لا ينكر أحد استمتاع عشاق الساحرة المستديرة بظاهرة تسجيل اللاعبين لأهداف من الوضعية الطائرة بالرأس سواء في الدوريات الأوروبية العالمية والمصرية خصوصا التي أطلق عليها »أهداف ماركة مسجلة» وبالرغم من أن أغلب اللاعبين يسجلون أكثر بالقدم اليمني واليسري إلا أن أهدافهم الرأسية دائما ما تبقي علامة فارقة في مشوارهم الكروي لتحقيق المزيد من الانتصارات داخل المستطيل الأخضر. ولكن ماهو السر في ندرة وجود اللاعبين المتميزين بتسجيل الأهداف الجميلة بالرأس في الفترة الأخيرة علي الساحة الكروية؟ وفي البداية يقول علي أبوجريشة المشرف علي قطاع الناشئين بوادي دجلة رغم أني كنت مهاجما له صولات وجولات خصوصا في التسجيل بضربات الرأس التي أعتبرها متعة لها مذاق خاص عندي إلا أني لا أستطيع أن أنسي الهدف التاريخي الذي سجله النجم العالمي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد في مرمي مانشيستر يونايتد الإنجليزي ضمن مباريات دوري أبطال أوروبا وأعتبره من أجمل الأهداف التي سجلت في البطولة من الوضع طائرا بالرأس بعدما ارتفع رونالدو لأكثر من مترين ونصف وبدا أنه يتحدي قانون الجاذبية بوقوفه في الهواء لثوان قبل أن يرسل الكرة في الزاوية البعيدة لحارس مانشيستر، وأتذكر أن صحف العالم وخصوصا البريطانية أكدت أن ارتقاء رونالدو يفوق القفزة الطبيعية للاعبي كرة السلة في الدوري الأمريكي للمحترفين.. ولا أستطيع نسيان اللاعب الدولي الخطير عماد متعب نجم الأهلي وتسجيله لأشهر أهدافه مع منتخب مصر أمام منتخب الجزائر في التصفيات التي كانت مؤهلة لكأس العالم 2010.. وبالتحديد الهدف الثاني الذي ذهب بنا لأداء المباراة الفيصل في السودان نظرا لفوزنا 2/صفر وكانت نتيجة المباراة الأولي 2/صفر لصالح الجزائر، وروعة الهدف نابعة من تسجيل متعب برأسه هدفا قاتلا من كرة عرضية في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للمباراة. ويؤكد أبو جريشة أن غياب ضربات الرأس يرجع لوجود مشكلة أساسية تواجه مدربي أغلب الفرق وهي النسيان وعدم التركيز حيث يفعل اللاعبون كل شيء في التدريبات ويكونون علي درجة من الاستيعاب لاستغلال خطورة الكرات العرضية، لكنهم سرعان ما يتناسون ذلك كله في المباريات الرسمية. وبالنسبة للكابتن طارق العشري المدير الفني السابق للمقاولون فهو يؤكد أنه متابع جيد للدوريات الأوروبية خصوصا الأسباني لكونه يضم أفضل اللاعبين الذين أجادوا التسجيل من الكرات الرأسية ومنهم ألفونسو بيريز وقبله راؤول وساندرو كوشيتسي ويضيف العشري ويقول هل ينسي أحد الهداف الطائر جمال عبد الحميد والمعلم حسن شحاتة وأشرف قاسم وحسام حسن وعلي أبوجريشة وعلي ماهر. وبالنسبة لأننا لا نري سوي قلة من اللاعبين الذين يجيدون التسجيل بضربات الرأس أمثال أحمد جعفر باسم مرسي محمود فتح الله سعد سمير ستانلي فهذا يرجع لوجود مدربين يجعلون اللاعبين مهمتهم مزدوجة في الرقابة والتغطية، ولايتقدمون إلا في أضيق الحدود مثل الضربات الركنية والكرات الثابتة، ولذا لابد علي المدرب أن يترك هذه المهمة لمهاجم تكون مهمته إحراز الأهداف خصوصا بالرأس. ويضيف الكابتن وليد صلاح الدين مدير الكرة بنادي الاتحاد السكندري ويقول إن ملاعب الكرة عرفت الكثير من اللاعبين المحليين والعرب والأجانب مشهورين بتفوقهم في ألعاب الهواء نظرا لطولهم الفارع وقوتهم البدنية، ونذكر منهم العالميين هورست الألماني وبيرهوف الإيطالي ورونالدو البرتغالي ولكن أيا منهم لم يكن وحده في ميدان الكرات الرأسية التي تعتبر من أهم الخطط التكتيكية وجدها المدربون طريقا سهلا لزيارة شباك الفريق الخصم عبر القفز في الهواء عن طريق لاعبيهم المهرة في هذا الجانب. ويجب ألا يخفي علينا أن القلعة الحمراء التي تربيت فيها كانت تمتلك الوحش الجوي فؤاد أبوغيدة والمتميزين أيمن شوقي وعلاء إبراهيم وأحمد بلال وقصير القامة الداهية فلافيو وعماد متعب ملك ضربات الهواء.. هذا بخلاف أن ملاعبنا المصرية شهدت نجوما لامعة في التسجيل بضربات الرأس منهم علي سبيل المثال لا الحصر علي أبو جريشة حمدي نوح محمد رمضان حسام حسن حسن شحاتة جمال عبد الحميد علي خليل ومن النجوم الحاليين عمرو جمال وعمرو وردة وهو معروف أنه قبل قدومه للأهلي كان علي رأس الهدافين بالدوري اليوناني خلال فترة احترافه هناك ويري وليد أن سر أزمة ندرة وجود أصحاب الضربات الهوائية يرجع لفقدان اللاعبين الثقة. ويكمل الكابتن أحمد العجوز المدير الفني لطلائع الجيش المستقيل مؤخرا ويقول إن مصر كانت تمتلك مهاجمين يجيدون التسجيل بضربات الرأس ويتمتعون بمزاج عال في الأداء في الملعب كان من أفضلهم علي أبوجريشة - الراحل حمادة إمام أسامة خليل حمدي نوح أبو رحاب محمد فاروق حسام حسن وعلي الساحة الآن لا يوجد سوي حسام باولو نجم سموحة وسعد سمير وعمرو وردة وعمرو جمال من الأهلي بخلاف الاخطبوط عماد متعب وأيضا أحمد حجازي ورامي ربيعة - وأحمد جعفر وستانلي من الزمالك والأثيوبي جيمس بيكلي من بتروجيت ومحمود فتح الله من الإنتاج الحربي وأنا لست مع من يردد أن هناك قلة من اللاعبين الذين يجيدون التهديف بضربات الرأس خاصة أن مباريات الدوري أكدت حتي فعاليات الأسبوع الثامن أنه تم تسجيل أكثر من 12 هدفا بالرأس آخرها هدف أحمد جعفر في مرمي المصري.. ولكن يبقي علي كل لاعب يعشق فانلة ناديه أن يعمل المستحيل لإحراز الأهداف سواء بالرأس أوبالقدم وذلك حتي يكون جديرا بالفانلة التي يلعب بها.