كل من يعرفها يؤكد أنها طبيبة ناجحة ومحظوظة، جمعت بين الجمال والذكاء العلمي والمستقبل المرموق. منذ أن تخطت بجدارة خط الدرجات النهائية في نتيجة الثانوية العامة بنسبة 101.7 % وحظيت بتحقيق أمنيتها بدخول كلية طب الأسنان، ونهلت بشراهة كل جديد من العلوم في هذا المجال، حتي أصبحت طبيبة متميزة وشهيرة، لكنها لم تنس يوما عشقها للفن التشكيلي ورسم ما يحلو لها من وجوه ومشاهد وإيقاعات بصرية تطرب نظرها، وأينما تأخذها أحساسيها تذهب معها وتحمل ألوانها وريشتها وتلحق بها داخل أوساط عيادتها الطبية. وها هي أستاذة طب الأسنان بوزارة الصحة الدكتورة نجوي شلبي، تستعد من خلال حضورها وكفاءتها وتمتعها برؤية ومصداقية علمية لتؤدي رسالتها الإنسانية العظيمة وكتابة سطور مضيئة جديدة منذ اختيارها للغوص في المسلك التطوعي وإبراز صورته الناصعة من خلال النشاط المكثف والمتنوع في تقديم الأعمال الخيرية في رحاب الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة. قصة الدكتورة نجوي ممتدة خيوطها بين استراتيجية الارتقاء العلمي والطبي وعشقها للفن التشكيلي الذي ورثته منذ أن كانت طفلة عن والدها مدير الطب الوقائي في محافظة البحيرة، والذي كان فنانا متميزاً وأيضا عن والدتها وخالها الذي كان يُلقب ب"صاحب الأصابع الذهبية"، لذلك تؤكد دائماً إنها تمارس عملها كطبيبة أسنان بحس فني راقٍ، وكأنها ترسم لوحة جميلة بريشة فنان تشكيلي. ببساطة كانت الدكتورة نجوي تعيش في جو أسري محمل بالإبداع، خصوصا بعد انتقال أسرتها للإقامة في الإسكندرية وهناك أتمت دراستها الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدرسة الفرنسيسكان، ونظرا لأنها تمتلك بداخلها جينات التحدي كانت من أوائل الثانوية العامة علي مستوي الجمهورية وحققت نسبة 7.101 % وهذا ساعدها علي الالتحاق بكلية طب الأسنان في جامعة الإسكندرية، وواصلت فيها مشوار تفوقها العلمي، والمثير أيضا هو امتلاكها ثقافات متعددة حتي في الجوانب الهندسية استنادا لإيمانها بالمثل القائل "الاجتهاد مفتاح النجاح". تتابع: كانت بداية خطواتي في السير في سكة النجاح هو زواجي من المهندس أيمن شلبي، خلال فترة عملي بالمركز الطبي الشامل بسراي القبة، وبعدها رزقنا الله بالأبناء "كريم وهبة"، وتتابعاً زاد اهتمامي بتربيتهما وتعليمهما حتي أنهي كريم دراسته بمدارس العائلة المقدسة ثم حصل علي بكالوريوس في علوم الكمبيوتر من الجامعة الأمريكية وقد أفادته دراسته كثيرا بعد انتقاله للعمل بالولايات المتحدةالأمريكية، وبالنسبة لهبة فقد درست في مدارس القلب المقدس ودخلت كلية التجارة "فرنسي" وهذا القسم متميز للغاية، كونه لا يقبل سوي المتفوقين من المدارس الفرنسية مع العلم بأن عدد الدفعة في هذا القسم بالكلية لايزيد عن 50 طالبا أو طالبة. وتوضح الدكتورة نجوي أنها لم تنس لحظة واجباتها تجاه أسرتها في ظل ظروف مشاغلها الوظيفية وبحوثها المتطورة في مجال طب الأسنان، وفي الوقت ذاته فرضت موهبة الرسم نفسها عليها بشكل كبير، وتدرجت تجربتها التشكيلية شيئا فشيئا، ومازالت ساعية لصقلها، وبلورت رسالتها الإبداعية التي ورثتها من بستان والديها، في وقت تطمح إلي أن ترتقي بأعمالها ورسوماتها الفنية إلي مصاف اكتساب بصمة فنية تميزها عن باقي أفراد عائلتها وآخرين حولها في حضورها وحتي في غيابها بلغة جمالية. لكن امتلاك الدكتورة نجوي لناصية الخطوط الانسيابية تشكيليا منذ الصغر لم يكن إلا جزء من مناخ خصب تشكيلي ترعرعت فيه، وشحذت همتها للإبحار في القضاء الإبداعي سواء في مجال الطب أو كفنانة، وبإصرار علي التميز فيهما، خاصة بعد أن عشقت الإبحار في مجال العمل التطوعي والانخراط في الأعمال الخيرية، ومع استمرار نضوجها واتساع رؤيتها المتجددة في هذا الشأن كانت ومازالت تعمل تحت شعار الهدف المنشود لخدمة الناس وإسعاد الآخرين من خلال دورها وموقعها الرائد في الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، حيث لا تتوقف مع غيرها عن تقديم العطاء وروح التفاني في عمل الخير وتحقيق الهدف الإنساني ورفع الروح المعنوية للجميع. وتشير إلي أنها تعشق الفخامة في عالم الموضة ولذا تفضل شراء كل ملابسها من الخارج خلال سفرياتها إلي فرنسا وانجلترا وأسبانيا وأمريكا. ولأنها رياضية وسيدة مجتمع من الطراز الأول فإنها تطالب المرأة بأن تهتم بأناقتها وماكياجها لأن ذلك يضفي عليها الجاذبية والسحر ويجعلها متميزة وسط مجتمعها، وفي أي مكان تتواجد فيه. وبروح الحب تؤكد الدكتورة نجوي أنها تنعم بالدفء الأسري مع ولديها وزوجها الذي يرجع له الفضل في تحويل حياتهم الأسرية إلي جنة نظرا لتمتعه بالذوق والحس الراقي وشياكة المعاملة، وتشير أيضا إلي أنها من هواة دخول المطبخ وعمل أشهي الأكلات لكنها تقوم أيضاً بالإشراف علي "الدادة" التي تقوم بعمل الأكلات. ولكونها طبيبة أسنان متميزة وفنانة تشكيلية من الطائفة الإنجيلية فهي تؤمن في الحياة بالحكمة المأخوذة من الكتاب المقدس والتي تقول: "ارم خبزك علي وجه المياه.. فإنك تجده بعد أيام كثيرة".