ماجدة زكي فنانة موهوبة ونجمة من طراز خاص.. صاحبة حضور محبب وإطلالة جميلة بنمط تمثيلي خاص لا ينافسها فيه أحد فرضت به تميزا عبر أدوار جيدة تفيض بخفة الدم والإفيهات الكوميدية والقبول والحضور والأداء الطبيعي الراقي في أعمال يشار إليها بالبنان مثل: عائلة الحاج متولي.. العطار والسبع بنات، عباس الأبيض، الرجل الآخر، السيرة العاشورية، حارة العوانس، وأفلام: الإرهاب والكباب، الشرف، الكلام في الممنوع، النساء، ومسرحيات: حزمني يا، ألابندا، عفروتو، ورغم أن ماجدة تصنف بين ممثلاتنا البارعات إلا أنها قليلة الظهور والتواجد ولكنها حاصدة للجوائز، حيث تختار أدوارها بعناية وتركيز.. وها هي تعود بعد فترة غياب طويلة للدراما التليفزيونية بمسلسل "اللهم أني صائم" بعد أن تم اختيارها لتلعب دور البطولة بناء علي كفاءتها الفنية وبساطتها وتلقائيتها وخبرتها التي قادتها إلي مجال الاختيار وانتقاء الأدوار والشخصيات التي تناسبها في مشوارها الفني. أحلم بتقديم شجرة الدر وروزاليوسف.. وأفضل الجلوس بالبيت عن تقديم أعمال ضعيفة • ما سر احتجابك عن الساحة الفنية؟ - أنا مستغربة من أن نطلق علي فترة راحة الفنان صفة الاحتجاب أو الابتعاد، فالفنان بحاجة إلي الراحة بعد تقديم عدة أدوار وبذل الجهد.. وإضافة إلي ذلك فهو بحاجة أيضا إلي عملية التقييم الذاتي، ودراسة وضعه الفني والتحضير لانطلاقة جديدة في عالم الفن وللعلم الفنان الذي لا يجدد نفسه يقع في مطب الجمود والروتين. • لكن الغياب عندك يطول أحيانا؟ - الحكاية كلها أن آخر أعمالي كان مسلسل كيد الحموات الذي عرض في الموسم الرمضاني 2014 ولكن مهما طالت فترة الغياب فإن الفنان يبقي محافظا علي قواعده الجماهيرية، إذا كانت انطلاقاته السابقة أصيلة وصادقة.. في رسالته الموجهة للجمهور، وإذا كانت علاقة الفنان بجمهوره قوية فإن هذه العلاقة مرشحة للاستمرارية والتواصل أيا كانت أسباب غياب الفنان ومهما طالت فترة ابتعاده عن الساحة الفنية، وأعترف أنني مقلة في أعمالي لأني أفضل الجلوس في البيت عن تقديم عمل لا يرضي عنه الجمهور. ولكن ما سر اختيارك لمسلسل "اللهم إني صائم" للعودة للدراما؟ - تلقيت عروضا كثيرة خلال فترة غيابي لتقديم عدة مسلسلات، ولكن لم أجد فيها ما يجذبني للعودة، ولم أجد مسلسلا شعرت أنني أستطيع تنفيذه، لكنني وجدت في دراما مسلسل "اللهم إني صائم" الأمور مختلفة، منذ اللحظة الأولي التي عرض عليّ فيها المخرج أكرم فريد فكرة المسلسل.. قلت له موافقة خاصة أن العمل للمنتج الفاهم تامر مرسي وتأليف أحمد عبدالفتاح وجميعهم متميزون ومبدعون في مجالاتهم، كما أني وجدت أن البطلة تشبهني لحد كبير بل وتشبه الكثيرات داخل مجتمع الأسرة المصرية، فشخصيتها تعكس ملامح المرأة بطبيعتها وبكل ما تحمله من لحظات فرح وحزن وقلق، ولا أنكر أنني كان لي بعض الشروط حتي تكتمل موافقتي. وما هي هذه الشروط؟ - بالنسبة للأبطال لابد أن يضم المسلسل نجوما يتميزون بالأداء الطبيعي والحمد لله فقد اختار المخرج أكرم فريد النجوم مصطفي شعبان ووفاء صادق وخالد عليش ومي نور الشريف وندي موسي وهبة ماهر وريم مصطفي، أما الكتابة فهي خرجت من يد المؤلف المبدع أحمد عبدالفتاح، وهذا ما زاد إقبالي علي تجسيد دوري في المسلسل لأنني مؤمنة بأنه سيضع أفضل ما لديه في السيناريو، والأهم أن العمل سيعرض في الموسم الرمضاني، وأؤكد أن العمل سيكون مفاجأة للجمهور. العمل من نوعية الدراما الكوميدية فهل هذا ما يحتاجه المشاهد الآن؟ - المشاهد يحتاج إلي جميع الأنواع الفنية، وليس الكوميديا فقط كما هو حاصل الآن إنه يحتاج إلي استعادة تلك الصورة الفنية الجميلة التي عاش معها في الماضي، أما الأجيال الجديدة التي حرمت من هذه الأنواع فيجب أن تشاهدها لتنمية معرفتها وثقافتها ومسلسلي الجديد اللهم إني صائم هو عمل كوميدي اجتماعي أجسد فيه دور أم مصطفي شعبان من خلال نسيج ثري درامياً ومليء بالمواقف المختلفة سواء التراچيدي أو الكوميدي، وللعلم دائما ما أحاول إضفاء الطابع الكوميدي علي أدواري لأن الناس الذين يعيشون التراجيديا في مضمار حياتهم سواء من غلاء أسعار وبطالة وأزمة إسكان فيها اللي مكفيها وعاوزين اللي يخفف عنهم، فالفن الكوميدي الذي لا يحمل هدفا ولا يحتوي علي مضمون ليس فنا علي الإطلاق. من بين جميع القوالب الفنية لماذا اخترت المسلسل التليفزيوني للعودة من خلاله إلي الساحة الفنية وليس السينما أو المسرح؟ - لأن التليفزيون أكثر شيوعا بين الناس وهو الوسيلة الأسرع للوصول إليهم في جميع الأوقات بل وداخل كل البيوت والمنازل، كما أن الأدوار التليفزيونية تتوافق مع بحثي الدائم عن الأدوار الجادة وتوفر لي الحضور المستمر في ذاكرة المشاهد. وماذا عن المسرح؟ - المسرح أعشقه لأنه أساس فني قوي، إضافة إلي أنه يوفر للفنان الاتصال المباشر مع الجمهور، لكنه في نفس الوقت يتطلب تفرغا لمدة طويلة بحيث يضطر الفنان للتخلي عن مشاريعه الفنية الأخري، وبالنسبة لي قدمت أعمالا مسرحية متميزة منها "مولد وصاحبه غايب" و"حزمني يا" "ألابندا" "عفروتو" وأود الإشارة إلي أننا نعاني من وجود الورق الجيد الذي يعيد زهوة المسرح بأعمال راقية، ولو حدث ووجدت هذا الورق فلن أتردد لحظة في العودة والوقوف علي خشبة المسرح حبيب عمري. بعد خبرتك كيف تختارين أدوارك؟ - لا أنكر أن مسألة الاختيار أصبحت شاقة جدا بالنسبة لي وهذا يفسر سبب قلة أعمالي فأنا أصبحت مؤرقة باستمرار وصعب أن نجد اليوم أدوارا بهذا المعني تحقق لك الرضا والاستمتاع الذي يطمح إليه أي فنان، ومع ذلك فأنا مصرة علي استمرار معايشتي للشخصيات المتنوعة التي تخرج من نسيج المجتمع وتجذب الناس بديناميكتها وهمومها ومشاكلها الغريبة من معظم البسطاء. وماذا عن أمنياتك الفنية؟ - أتمني الخروج من عباءة أدوار الست الطيبة والمقهورة التي سبق وقدمتها في أدواري الفنية ومنها شخصيات "أمينة" في مسلسل الحاج متولي و"مهجة" في عباس الأبيض في اليوم الأسود ودور "هنية" في العطار والسبع بنات و"نحمده" في الرجل الآخر، و"وجيدة" في حارة العوانس، والذهاب لأدوار مركبة وشريرة بحيث تكون متعددة الجوانب ولها قلب يعشق ويحب وفي نفس الوقت تكون الشخصية في العمل عنيفة إلي أقصي درجة وتحتاج لمجهود كبير يصل بها إلي مرحلة الإبداع وأحلم بتقديم عدد من الأدوار الهامة منها شخصية شجرة الدر وروزاليوسف. ولأي مدي يتدخل حصادك للجوائز في إعادة حساباتك الفنية؟ - الاجتهاد هو الأساس في النجاح ثم الرغبة الصادقة في الاستمرار والتطوير وإسعاد الناس بأدوار لها بصمة داخل عمل جيد يحمل مضمونا ورسالة هادفة وأنا حصلت علي جوائز عن أدوار منها الإرهاب والكباب، وكلام في الممنوع، والشرف، والنساء، ومسلسلات عائلة الحاج متولي، الرجل الآخر، عباس الأبيض، كريمة كريمة، أبو العلا البشري، وغيرها من الأعمال الأخري وأعتبر هذه الجوائز بمثابة وقود يؤكد لي أنني أسير بخطوات محسوبة، لتقديم أدوار لا تعرف سوي الإبداع وحصاد الجوائز وأود الإشارة إلي أن أفضل الجوائز عندي هي حب الجمهور. ولأي مدي وصل استعدادك لتقديم شخصية ماري منيب؟ - مسلسل الفنانة القديرة الراحلة ماري منيب مازالت فكرته قائمة وسيتم تنفيذها قريبا بإذن الله حيث عرضت علي لتنفيذها في مسلسل درامي يتناول السيرة الذاتية لماري منيب وقمت بالفعل بجمع كل ما كتب عنها في الصحف والمجلات من أجل التعرف علي ملامح وتاريخ هذه الشخصية التي أحبها وأعشقها مع الملايين غيري، ولا أخفي أنني قطعت شوطا كبيرا في مشاهدة أعمالها المسرحية وأفلامها السينمائية التي شاركت فيها ملكة الكوميديا منذ أن أسند إليها المخرج الإيطالي العالم "ماريو فولبي" عام 1937 في فيلم الحب المورستاني أول بطولة سينمائية هي وبشارة واكيم وذلك أيضا للوصول إلي كل جديد في شخصيتها من ناحية التمثيل، وللعلم سبق أن قمت بجلسة منذ قرابة عشر سنوات مع حفيدها المطرب والفنان الراحل عامر منيب قبل وفاته، وهو الذي عرض عليَّ فكرة تقديم مسلسل يحمل السيرة الذاتية لجدته، ولكنني فضلت تأجيلها لاستعد بشكل مناسب يوازي حجم وقدر ونجومية العظيمة ماري منيب.