خليها بالبركة.. عبارة شهيرة ظلت لعقود وسنوات طويلة الرد المفضل والجاهز لمعظم المصريين كلما وجهت إليهم تساؤلات حول حجم إنفاقهم الخاص بالطعام أو الترفيه أو وسائل الاتصال وربما أيضا الكيف.. إلا أن منطق البركة هذا، وفي ظل ثورة معلوماتية هائلة كالتي نعيشها حاليا، لم يعد له مكان في القاموس اليومي لأبناء النيل.. فحياة المصريين الآن يمكن تلخيصها في مجموعة من الأرقام »المفاجئة نوعا ما« والتي تستدعي بلا شك التوقف أمامها ومحاولة دراستها وتحليلها، ومن ثم يمكن استنتاج توجهات المصريين ودوافعهم وكذا تقييمها. ولعل ما ضاعف من أهمية رصد وبحث تلك الأرقام أنها تعد خلاصة دراسات رسمية صادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.. وهي وإن كانت أرقاما تقريبية لكنها تشير وبقوة إلي ضرورة إعادة النظر في أسلوب حياتنا وسلوكياتنا اليومية، لا سيما أنها تتناول المجالات الحيوية والرئيسية لكل مواطن مثل الإنفاق علي المأكل والصحة والتعليم ووسائل التسلية والثقافة ناهيك عن وجع المحمول الذي يستنفد 35مليار جنيه سنويا من جيوب المصريين، والقائمة تطول أيضا لأمور أخري تستنزف تلك الجيوب المنهكة أصلا والمحملة بأعباء لا أول ولا آخر لها.