكرية الأمريكية داخلها أو عند خط الهدنة بين شطري كوريا، وحتي سواحل أمريكا ذاتها، منذرة بحرب نووية جديدة لم يحسب أحد حسابا لها لا في الماضي القريب ولا حتي في المستقبل المنظور. أمريكا.. بررت إرسالها لحاملة كارل فينس وملحقاتها - وأبرزها من الغواصات الأقوي بكثير من الحاملات ذاتها - بأنها كانت ردا علي استفزازات كوريا الشمالية وتجاربها النووية المستمرة قصيرة ومتوسطة وطويلة المدي، التي وصل مداها الأقصي إلي ثمانية آلاف وخمسمائة كيلو متر، وهو ما يعني القرب أكثر من السواحل الأمريكية ذاتها التي تبعد عن سواحل كوريا الشمالية بنحو تسعة آلاف كيلو متر. وحسب الخبراء كما تقول شبكة روسيا اليوم فإن تلك التطورات في شبه الجزيرة الكورية، تمثل تصعيدا في الحرب بين الكوريتين التي بدأت علي الأرض في العام 1950 واستمرت ل 3 سنوات كاملة، ولم تنته عمليا منذ تلك الفترة، ورغم توقيع أمريكاوكوريا الشمالية اتفاقية للهدنة وليس اتفاق سلام، كما طلبت كوريا وقتها. ومنذ ذلك الوقت ترابط قوات أمريكية عند خط الهدنة بين شطري كوريا ويبلغ عددها الآن نحو 28 ألف جندي، بحجة حماية كوريا الجنوبية من غزو كوري شمالي محتمل لها. أما كوريا الشمالية.. فصعّدت من ردها علي التصعيد الأمريكي بالقول إن : كوريا الشمالية قوة نووية عظمي وقادرة علي مقاومة أمريكا، وأنها سترد بقوة علي »حرب شاملة بحرب شاملة، وعلي حرب نووية بضربات نووية»، وأن ذلك ليس إلا ردا علي استفزازات أمريكية شبه يومية لبيونج يانج. وما بين تهديدات واشنطن وتوعُّد بيونج يانج بالرد القاسي، فإن احتمالات شن حرب شاملة قد تمتد للسلاح النووي قد تكون مستبعدة ولو مرحليا والأسباب حاضرة، كما تقول وكالة رويتر ووكالة الأنباء الفرنسية. فواشنطن تحسب ألف حساب لردود أفعال دول بالمنطقة لها نفوذها وكلمتها وعلي رأسها روسيا التي تري في شن مثل تلك الهجمات ولو وقائية ضد كوريا الشمالية تهديدا مباشرا لمصالحها بآسيا كلها، وكذلك الحال بالنسبة للصين الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية التي تري في وجودها توازنا استراتيجيا لموازين القوي في شبه الجزيرة الكورية وحماية لمصالحها الاقتصادية والسياسية. أضف لذلك.. أن أمريكا نفسها تخشي من رد الفعل الكوري الشمالي الذي قد يمتد لعدة هجمات أبرزها: شن هجوم نووي جزئي أو حرب تقليدية قد تنتهي باحتلال أجزاء من كوريا الجنوبية أو شن حرب وقائية ضد الوجود الأمريكي هناك، وكلها حسابات يتم إعدادها بعناية داخل أروقة وزارة الدفاع الأمريكية »البنتاجون». ولكن ما الحل للأزمة؟ قد يشمل الحل .. اتفاقا مرحليا للهدنة الشاملة في شبه الجزيرة الكورية مقابل تعهد كوري شمالي بعدم إجراء تجارب نووية مستقبلا مع تخفيف الحظر الأمريكي الأوروبي المفروض علي كوريا الشمالية وبقرارات من مجلس الأمن. وقد يشمل الذهاب للأمم المتحدة كإصدار قرارات تهدف لخنق كوريا الشمالية لإجبارها علي وقف تجاربها النووية. وتهديدها المستمر لجارتها الجنوبية. أما السيناريو الأسوأ فهو شن أمريكا - ترامب ضربات وقائية ضد البرنامج النووي الكوري الشمالي، وهو ما قد يعرِّض كوريا الجنوبية إلي ما وصفه زعيم كوريا الشمالية ل »بحر من النيران» قد ينذر بعواقب وخيمة.