استحق أن يُطلق عليه مدرب الأزمات الحرجة.. أجمعت الآراء كلها علي أنه صنع بصمة مع كل الأندية التي لعب لها سواء الإسماعيلي أو الأهلي وحتي في المنتخب القومي ومشهود له بأنه بمثابة سد منيع وعملاق في خط الدفاع.. وحصد معهم بطولات وإنجازات لا حصر لها في الدوري والكأس والبطولات الأفريقية.. كان مثالا فريدا بموهبته وأخلاقه.. وعقب اعتزاله الكرة اتجه للعمل الإداري.. وتولي منصب مساعد مدير الكرة بالأهلي ثم نائب لرئيس قطاع الناشئين بالقلعة الحمراء ثم اتجه للتدريب واستطاع أن يصنع لنفسه في هذا المجال منذ توليه تدريب فريق أسوان والصعود به من دوري المظاليم لدوري النجومية والأضواء.. وبعدما واجهته المشاكل والنتائج السلبية في الموسم التالي اضطر لتقديم استقالته.. ولكنه عاد وقرر قبول التحدي وفضّل البحث عن بصمة جديدة تُضاف لرصيده التدريبي.. وهاهو عماد النحاس واقف الآن بقدر حجم المسئولية الصعبة الملقاة علي عاتقه في مهمة تدريبه لفريق الشرقية في فترة حرجة يعاني فيها الفريق من شبح الهبوط.. وأثبت أنه مدرب صاحب مدرسة للمبادئ والأخلاق والتميُّز، لا تعرف معني لكلمة مستحيل بعد تألقه وفوزه علي فريق الزمالك وضياعه لآماله في المنافسة علي الدوري وأحيا آماله في البقاء من جديد بدوري النجومية والأضواء. • هل للتوفيق أو عدمه دور في تحقيق الفوز في المباريات؟ - هذا حقيقي.. وأؤكد أن غياب التوفيق حرم الزمالك من تسجيل هدفين في حين استغل لاعبو الشرقية الفرصة التي سنحت من تسديدة تراوري وانقض عليها ميدو وسجل منها هدف الفوز في مرمي جنش حارس الزمالك، كما أن التوفيق ساعدني في التأمين الدفاعي في ذات الوقت الذي تراجع فيه أداء لاعبي فريقي الشرقية من الناحية الهجومية وأتمني دوام التوفيق ومواصلة الانتصارات بالأداء الجيد وليس بشيء آخر مثلما حدث من بداية مباراة الفريق أمام المقاولون العرب وتلاها الزمالك. وما ردك علي أن هدف الشرقية في الزمالك من تسلل واضح؟ - لا أحب الحديث عن التحكيم، ولكن هناك مباريات كثيرة كان فيها من وجهة نظرنا قرارات تحكيمية غريبة تثير الشك.. وقد ذبحت فرقا كثيرة في مباريات الدوري.. ورغم ذلك لا أعلِّق أي هزائم أو فوز علي شماعة التحكيم. هناك اتهام بأن فريق الشرقية يعاني الكثير من الأخطاء؟ - هذه الأخطاء موجودة في معظم الفرق المشاركة بالدوري وأهمها أخطاء المدافعين الكثيرة والقاتلة التي تغيِّر من النتائج في العديد من المباريات، ولكنني أحاول التغلب علي ذلك بالأداء الجماعي الذي سيكون سببا في تحقيق الفوز بدليل ما حدث من تكتيك خططي في مباراة الفريق أمام فريق الزمالك.. ونفذه اللاعبون بحذافيره وحققوا الفوز وحصدوا أغلي ثلاث نقاط سيكون لها تأثير في المرحلة القادمة. كلامك يحمل نوعا من القلق.. فهل سيعاني من شبح الهبوط رغم الفوز علي الزمالك؟ - منذ تسلمت مهمة تدريب الفريق وهو يعاني بالفعل من شبح الهبوط.. ولكني أقول لا.. فأغلب الفرق مستواها غير مستقر.. وها نحن حققنا الفوز وكما قلت حصدنا أغلي ثلاث نقاط رفعوا رصيدنا إلي 14 نقطة.. وعلينا فقط أن ننتظر، ولكني أؤكد أن اللاعبين رجالة بمعني الكلمة وتعهدوا لي بتحقيق نتائج إيجابية في جميع المباريات المتبقية من مسابقة الدوري. لماذا لقبوك بمدرب الحالات الحرجة؟ - لارتباطي بتدريب فريق أسوان في الموسم الماضي ونجاحي في صعودي به من دوري المظاليم لدوري النجومية والأضواء، ونظرا لأن عمل المدرب مع بداية الموسم يعطيه فرصة التجارب والإعداد الجيد واختيار أفضل العناصر، والعكس صحيح لو تسلم المدرب عمله وسط الموسم.. فذلك يعني أن الفريق يمر بظروف سلبية يستحيل معها عمل المدرب ولكني سعيد بإطلاق لقب مدرب الحالات الحرجة عليّ.. فهذا يعني نجاحي في تدريب الفرق التي تمر بظروف صعبة.. وإنقاذها من الهبوط واستمرارها في دوري النجومية. وهل ستجري تعديلات علي الفريق في الفترة القادمة؟ - مرحلة التجارب والتعديلات انتهت ولن يتم ذلك إلا في أضيق الحدود.. فلدينا هيكل عام وصلت به خلال الفترة البسيطة التي توليت فيها قيادة الفريق لأعلي معدل للتجانس والانسجام ولن نعدل عنه إلا في أضيق الحدود ولأسباب قد تكون للإصابة أو لهبوط المستوي أو لعدم المشاركة.. ولكن يبقي علي كل لاعب أن يعيد كتابة شهادة ميلاده في الأداء والمهارة والتفوق البدني، فهي في النهاية تحمل تأشيرة تألقه وتواجده علي رأس قائمة الفريق.. بخلاف أنها تعطيه جواز المرور للانضمام للمنتخب القومي خاصة أن مسئولي المنتخب يتابعون بدقة أداء كل اللاعبين.. ويسعون دائما لضم الأفضل. كنت ناجحا مع فريق أسوان.. فما سبب رحيلك؟ - كان لي بصمة واضحة مع فريق أسوان حيث صعدت به من الممتاز "ب"، وأبقيت علي الفريق في الدوري الممتاز، ولكن للأسف لم يساعدني الحظ في بعض المباريات الأخيرة بموسم الدوري الحالي نتيجة ارتباك اللاعبين وعدم تنفيذهم الخطط الموضوعة وانشغال بعضهم بالبحث عن عقود انتقال للفرق الأخري.. ومع استمرار سوء النتائج احترمت نفسي وتاريخي وتقدمت باستقالتي.. وقدم لي مجلس إدارة نادي أسوان برئاسة الدكتور حسن عبدالقادر الشكر، وأشار إلي أن كان لي بصمة واضحة مع الفريق في ظل صعودي بالفريق من الممتاز "ب" لدوري النجومية والأضواء.. وطوال هذه المدة كان يُطلق علي فريق أسوان "الحصان الأسود". هل تري أن اللاعبين الأفارقة لهم دور مؤثر مع الفريق؟ - أضع في قاموسي التدريبي أن اللاعب الذي يثبت أنه جدير بارتداء فانلة الشرقية سنساعده.. وبالفعل موجود معنا الآن تراوري مدفعجي الفريق صاحب التسديدة القوية التي ارتدت من يد جنش حارس الزمالك وتابعها ميدو وأحرز منها الهدف القاتل.. وهناك كوبور وهو لاعب جيد.. وكلاهما لا يهدآن داخل المستطيل الأخضر.. بخلاف أنهما يمتلكان شهية مفتوحة للتهديف من خلال اللعب الهجومي.. ولذا أؤكد أن لهما دورا مؤثرا للغاية في سير المباريات. هل في رأيك أن الدوري يعاني أزمة هدافين؟ - لا يوجد أزمة هدافين ولكن الواضح غياب المواهب من ملاعبنا.. وهنا تجدر الإشارة بإنجازات مؤمن وعماد متعب وعمرو جمال من الأهلي وأحمد الشيخ من المقاصة.. ومصطفي فتحي ومحمود كهربا المحترف بالسعودية.. وأحمد جمعة وكابوريا من المصري وعمرو مرعي من إنبي.. ولكن عندما نقول إننا لا نمتلك مهاجمين سوي هؤلاء فهذا سيقتل معنويات المهاجمين بالأندية الأخري الذين تنقصهم نقطة الثقة وغياب القرار الشخصي في استغلال الفرص داخل الملعب. هل يفكر النحاس في تدريب فريق القلعة الحمراء؟ - لعبت لأسوان من 1996 حتي 1998 وانتقلت للنادي الإسماعيلي ولعبت في صفوفه حتي 2004 وحققت معه الفوز بالدوري الممتاز موسم 2001 2002 وكأس مصر موسم 1999 2000 وانتقلت بعدها للعب في النصر السعودي، ثم انتقلت لصفوف الأهلي من نهاية موسم 2004 حتي 2009 وحققت معه بطولات الدوري من موسم 2004 وحتي موسم 2008 2009.. بالإضافة لبطولة كأس مصر مواسم 2005 2006.. وكأس السوبر المصري موسمي 2005 2006، 2006 2007 ودوري أبطال أفريقيا 2005 2006 وكأس السوبر الأفريقي 2006 2007 وبرونزية كأس العالم للأندية 2006، كما أني لعبت للمنتخب القومي بدءا من 2003 وحتي 2009.. وبعد الاعتزال اتجهت للعمل الإداري وتوليت منصب مساعد مدير الكرة بالأهلي موسم 2009 2010.. وبعدها عملت نائبا لرئيس قطاع الناشئين بالأهلي. - ويكمل عماد النحاس ويقول.. اتجهت بعدها للتدريب وتوليت منصب المدير الفني الأول لأسوان.. وكان يلعب في دوري الدرجة الثانية "الممتاز ب" موسم 2014 2015.. وصعدت به لدوري النجومية والأضواء بعد غياب 11عاما، ومع بداية الموسم التالي لا أعلم سر معاناة الفريق وحصاده للنتائج السيئة والسلبية.. الأمر الذي دفعني للاستقالة في نوفمبر 2016.. فانتقلت لتدريب الشرقية وأحلم ببذل كل الجهود لإبقائه في الدوري رغم ظروفه الصعبة.. ولا أخفي أني أحلم بتدريب الأهلي.. وإذا جاءت الفرصة فلن أتردد لحظة في الفوز بها.. لأنه النادي صاحب الفضل الكبير عليّ.. وهذا شرف لأي مدرب يقوم بتدريب القلعة الحمراء. وبماذا تفسر تألق مدربي القلعة الحمراء عن غيرهم؟ - الموهبة والدراسة والأهم هو الانتماء للنادي الذي تربوا فيه، فهذا يزيد من إصرارهم علي تحقيق الفوز حتي لو كانوا يلعبون مباراة ودية.. وأود القول إن هناك مدربين يتولون تدريب أندية أخري جميعهم يحملون بصمات الإبداع والتألق ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر إيهاب جلال مدرب المقاصة وطارق العشري مدرب إنبي ومؤمن سليمان سموحة.