بعد عام.. عادت أخبار المجلس الأعلي للثقافة.. تتصدر المشهد ليس باعتباره ملتقي المثقفين.. ولا لنجاح القائمين عليه في وضع استراتيجية للثقافة المصرية أو لكثرة الفعاليات الثقافية أو لتجديد الخطاب الثقافي أو لأزمة ملتقي الشعر العربي الرابع في دورته الأخيرة.. ولكن بعد تقديم الدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس استقالتها التي أثارت علامات استفهام كثيرة عما يدور في كواليس المجلس.. فقد أثيرت قضية مكافآت لجان المجلس التي تمت في شهر يوليو الماضي (منذ 5 شهور) بعد التجديد لها الذي تم في 2نوفمبر الماضي.. ليواجهها الوزير بالاعتذار أو الاستقالة بعد 35 يوماً فقط من التجديد.والسؤال هل تعرضت أمل الصبان لمؤامرة خلال هذه الفترة البسيطة؟ ومن المتورط فيها، أم هي أخطأت فعلا فكان الاعتذار الطريق الوحيد أمامها، علماً بأن أعضاء هيئة لجنة التدريس لا يحالون إلي الشئون القانونية، أم أخطأت بالتوقيع علي الأوراق دون استشارة الشئون القانونية.. مازالت التحقيقات مستمرة وستكشف نتائجها في الأيام القادمة. في البداية لسنا طرفاً مع الدكتورة أمل الصبان أو ضد قرار حلمي النمنم وزير الثقافة.. لكن هناك أسرار وراء هذه الخطوة التي اتخذها الوزير.. فرغم كثرة الاعتذارات المسببة عن عدم شغل منصب أمين عام المجلس الأعلي للثقافة في السنوات الماضية.. وبعد عام من توليها المنصب تقدم الدكتورة أمل الصبان اعتذارا رسميا عن عدم الاستمرار في منصبها.. فما هي الأسباب؟ اتصلنا بالدكتورة أمل الصبان في أمريكا لمتابعة ولادة ابنتها هناك فقالت: دفاعاً عن ذمتي المالية.. لم أتقاضَ نهائيا أي أموال مكافأة من المجلس الأعلي للثقافة. وهناك مجموعة سربت مستندات بأنني حصلت علي مكافأة 30 ألف جنيه بدون وجه حق وأنا لم أحصل حتي لحظة اعتذاري علي أي نقود. وهناك شخص في المجلس عضو في العديد من اللجان، وكما تعلم هناك صراعات كثيرة داخل المجلس.. منذ أول يوم توليت فيه المنصب خصوصا أنني أول سيدة تتولي المكان فتعرضت لبعض المؤامرات. لكني أدرت المجلس رغم أنف أشباه المثقفين. فالموضوع المقصود منه التشهير بي.. خاصة وأن لدينا 32 لجنة والتشريعية 20 لجنة وطلبت عدم إدراج اسمي في هذه اللجان. فقالوا هذا نظام معمول به في السابق وأن الأمين يحصل علي مكافأة فقلت لهم اسألوا الأول الشئون القانونية وفعلا وقعت علي الكشف وكتبت (مع مراعاة الالتزام بكافة القواعد القانونية) وكان لابد من موافقة الإدارة المالية، وبعد ذلك طلبت استشارة المستشار القانوني في هذه الجزئية لكن كان قد تم تسريب الورق ونشره علي صفحات الإنترنت، مع العلم أنني كنت قد بدأت ترتيب أوضاع المجلس خصوصا أن المكان به شباب كثيرون لديهم طاقة وهناك »ناس مش عايزة تشتغل» وشباب ينقصهم الكثير من المهارات فهناك من لا يعرف اللغة الإنجليزية أو الفرنسية. • كشف عدد من المثقفين عن وجود مؤامرة لوضع الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة في جو غير قابل للعمل، أو ما أسموه بتصفية حسابات، نتيجة صراع عدد من قيادات وزارة الثقافة، أو تخوفا من أنها تكون وزير الثقافة القادم خاصة بعد أن لمع اسمها في أنشطة المجلس. رشا عبدالمنعم مسئولة التنسيق والتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني والهيئات المعنية بالثقافة في المجلس الأعلي للثقافة قالت بالعكس كان لي معها مشكلة ولم يحدث استفادة من خلال وجودها لكن السؤال »هي دي نهاية الناس اللي بتشتغل؟» فالدكتورة أمل الصبان أستاذة جامعية وهذه أول سنة لها في المجلس وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالمسائل المالية والإدارية والموظف الذي نفذ هذه الكشوف يعملها سنويا، لو كان هذا خطأ كيف عملت الكشوف، كما أن هناك لجانا وهمية لبعض الموظفين بالمجلس لتحسين دخلهم من خلال حضور هذه اللجان، وعندما علمت الدكتورة أمل بهذه اللجان أوقفتها وحولت الموضوع للمستشار القانوني.. و»أن الموافقة السريعة من وزير الثقافة باستبعادها رسالة سلبية لأي شخص يعمل في مجال الثقافة بجدية ورسالة الوزير (لا تشتغل حتي لاتخطئ أكثر). والدليل أن هناك معارك في الوسط الثقافي مفتعلة ومنحطة فمرة تظهر مستندات فيها فساد بهيئة قصور الثقافة »وتعدي» ويتغطي عليها عادي.. بس لرغبة (مضمرة) يتم استغلال خطأ إداري للدكتورة أمل الصبان قد يكون ناتجا عن عدم خبرة في شئون الماليات وحتي منقدرش نقول إنه خطأ لأن توقيعها كان يحيل الأمر للدراسة من المختصين، وتضخم الأمر عشان حد يدفعها للاستقالة.. ويتم تجاهل متعمد لحجم العمل الذي أنجزته في المجلس.. تجاهل لدأبها وإخلاصها لدرجة أنها فضلت شهرين تنزل برجلها المكسورة تشتغل من الصبح لغاية الليل.. تهتم بتنظيم ورش لتطوير العاملين بالمجلس وتطلب من متخصصين مساعدتها في إعادة هيكلة المجلس وتطوير العمل به وتشجيع كل تجربة جديدة وتفكر في طرق لجذب الشباب اللي كانوا هاجرين المجلس.. وتشجع كل آلية تطرح عليها لتفعيل الأفراد والكيانات الخاملة.. وتناصر المطالب المشروعة لأعضاء اللجان وتحفزهم علي النشاط.. هذا يؤكد أن القاعدة الأهم.. متشتغلش.. متغلطش.. ويبقي عندك وقت تنافق رؤساءك هتفضل في مكانك».
توالت الصرخات علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تندد بقرار حلمي النمنم. فهناك من كتب »شكرا دكتورة أمل علي كل اللي قدمته للمجلس شكرا لأنك تستحقي تبقي في مكان أفضل مئة مرة، شكرا لأنك منحتينا أملا وقدوة حقيقية.. ونموذجا إداريا لمؤسسة ثقافية تتعاون وتتشارك مع كل الأطراف الفاعلة في العمل الثقافي بلا تعالي». الكاتب المسرحي محمد عبدالحافظ ناصف، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق: إنه بعد اعتذار الدكتورة أمل الصبان عن أمانة المجلس الأعلي للثقافة، وجب التأكيد علي شيئين مهمين لكل من عنده ذرة ضمير. فالصبان تعرضت لتمثيلية ممن سربوا تلك الكشوف التي تدعي أنها تصرف مكافآت مالية، بصفتها عضوا بلجان فحص جوائز الدولة، رغم أنهم يعرفون أنها كالسوابق لمحاولة تشويه صورتها ووضعها في أجواء غير قابلة للعمل تدفعها لتقديم اعتذار عن أمانة المجلس وهو ما حدث بالفعل، إن وجود اسم الأمين العام في كشوف لجان فحص الجوائز هو كالسوابق حيث كان أمرا متبعا في السنوات الماضية، ولم يعترض الجهاز المركزي عليه، وحصل عليه كل الأمناء السابقين وأقره الوزراء السابقون كمشرفي عموم علي كل تلك اللجان. مني ماهر: »هو تشويه الناس وصل إلي هذا الحد، الفيس بوك أصبح وسيلة للنيل من سمعة الناس وكرامتهم، دكتورة أمل الصبان الحمدلله الحمدلله أنك اعتذرت لأنه أفضل رد علي الهرتلة.