بقلم : رفعت فياض [email protected] تعيش أوربا حاليا حالة من الإرتباك الشديد بعد ان تجمعت العديد من المسببات لهذه الحالة بصورة لم تعهدها من قبل وأصبح الخوف من المستقبل هو الشغل الشاغل لكل دول أوربا الان فبعد ان خفت حدة بركان أيسلندا وعادت حركة الطيران الي مطاراتها المختلفة بدأ البركان وسحابته الكثيفة يكشران عن أنيابهما لمعظم الدول الأوروبية مرة أخري وبدأت بعض هذه الدول تضطر لإغلاق بعض مطاراتها كلما تحركت رياح البركان نحوها مما يسبب إرباكا لحركة الطيران والسفر مرة أخري سواء في مطارات هذه الدولة أو الدول القادم منها طائرات إليها خاصة عندما تضطر هذه الدولة الي غلق مطاراتها فجأة امام حركة الطيران بينها وبين مطارات الدول المختلفة وقد عشنا هذه اللحظة مرة أخري بكل قسوتها يوم الاحد الماضي فور وصولنا من القاهرة علي طائرة مصر للطيران الي مطار ميونيخ وكان معي ما يقرب من 51 صحفيا وفور ان هبطت بنا الطائرة أرض مطار ميونيخ تقرر اغلاقه أمام حركة الطيران سواء القادمة اليه او المسافرة منه الي أي جهة أخري بعد ان وصلت سحابة بركان أيسلندا بفعل الرياح وبشكل كثيف الي مدينة ميونيخ - وحدثت حالة من الارتباك الشديد داخل المطار وتحول الي ما يشبه سوق العتبة عندنا وعادت صور المسافرين الذين يفترشون ارض المطار وهم لا يعرفون ماذا سيفعلون وماذا سيحدث لهم خلال الساعات القادمة وبدأ الخوف من ان يطول هذا الواقع المفاجئ لعدة أيام مثلما حدث في بداية ثوران البركان خاصة ان الكثيرين منهم ليست معهم الاموال الكافية لكي يستخدموا وسائل السفر الاخري داخل أوربا أو مضطرين للبقاء بالمطار لأنهم مسافرون لدول خارج أوربا وكانت الطامة الكبري بالنسبة للوفد الصحفي المصري عندما وجد معظم أفراده ان حقائبهم قد فقدت وأنها غير موجودة وبعد ان ظل الوفد في المطار لعدة ساعات ولم يعثروا علي المسئول عن مكتب مصر للطيران في ميونيخ الذي كان من الواحب عليه ان يتحرك فور ان علم بإغلاق المطار وأن آخر طائرة تم السماح لها بالهبوط هي طائرة مصر للطيران وحتي يتابع أحوال ركاب هذه الطائرة ذوي الحظ العاثر لكن للأسف لم يحدث وإضطر أعضاء الوفد الي ترك المطار بعد ان حرروا البلاغات اللازمة بفقد حقائبهم وبعد القيام بالعديد من الاتصالات اكتشف الوفد ان حقائبه لم تسافر أصلا من القاهرة علي نفس الطائرة وأخيرا تم إرسالها إليهم لكن بعد ثلاثة أيام من وصولهم وبعيدا عن الأزمة الاقتصادية التي تواجهها اليونان حاليا وبدأت تشغل بال أوربا كلها خوفا من تكرارها في دول أوربية أخري وهو ما دفع الاتحاد الأوربي والبنك الدولي للتدخل بخطة إنقاذ لليونان قيمتها 057 مليار يورو الا ان هناك قضية ثالثة تشغل أوربا الان وهي متابعة نتائج ما تم الاتفاق عليه بالنسبة للتعليم الجامعي في أوربا من خلال إتفاقية بولونيا والتي بدأت أوربا في تطبيقها وتهدف الي توحيد معظم نظم التعليم بينها وتقليل مدة الدراسة بجامعاتها بحيث يتاح الاستفادة بالخريجين منها في وقت مبكر بدلا من ضياع وقت كبير في الدراسة مع الاهتمام بتطوير المناهج وتحديثها وفتح المجال أمام طلاب الدول الأوربية في إستكمال دراستهم أو جزء منها في أي جامعة أوربية حتي يتاح أمام أي طالب الاستفادة من تقدم اي جامعة أوربية في أية تخصصات أو برامج معينة وأن يتم الإعتراف بما درسه الطالب في أي جامعة أوربية لأي مادة في مجال تخصصه وقد إستتبع هذا تخفيض عدد سنوات الدراسة الجامعية واضطرت ألمانيا أن تخفض سنوات الدراسة في التعليم العام بها الي 21 سنة حتي الثانوية العامة بدلا من 31 كما كان قبل ذلك مما خلق لها مشكلة الدفعة المزدوجة مشابهة لما كانت عندنا في مصر وأصبحت الثانوية العامة فيها دفعتان مرة واحدة في دفعة واحدة مما سيخلق هنا في العام الجامعي القادم ضغطا علي كل الجامعات الألمانية وهي ما تبحثه الان في كيفية مواجهته لكن علي الجانب الاخر أصبح علينا في مصر ان نفعل مثلما فعل الإتحاد الأوربي ونقلل في السنوات الدراسية الجامعية وإلا ستواجهنا مشكلة في كيفية الإعتراف بأي شهادة لمصري أو عربي أو أجنبي حصل عليها من أي دولة أوربية بعد اربع سنوات في الصيدلة أو الهندسة مثلا بدلا من خمسة أو حصل عليها بعد ثلاث سنوات في التجارة وغيرها بدلا من أربع سنوات.