في سن العاشرة أذهلت موهبتها في كتابة الشعر باللغة الإنجليزية معلمها الذي أدرك أنه أمام موهبة حقيقية قادرة علي أن تثبت نفسها في يوم من الأيام، لم تتوقف من يومها عن كتابتها التي تنقلت فيها ما بين الطبيعة والحب والسلام والتسامح، كان ديوانها الأول باللغة الإنجليزية بعنوان "قطرات المطر" ضم بداخله قصيدة تنعي فيها رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، الذي أحزن قلبها وفاته المأساوية فخرجت قصيدتها "رفيق الحريري.. روح لبنان"، وأرسلت القصيدة إلي زوجته السيده نازك الحريري لتعيدها لها مكتوبة علي ورق بردي مع رسالة رقيقة حوت الكثير من عبارات الشكر عن تأثرها بمشاعر فتاة مصرية شابة تمتلك قدراً كبيراً من مشاعر الحب والرغبة في مشاركتها آلامها. فتح عالم الشعر برقته لسارة محمد أبواباً متعددة لمواهب جديدة، فكانت الفرشاة والألوان وسيلتها للتعبير عن قصائدها، فمن يقرأ القصيدة يشعر بكل ملامحها علي اللوحة. كانت تلك هي كلماتها لتشرح لي كيف تتماوج القصيدة مع اللون، وعن كتابتها للشعر باللغة الإنجليزية قالت: كانت أول محاولة لي في الكتابة وشعرت أن قدرتي علي التعبير بها أكثر انسياباً، حتي أنني حاولت عدة مرات الكتابة باللغة العربية لكنني لم أحقق ما كنت أصبو إليه. وتستعد سارة حالياً لإصدار ديوانها الشعري الثاني، وفي الوقت ذاته تستكمل دراستها من أجل الحصول علي الدكتوراة من إحدي جامعات إنجلترا في تخصص دقيق في كيفية التعامل مع الأطفال حتي عمر الست سنوات، والدكتوراه بالنسبة لها ليست مجرد درجة علمية رفيعة لكنها تسعي إلي أن تكون لها نظريتها الخاصة لإعداد طفل متفوق، لديه قدرة علي التعامل مع الآخر، ويمتلك مهارات تسمح له بأن يخرج مواهبه إلي النور، فهي تري أن الطفل مشروع لعبقري إذا تم إعداده بشكل علمي سليم وهو ما ستحتاج إليه مصر في السنوات المقبلة. شعرت برغبتها في الاسترسال في الحديث عما تتمناه للطفل المصري، فتابعت: هناك نظريتان أساسيتان في عالم تربية الطفل وإعداده، الأولي هي نظرية "مونتسوري" التي تهتم بالتنمية العقلية للطفل عن طريق استخدام الألعاب، والثانية "هاي سكوب" وتعمل علي تنمية القدرات الأخلاقية، ونحن نحتاج الآن إلي نظرية خاصة بالطفل المصري الذي تنعكس عليه مشكلات المجتمع المختلفة ويتم تطبيق هذا بشكل بسيط وجذاب وبعيد عن التعليمات والأوامر المباشرة وسأطرح مثالا بسيطا، أحد أهم مشاكلنا ما يمكن أن نطلق عليه التمييز والاختلاف وتقبل الآخر، وقد طبقت تجربة بسيطة علي عدد من الأطفال مختلفين في اللون والدين والطبقة الاجتماعية، فأحضرت لهم عدداً من البيض تم تلوينه بألوان مختلفة وكل طفل اختار بيضة باللون المحبب له، وفي البداية كانت لديهم قناعة أن كل بيضة لها مظهر مختلف عن الأخري، ثم قمنا بكسر كل بيضه في إناء منفصل، فاكتشفوا أن ما بداخل البيض هو شيء واحد، وفهموا من التجربة البسيطة أنه حتي لو اختلف المظهر الخارجي فالجوهر من الداخل واحد، وهي تجربة تستخدم لإعلاء قيم الإنسانية ونبذ التعصب والخلاف عندما نربي أطفالنا علي مثل هذه القيم.