اللواء طارق الشقيق الأصغر للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عقب تخرجه في الكلية الحربية عمل مدرسا بمدرسة الصاعقة، ثم التحق بالقوات الخاصة »المجموعة 39 قتال»، التي أشرف عليها وقادها الشهيد إبراهيم الرفاعي، وشارك في رصد تحركات مركبي بيت شيفع وبات يام وتدميرهما، وفي حرب أكتوبر 1973 قام بضرب مستودعات البترول برأس شراتيب، وكان ضمن القوات المتواجدة في »ثغرة الدفرسوار». • متي التحقت بالكلية الحربية؟ - في أكتوبر 1967 بعد 4 شهور من هزيمة 67 بمشاورات بين شقيقي الأكبر الرئيس جمال عبد الناصر ووالدي »رحمهما الله» وكان أخواي حسين »طيار»، ورفيق »ضابط بحري». ماذا حدث معك أثناء اختبارات القبول؟ - الاختبارات لا أحد يستطيع التدخل فيها لأنها تحتاج إلي لياقة بدنية وصحية عالية وكشف الهيئة مثل زملائي. كيف كانت حياتك داخل الكلية؟ - المعاملة واحدة وتعليمات مشددة وكان الطلبة القدامي يريدون رؤية الطالب المستجد شقيق الرئيس عبد الناصر، وبالأيام تعودت علي الحياة وكنت آخذ جزاءات لأبسط الأشياء بالزيادة عن باقي الطلبة ودائما كانوا يقولون أنت سبب جزاءاتنا. هل عرفت بمضمون الرسالة التي أرسلها الرئيس لمدير الكلية الحربية؟ _ عرفت بعدها وكان نصها (السيد اللواء مدير الكلية الحربية اللواء محمود زكي عبد اللطيف نما إلي علمي أن طالبًا يدعي ''طارق عبد الناصر حسين'' قد انضم إلي الكلية بصفته مواطنًا مصريًا، وليس كشقيق لرئيس الجمهورية، ولهذا فإني آمل ألا يلقي أي ميزة عن باقي زملائه بأي حال من الأحوال فله ما لهم وعليه ما عليهم، وجميع الطلاب أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات، وفقكم الله لما فيه خير الوطن.. التوقيع الرئيس جمال عبد الناصر''). من حضر لزيارتك أثناء فترة الأساسي؟ _ زارني خالد عبد الناصر ابن شقيقي وكنت سعيدا جدًا. أين ذهبت في أول إجازة من الكلية؟ _ أول خروجي ذهبت لمنزل الرئيس بمنشية البكري وجدت والدي هناك وكان له مكان بالمنزل مخصص له والرئيس بجواره وعند حضوري بدأ الرئيس يسألني عن » الأكل واللحوم والخضار وطبيعة الحياة والتدريبات »فاستغربت جدا» لأنه كان يريد أن يطمئن علي بناء الجيل الحديث بعد أحداث 67 لتأهيلهم لبناء القوات المسلحة لعملية الحرب، وسألني عن طبق الخضار الذي نطلق عليه »أخضر باريس» الذي نتناوله باستمرار فسألني عليه (هو لسه بيعملوه ليكم يا طارق؟). ما ترتيبك في الكلية؟ _ كنت طالبا عاديا وترتيبي تأخر بالكلية نظرا لرجوعي متأخرا في الإجازات لمرض الوالد، خلال فترته الأخيرة، وتم خصم درجات مني، والمرة الأخري أثناء زفاف شقيقتي عايدة، وتأخرت نصف ساعة في العودة للكلية بعد تشييع جنازة والدي فكان العقاب هو الحجز داخل الكلية ''شهرا كاملا'' مع ''طوابير تكديرية'' وفقدان خمسين درجة من مادة الضبط ولم يكن وقتها هناك حفلات تخرج لسرعة بناء القوات المسلحة والإجازة لم تتعد 3 أيام ثم التوزيع علي الوحدات وكانت حرب الاستنزاف علي أشدها وفي الكلية أخذت فرقة صاعقة وهذا النوع من القتال جذبني نظرا للياقة العالية فدخلت الصاعقة لأن أعمالها كانت في عمق دفاع العدو وأخذت فرقة المعلمين للصاعقة في أنشاص، وتم حجزي بالمدرسة مع 9 من دفعتي عرفت هذه القصة من زملائي بعدها ب40 سنة بأن الرئيس جمال اتصل بقائد المدرسة » الرائد محمد أحمد وهبي» قال زميلي سمعه أنه يحدثه » يا وهبي عايزك تخلي بالك من طارق وتشد عليه عايزه ضابط كويس» وهذا التدخل الوحيد. واستغرق التدريب 3 شهور وتم اختياري ضابطا معلما بالمدرسة وكانت هذه فترة الإعداد لكتائب الصاعقة التي شاركت في حرب أكتوبر ومكثت من 1969 حتي أوائل 1971 في التدريب الليلي والنهاري علي الجبال الوعرة والبحر والمستنقعات وإغارة وكمين وأعمال نسف وتدمير. كيف التحقت بالمجموعة 39 قتال؟ - كان شقيق الرائد وسام حافظ أحد قيادات المجموعة معي بمدرسة الصاعقة وعقب الانتهاء من الفرقة تحدث مع شقيقه علي انضمامي مع زميلي فؤاد مراد وكنا برتبة ملازم أول وكنت سعيدا جدا. أين كنت أثناء حرب الاستنزاف؟ - كنت بمدرسة الصاعقة والحرب علي أشدها والإغارات وعبور القناة وكنت مدربا لكتائب الصاعقة التي تقوم بالعمل وكان طيران العدو نشطا نظرا لعدم بناء حائط الصواريخ حتي تم بناؤه. هل تم الإغارة علي المدرسة؟ - فعلا تم الإغارة مرتين علي المدرسة لأن عمليات الصاعقة أوجعتهم. خلال حرب الاستنزاف هل تحدث الرئيس معك عنها؟ - لا وعندما كنت أذهب إلي منزله كنا نلتقي فقط علي الغداء وكان متابعا لكل ما يحدث علي الجبهة من القادة وكبار رجال القوات المسلحة. ما أهم الأعمال التي قمت بها مع المجموعة 39 قتال؟ - قمت بأعمال استطلاع مع وسام حافظ لمدينة الطور عن طريق رأس غارب بشركة بترول جابكو التي كانت »شركة مصرية أمريكية» ولهذا السبب لم يتم الإغارة عليها وكانت تقوم بأعمال الحفر والتنقيب واستخراج البترول ومنها استطلعنا مركبي إمداد الإسرائيليين »بيت شيفع وبات يام» عن طريق المخابرات الحربية وأخذتنا طائرة هيلوكوبتر من خلال مهبط الطائرات ناحية ميناء الطور علي أننا عمال بترول. هل تعرضتم لأي مواقف أثناء تنفيذ مهمة الاستطلاع؟ - بالصدفة كان في الموقع زميل دراسة قديم يعمل مهندسا بالشركة فنظر إليّ باستغراب لأن العمال معروفون فنظرت إليه وأومت إليه بإشارة الصمت والحمدلله عدت، ولكن الطيار لاحظ أن الشنط ثقيلة وبعدها جاءت دورية وقامت بتفتيش الطائرة والمكان. ما أهم العمليات التي قمت بها في حرب 73؟ - شاركت في ضرب مستودعات البترول برأس شراتيب في 14 أكتوبر 1973 لحرمانه من الوقود وتعطيل الاحتياطيات بعد عبور قواتنا وتحركنا عندما تحركت المجموعة علي آخر ضوء ب4 قوارب ضمت الشهيد إبراهيم الرفاعي، والرواد محمد نصر، حسني يسري، وسام عباس حافظ، ورفعت الزعفراني والمقاتل عبد العزيز عثمان وسمير نوح من رأس غارب في الثامنة والربع مساءً وعند الدخول لمنطقة الهدف شوهد لنشان بلترام للعدو متجهان للجنوب فتم التوقف وعدم لفت نظرهما حتي يبتعدا دون الاشتباك معهما طبقاً للخطة، وبعد ذلك تم الوصول إلي الهدف والدخول إلي البر في الساعة 2 صباحا وكانت منطقة مليئة بالشعاب المرجانية وقمنا بالهجوم بالبنادق الآلية والرشاشات، وقذائف »آر. بي. جي» بكثافة عالية علي مستودعات البترول ولكنها لم تنفجر واتضح أن الخزانات الأمامية الموازية للبحر فارغة، ولكن عند ضرب باقي الخزانات بالداخل انفجرت واشتعلت النيران فيها. ماذا فعلت المجموعة في ثغرة الدفرسوار؟ - في أيام 15، 16، 17، جاءت الأوامر لتحركنا للإسماعيلية، وكنا موجودين علي ترعة الإسماعيلية وكانت الاشتباكات علي ذروتها والمدفعية لا تتوقف ودخلنا إلي السويس وقمنا بعمل كمائن لمنع العدو من التوسع وقامت مجموعات أخري من الصاعقة بالاشتباك معه وحدثت خسائر في قوات العدو، وتقدم الشهيد الرفاعي حوالي 4 كم فاستشهد وظللنا نحارب العدو حتي 22 أكتوبر حتي وقف إطلاق النار.