تطايرت الكثير من الشائعات والأقاويل حول أسرار إنهاء ندب الدكتورة أمل الصبان من أمانة المجلس الأعلي للثقافة, خصوصا أن الأسباب المعلنة كلها لا يمكن بأي حال أن تكون سببا مباشرا أو كافيا وراء ذلك القرار المفاجئ والملتبس والذي صدم غالبية المثقفين والمراقبين للعمل الثقافي في مصر. فالدكتورة أمل الصبان التي كانت حتي مساء السبت26 نوفمبر الحالي. تجلس علي كرسي الدكتور جابر عصفور بالمجلس الأعلي للثقافة, شخصية معروفة بالحيوية والإنجاز واللباقة التي ترجع إلي انتمائها إلي أسرة شرطية مرموقة ثم إلي دراستها للأدب الفرنسي إلي جانب عملها كمستشارة ثقافية لمصر في باريس. كما أن سيرتها العلمية كأستاذة جامعية بكلية الألسن بجامعة عين شمس تشهد بأنها شخصية علمية رفبعة المستوي, قدمت العديد من المؤلفات والترجمات المهمة, فضلا عن إجادتها لعدة لغات أجنبية. ورغم أن قرار تعيينها في هذا المنصب قد لاقي فتورا شديدا من جانب بعض المثقفين, ولكن مع استمرارها في العمل الجاد والدئوب نجحت في أن تغيرهذه النظرة, بل تحول الفتور إلي إعجاب بسيدة مصرية ناجحة, سيدة مصرية تزرع التفاؤل والأمل في كل أروقة المجلس الأعلي للثقافة التي شهدت منذ صعود جابر عصفور إلي كرسي الوزارة, فترات اضمحلال وإهمال عميقة لم يملؤها سوي الدكتور عماد أبو غازي ثم الدكتور أبو الفضل بدران ولكل منهما قصة مختلفة في عدم استمراره أمينا عاما للمجلس...!! لا شك أن لوزير الثقافة حلمي النمنم الحق في أن يعين هذا ويسرح ذاك, فله ما شاء في إدارة الوزارة, ولكن في حدود القانون والمنطق, والذي تردد بقوة مؤخرا أن بعض الشائعات المغرضة والمقالات الملونة التي حلت محل الحقائق والانجازات, وبالتالي فإن الصمت أو الكذب أو حتي الغيرة غير المحمودة التي رافقت وجود الدكتورة أمل الصبان منذ تعيينها وحتي إنهاء ندبها أمس, يظل أمرا محيرا يثير القيل والقال, وربما ما هو أبعد من ذلك. وهنا تشير بعض المصادر داخل وزارة الثقافة إلي أن الدكتورة أمل الصبان تعرضت لمسرحية قديمة ممن سربوا كشوف لجان المجلس الأعلي للثقافة إلي الصحافة, رغم أنهم يعرفون أنها كالسوابق لمحاولة تشوبه صورتها ووضعها في أجواء غير قابلة للعمل تدفعها لتقديم أعتذار عن أمانة المجلس.. وحدث ذلك بالفعل. والحقيقة التي يعلمها من سرب ومن نشر هذه الكشوف..أن وجود اسم الأمين العام في كشوف لجان فحص الجوائز هو كالسوابق ولم يعترض الجهاز المركزي للمحاسبات عليه, وقد فعله كل الأمناء السابقين وأقره كل الوزراء السابقين كمشرفيين عموم علي كل تلك اللجان..فما الجديد إذن؟ إنه سؤال حائر جديد يضاف إلي الأسئلة السابقة, حول كيف تدار وزارة الثقافة الآن؟ وهل للكفاءة والنزاهة دور أم أن هناك شئ آخر لا نعرفه؟