تقتصر ممارسة الرياضة في الصعيد، خصوصًا في محافظة قنا على الشباب، أما الفتيات فقليل منهن جدًا من يمارسن الرياضة، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأت الفتيات في اقتحام الوسط الرياضي، من خلال ممارسة الرياضة للحفاظ على لياقتهن، فضلًا عن طموح بعضهن في التعبير عن أنفسهن في المجالات الرياضية التي تتعلق بها كهواية أو احتراف. كان الأمر في البداية مرفوض تمامًا لدى أولياء الأمور، والسبب أنه غير محبب، حيث يرى المجتمع فتاة تخرج عليه بالزي الرياضي وتعترف بممارستها الرياضة، التي اقتصرت على الشباب فقط، مثل كرة القدم والكاراتيه، أو حتى أن تقرر الذهاب إلى صالة ألعاب رياضية من أجل قضاء وقت في بعض التدريبات اليومية للحفاظ على رشاقة جسدها من حيث المظهر الجمالي والصحي. ولكن الأمر بدأ في التغير بعد انتشار صالات التدريب الرياضية النسائية في محافظة قنا عامة ونجع حمادي خاصة، بالإضافة إلى انفتاح الأهل على عادات خارج الصعيد ساعدتهم على الوقوف مع بناتهن أمام المجتمع في ممارسة الرياضة. دعم الأهل تقول نيرة رمضان، طالبة بالثانوي، إن لديها أكثر من موهبة، أهمها أنها تمارس رياضة السباحة، وحاصلة على أكثر من بطولة "ولولا وقوف والدي معي ومساعدتي لما كان لي دور بهذا المجتمع"، مضيفة أن كل فتاة من حقها ممارسة أنشطتها الرياضية فيما يتناسب مع موهبتها. وتقول مروة جمال عبدالناصر، مدرسة تربية رياضية بمدرسة لغات الألومنيوم، إن الوضع اختلف تمامًا الآن، فالفتيات يمارسن جميع الرياضات ككرة القدم وكرة اليد والسلة وغيرها من الألعاب، وأصبحن متفوقات وخير دليل فريق فتيات كرة اليد بمدرسة اللغات الحاصل على بطولة الصعيد، وتأهله لبطولة الجمهورية للعام الثاني على التوالي، وهذا ما يثبت أن الفتيات يقدرن على تحقيق أي إنجاز طالما كان هناك هدف، مشيرة إلى أنه لا بد من تغيير العادات والتقاليد التي تحرم السيدات من ممارسة حقوقهن المشروعة. ويقول الدكتور مدحت أنيس، أخصائي السمنة والنحافة، إن السبب الرئيسي لأمراض السمنة التي تعاني منها السيدات، عدم ممارسة الرياضة، وعند سؤالهن لماذا؟ يكون الجواب "الناس تقول علينا إيه"، فالعادات والتقاليد ليست كلها صحيحة وليست كلها خاطئة، ولكن الصحيح هو أن الرياضة "مش عار" وعلى الجميع ممارستها وعلى المجتمع تقبل هذا. تغير العادات ويقول حسين الصعيدي، المدير الفني لفريق الكاراتيه بنادي الإصلاح الزراعي، إن هناك كثير من الفتيات مشاركات بفريق النادي، ومنهن حاصلات على بطولات، ومن المؤكد أنهن أصبحن بطلات، وكثير من أولياء الأمور يأتون لمشاهدة بناتهن في التدريبات، فالأمر أصبح طبيعيًا، وآن الأوان للعادات والتقاليد أن تتغير، فالبنت أصبحت طبيبة ومهندسة وفي الرياضة أصبحت بطلة، فعلى الجميع الاعتراف بحقها في ممارسة الرياضة.