لم تقتصر موهبة ياسمين علي التشجيع فقط أو ممارسة الرياضة في النادي، لكنها منذ أن أكملت عامها الخامس وحتي الآن، وحياتها كلها تدور حول كرة القدم، ورغم أنها مارست العديد من الألعاب الأخري في نادي الطيران، مثل الكرة الطائرة، والجمباز، إلا أنها فضلت كرة القدم. التحاق ياسمين بجامعة المستقبل لدراسة الهندسة، لم يوقف حلمها الكروي، بل انتدبتها الجامعة لتدريب الفريق الرسمي بها، وقررت ياسمين حينها أن تُساعد كل الفتيات اللاتي يرغبن في ممارسة تلك الرياضة، فأسست أول أكاديمية مصرية لتدريب الفتيات علي كرة القدم. وتتحدث ياسمين عن الأكاديمية، فتقول: "بالتأكيد هناك العديد من المراكز الرياضية التي تدرب الفتيات، لكنها لا تقبل غير المحترفين، وأنا في الأكاديمية أقبل أي شخص مبتدئ حتي وإن كان لا يعرف شيئًا عن الأساسيات، وهذا ما يميزني". المضايقات والاستنكارات التي كانت ومازالت تتعرض لها ياسمين، لا تؤثر فيها علي الإطلاق إلا إيجابًا، وتسعي دائمًا لإثبات نفسها بعيدًا عن "كلام الناس" الذي لا يتوقف، حسبما قالت. الملهم والقدوة الذي تتخذه ياسمين في حياتها هو لاعب منتخب مصر السابق محمد أبو تريكة، وتقول: "لا أحد يختلف علي موهبة أبو تريكة الكروية، ولكنه كان ملهمي من الناحية الإنسانية والشخصية، فوجدت فيه تواضعًا لم أجده بلاعب من قبل، بخلاف مواقفه الإنسانية التي يعرفها الجميع، فالرسالة التي يجب أن يحملها الرياضي هي الأخلاق قبل الموهبة والاحتراف"، وعلي المستوي العالمي فهي تحب الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف برشلونة الإسباني، أما في التدريب فتتمني أن تصبح مشهورة مثل الكابتن حسن شحاتة مدرب منتخب مصر التاريخي، ومانويل جوزيه مدرب الأهلي السابق. وعن الأجواء التي دفعتها لتدريب البنات، قالت: "لم يعجبني انتقاد الكثير للبنات بسبب لعب الكرة، لذا قررت نشر الفكرة أكثر، وعرضت الأمر علي أصدقائي وشجعوني، وكانت البداية عام 2014، بدأت مع 4 بنات والآن وصلنا لأكثر من 30 بنتا. النجاح الذي حققته ياسمين لنفسها يزيدها اعتزازًا وفخرًا، بداية من مساعدة ودعم أهلها لها وصولًا بتقبُّل الإعلام للفكرة والترويج لها، وتقول ياسمين: "النجاح بالنسبة لي هو تقبُّل المجتمع لأفكاري، ولا أبحث عن نجاح شخصي، فسأشعر حقًا بالنجاح إذا وجدت كل البنات يمارسن الرياضة المُحببة لهن بعيدًا عن الأفكار العتيقة التي يفرضها المجتمع علينا". ياسمين، طالبت وزارة الشباب والرياضة بتوفير مراكز شباب خاصة بالفتيات فقط لأن العديد منهن يرغبن في ممارسة الرياضة بشكل طبيعي وحر دون التعرض لمضايقات من أحد، وناشدت الإعلام تقديم الدعم المعنوي لفرق كرة القدم النسائية كونهن مميزات فعلًا، ورغم ذلك لا يتحدث عنهن أحد. "ملعب خاص بي أملكه"، هذا هو الحلم الذي تسعي ياسمين لتحقيقه مستقبلًا، كونها تعتمد علي إيجار الملعب الذي تقوم بالتدريب فيه حاليًا.