الإصابات بعبع خطير يطارد الرياضيين.. وغول متوحش يهدد نجوم كرة القدم الذين يرتزقون من اللعبة.. تضاعفت في الفترة الأخيرة إصابات اللاعبين وتحولت إلي ظاهرة في ملاعبنا. رصدنا العديد من كوارث الإصابات التي أنهت حياة العديد منهم في الملاعب.. أسرار خطيرة وراء تلك الظاهرة فهناك أزمة حقيقية في مستوي الطب الرياضي. وهناك نجوم يتسرعون العودة إلي الملاعب من أجل لقمة العيش وهناك آخرون يتعمدون الإصابة ويرفضون العوة إلي الملاعب لأسباب.. وأسباب. في البداية يقول د. محمد عراقي استشاري جراحة العظام والطب الرياضي وإصابات الملاعب بمستشفي الطب الرياضي بأن التشخيص المبكر لأي إصابة يتعرض لها اللاعبون علي يد الطبيب المؤهل في الطب الرياضي وإصابات الملاعب هو الحل الأمثل لتفادي أزمات الطريق العلاجي غير المناسب أو التشخيص الخاطئ للإصابات مثلما حدث مثلاً من الجهاز الطبي لنادي الزمالك عندما تولي أكثر من طبيب المسئولية خلال الفترة الأخيرة الماضية والبداية جاءت بتولي د. مصطفي المنيري المسئولية بشكل مؤقت نظراً لتواجد د. أيمن زين الذي كان يشغل المنصب مع منتخب الصالات الذي شارك في بطولة كأس العالم وبعد عودته رحل أيمن زين بسبب أزمة تشخيصية لإصابة مصطفي فتحي نجم الزمالك علي أنها غضروف في الركبة مع لزوم إجراء عملية جراحية. وبعدها اكتشف مسئولو الزمالك أن الإصابة ما هي إلا كدمة الأمر الذي أدي لإقالة أيمن زين وعودة د. مصطفي المنيري. ويضيف د. عراقي بأن إصابات اللاعبين وتفاقمها قد تكمن في ضغط المدير الفني أو المدرب لاستعجال عودة اللاعب خلال فترة علاجه، وقد يخفي اللاعب استمرار إصابته ليعود للملعب ليحافظ علي نجوميته ويضمن حصوله علي المكافآت خلال المشاركات دون النظر لأي شيء آخر كما يتدخل في تفاقم الإصابة أيضا مسئولو إدارات الأندية التي تدلل لاعبيها بالسفر للخارج ودون الحاجة لذلك في ظل وجود أطباء مصريين أكفاء. ويؤكد د. حسني عبد الرحمن عميد كلية طب بنها ومدير الإدارة مركزية للطب الرياضي الأسبق أن كثرة مشاركات اللاعبين في توقيت قصير يعرضهم للإجهاد بسبب فرط التأثير علي الجهاز العصبي، ومع دخول العضلة مرحلة الإجهاد يقل معدل الأداء وتصبح المفاصل والأربطة معرضة بصورة كبيرة للإصابة، وقد تسيطر حالة من الإحباط علي اللاعب لو انهزم فريقه وهذا وارد في عالم كرة القدم في ظل تلاحم المباريات غير المبرر الأمر الذي يجعل اللاعب عرضة للإصابات المتكررة بأنواعها المختلفة. ويضيف د. مصطفي المنيري طبيب القلعة البيضاء: إن الإصابات عبارة عن طريق يبدأ وينتهي بالطبيب لكونه المسئول عن تشخيص وتحديد نوع ودرجة الإصابة، ووضع البرنامج العلاجي وقرار نزول اللاعب للملعب أما فيما يتعلق بادعاء اللاعب تقصير الطبيب في علاجه فهي تحدث في الحالات التي يعتمد فيها الطبيب علي شكوي اللاعب نفسه بمعني أن الطبيب لايستشعر إصابته والمقصود بدرجات الإصابة البسيطة التي لا يتعدي علاجها عشرة أيام وفيها يتم التشخيص بناء علي شكوي اللاعب وتحسن حالته يأتي بقرار اللاعب نفسه وهنا يكون اللاعب متعجلا في عودته للملعب، ولكن في الإصابات الصريحة كالتمزق العضلي وتمزق الأربطة تكون واضحة للطبيب وأي انتكاسة أو تكرار للإصابة في نفس المكان نتيجة لاستعجال الطبيب والضغوط عليه من المدير الفني الذي يتعجل عودة اللاعب للملعب.. وبالنسبة لطارق عبد العزيز أخصائي التأهيل في النادي الأهلي فيشير إلي أن الإصابة تعتمد علي التشخيص المبكر بواسطة الطبيب المختص، وبناء عليه يتم تحديد طرق العلاج وهل يحتاج للتدخل الجراحي أم العلاج والتأهيل لنزول الملعب، علماً بأن لكل إصابة مدة علاج معينة، ولكننا هنا نواجه مشكلة عدم تمتع اللاعبين بالثقافة الطبية، فقد نجد اللاعب أو النجم الذي تعرض لإصابة يرغب في العودة للملاعب بعد ثلاثة أو أربعة أيام وذلك حتي لا يفقد شعبيته ومركزه الأساسي. وبالنسبة للدكتور عادل حسني أخصائي العلاج الطبيعي فيؤكد أهمية العلاج الطبيعي في نجاح العمليات الجراحية كالرباط الصليبي والغضروف وغيرها. ويضيف د. مجدي الباز طبيب الإسماعيلي أن هناك لاعبين كثيرين يتعرضون لمراحل خطيرة من الإجهاد العضلي وللأسف لم يحصلوا علي راحة كافية لأن المدير الفني يؤكد الاحتياج لهم لتحقيق الفوز ولا يهتم بما سيحدث لهم من الإصابات أو تفاقمها.