جمال عبدالحكيم عامر بعد مايقرب من 44 عاما، يقرر جمال عبد الحكيم عامر نزع الأكفان عن والده، ليكشف حقيقة موته. سنوات طويلة قضاها الابن انتظارا لتلك اللحظة التي تعيد للأسرة حقها في إعادة كتابة تاريخ المشير عامر بالشكل الذي يليق بمكانته الطبيعية.. بينما كان الطريق للوصول إلي الحقيقة مليئا بالأشواك في محاولة لإثناء الابن عن فتح ملف القضية، تلقي جمال عبد الحكيم عامر تهديدا مباشرا من زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق بعدم النبش في الماضي لكن عزيمة الابن في إعادة حق والده كانت أقوي من أي تهديد. لم يكن الابن يهدف من إعادة فتح ملف القضية لإثبات اغتيال والده فحسب ولكن أيضا كشف ماتعرض له المشير من ظلم طيلة هذه المدة. ❊❊ كثيرون تحدثوا عن الخلافات بين الرئيس عبدالناصر والمشير عامر وقالوا إنه كان خلافا حول القيادة منذ عام 1956 ما رأيك؟ المشير كان محبوبا من القوات المسلحة ولكن البعض أوقعوا بينه وبين عبدالناصر لإثارة مخاوفه وعلي العكس ما أشيع فإن المشير بدا في كثير من محطات حياته زاهدا في السلطة وفيا لصديقه جمال حتي لو كلفه هذا الوفاء أن يقدم استقالته وبالفعل تقدم بأكثر من استقالة إحداها عام 1962 عندما حاول عبدالناصر تكوين مجلس رئاسي يحد من سلطات المشير العسكرية ولكن عبدالناصر رفض الاستقالة. والاستقالة تحمل توقيع المشير ومؤرخة بالأول من ديسمبر 1962 وجاءت عقب تشكيل مجلس للرئاسة يتولي القيادة السياسية العليا في البلاد اقترح المجلس في حضور المشير قانونا يلغي سلطاته في ترقية كبار الضباط فشعر أن القانون المقترح يعزله عمليا عن منصبه فقدم استقالة مسببة للرئيس عبدالناصر استهلها برغبته في اعتزال الحياة العامة مشيرا لشيوع أساليب المناورات والدس السياسي ودور ذلك في تحطيم صداقته مع الرئيس عبد الناصر وتطرق المشير في استقالته إلي رؤيته لنظام الحكم في المستقبل من خلال انتخابات من القاعدة إلي القمة علي كل المستويات في استقالته وكانت رؤيته في الحكم كما جاءت في الاستقالة تتبلور في تشكيل حكومة رئاسية يرأس مجلس الوزارة فيها رئيس الجمهورية ويكون مسئولا أمام البرلمان، أو حكومة برلمانية يرأسها رئيس الجمهورية أو غيره بحيث تكون مسئولية الوزارة جماعية أمام البرلمان. وختم المشير استقالته موجها حديثه للرئيس: وأنا أودعك أرجو من الله ألا يحدث مني أو منك ما يجعل ضميرنا يندم علي الإقدام عليه أو يجعلنا صغارا في أعين أنفسنا ويكفي في رأيي ماحققه أهل السوء الآن فقد نجحوا فيما تمنوا وفيما كانوا يعتبرونه مستحيلا وليكن فراقنا بمعروف كما كانت عشرتنا بمعروف وأسأل الله أن يختم حياتنا بشرف وكرامة كما بدأناها بشرق وكرامة ورغم كل شيء وبرغم ما أعلم فإنني أدعو لك من قلبي بالتوفيق وأدعو ربي أن يوفقك في خدمة هذه الأمة. ❊❊ الروايات عديدة تحدثت عن انتحار المشير. منها رواية شمس بدران وزير الحربية وقتها الذي اتصل بالرئيس فور النكسة وطالبه بالحضور إلي مقر القيادة لإثناء المشير عن الانتحار مارأيك؟ هذه رواية عارية من الصحة وتم ترويج هذا الكلام للايحاء بوجود نية لدي المشير في الانتحار تمهيدا لتصفيته وأؤكد أنه لم ينتحر ولكنهم قتلوه. ❊❊ في مذكراته يؤكد الدكتور ثروت عكاشة أنه تلقي اتصالا هاتفيا من صلاح نصر مدير المخابرات يوم 8 يونيو طلب فيه نصر من عكاشة الذهاب للمشير لمنعه من الإقدام علي الانتحار؟ والدي أبعد ما يكون عن فكرة الانتحار وهذه الروايات كاذبة ولو عدنا إلي مذكرات صلاح نصر سنجده ينفي واقعة انتحاره وينفي أنه أعطي المشير سم الأكونتيين قبل شهور من النكسة علي عكس ما يزعم البعض بل أكد في مذكراته أنه قتل وصلاح نصر سلم عهدة السموم عندما ترك الجهاز ولم يكن هناك أي نقص في هذه العهدة ولو حدث نقص في هذه السموم فإن المسئولية تقع علي من تولي الجهاز من بعده. ❊❊ علي الرغم ما وصل إليه الدكتور دياب في تقريره فقد تم حفظ التحقيق لعدم الأدلة الكافية فيه وإن كان التقرير إرشاديا وليس ملزما فهل لديكم أدلة يقينية جديدة حول مقتل المشير؟ لدينا مستندات تشكل خطوات هامة كوصية والدي والتي كتبها يوم 7 سبتمبر 1967 وفيها أقر صراحة بتهديد البعض له بالقتل ونفي ما تردد من شائعات حول شروعه في الانتحار وفي الوصية التي تحمل اسمه وعنوانها لماذا خسرت مصر الحرب ويقول فيها : كنت علي قناعة أن درجة المسئولية تتناسب مع الرتبة والواجبات ولكن للأسف الشديد اكتشفت أن الآخرين يكتفون برفع لواء المسئولية في الوقت الذي يبحثون فيه عن كبش الفداء وهذا هو السبب الذي قمت من أجله بتقديم استقالتي ولقد حاول الكثير من أصدقائي إقناعي بالعدول عن هذا القرار في حين أن غيرهم نشروا الأقاويل عني بأنني أعاني من أزمة نفسية شديدة وأني حاولت الانتحار أكثر من مرة ولكن من الذي لم يعان من أزمة نفسية بعد الكارثة التي حلت بنا؟ والانتحار هو أبعد الأشياء عن ذهني لأنه بمثابة هروب من المسئولية، وأكدت لأصدقائي أن كل ما أسعي إليه هو الكشف عن حقيقة المأساة وإنني لا أخشي اللوم من ذكر الحقيقة. المشير ألمح في وصيته إلي سريان الشائعات التي ترددت حول نيته في الانقلاب علي الرئيس عبدالناصر مضيفا فاجأني السيد الرئيس سواء بسبب الشائعات أو طبقا لخطة مقررة سلفا قبل الذهاب للقمة العربية الرابعة المنعقدة في الخرطوم ودعاني لبيته وأخطرني أن قوات الأمن قد تلقي القبض علي ولم أكن أتوقع ذلك فلقد كانت علاقتنا طيبة وقابلته عدة مرات مؤخرا وكانت الاجتماعات ودية وسألته عن سبب إلقاء القبض علي فقال الرئيس تفيد التقارير بأن عددا كبيرا من الضباط شوهدوا يدخلون بيتك ويخرجون منه وهذا يهدد النظام ولابد أن نضع حدا لتلك الزيارات وقلت له أقسم لك بشرفي أن الزيارات لاتتعلق بالسياسة علي الإطلاق فأخبرني أن أمر القبض علي لايمكن إلغاؤه إلا إذا تعهدت بالتزام بيتي ومقاطعة الجميع حتي تمر العاصفة وقلت له يا جمال لو أنني كنت أريد أن أستولي علي السلطة لم أكن لأستقيل في يونيو وإذا كنت لاتزال تشك في نوايا أكثر الأشخاص الأوفياء لك فأنا علي استعداد لإثبات براءتي أمام محكمة عسكرية فقال لي إن هذا ليس ممكنا وسألته هل يأمرني بالتزام الصمت فقال نعم محمد نجيب ظل صامتا منذ 1955 فأجبته أني لا أستطيع أن ألتزم الصمت لأن هذا سيكون بمثابة خيانة لواجبي وشرفي العسكري فقال فكر في مستقبل أسرتك وأقاربك فأجبته إن رجال القوات المسلحة هم أسرتي وأقاربي وهم كل وجودي وأنا علي استعداد لأن أشرح لهم دوري ومسئوليتي فقال لقد أعلنت بالفعل أني أتحمل كل المسئولية ولهذا لا حاجة لإجراء تحقيق أو محاكمة لأنها لن تكون في مصلحتك لأن اسمك اقترن باسمي منذ الأيام الأولي للثورة وأجبته قائلا أنا مصمم أن أدافع عن شرفي بقول الحق فقال من الأفضل أن تعيد التفكير في الأمر مجددا وإلي هذا الحد انتهي الاجتماع بيننا وعدت تحت الحراسة إلي بيتي ويضيف المشير هذا ملخص لما ينبغي علي قوله في هذا الوقت وإذا كانت الوصية قد كتبت في عجالة فذلك لأني أخشي ما يخبئه القدر لي فلقد فقدت الثقة في صديقي وأخي جمال ولم أعد آمن منه وأنا أتلقي تهديدات لأني طلبت محاكمة علنية ويضيف في موضع آخر من الوصية أنا علي يقين أن ثمة مؤامرة تحاك ضدي وقمت بكتابة هذه الوصية وتأكدت أنها ستصل إلي أصدقاء موثوق فيهم عند الضرورة وأنا لا أعرف مايحاك ضدي وأخيرا أطلب من الله المغفرة وأدعو لعائلات الشهداء الصبر والسلوان. ❊❊ هل هي المرة الأولي التي تطالبون فيها بإعادة فتح باب التحقيق في حادث مقتل المشير؟ في بداية السبعينيات تقدم عمي حسن عامر للنائب العام بطلب تضمن رغبة الأسرة في إعادة التحقيق وقال إن الشهود أدلوا بأقوالهم تحت ضغوط وتهديد وطالب بعرض تقرير الطب الشرعي الصادر في الواقعة علي هيئة طبية محايدة حيث شابه مغالطات عديدة وبني علي أساس غير علمي وقام النائب العام المستشار المحمدي الخولي بانتداب الدكتور علي دياب خبير السموم وانتهي تقريره إلي حقيقة مفادها أن المشير عامر تم اغتياله وأعتقد أن التقرير وثيقة دالة علي صدق شكوك الأسرة واستحالة انتحاره وبناء علي قرار النائب العام تم انتداب الدكتور دياب أستاذ التحاليل والسموم بالمركز القومي للبحوث وبعد إطلاعه علي الأوراق الطبية الخاصة بحادثة الوفاة كتب تقريرا مفصلا تناول فيه كل الحقائق العلمية حول عقار الاكونتيين وتناول بالتحليل تقارير المعامل الطبية المركزية وتقارير المعامل الكيميائية بمصلحة الطب الشرعي كما حلل أقوال الشهود وانتهي إلي ما أسماه بمغالطات في التقرير الطبي الشرعي وأشار إلي ما يعتقد بأنها أحراز مدسوسة علي ملف القضية ثم ختم الدكتور دياب بحثه بنتيجة قال فيها لايستطيع الباحث المنصف المدقق إلا أن يقر بأن وفاة السيد المشير لم تكن انتحارا وإنما كانت قتلا بإعطائه سم الاكونتيين بطريقة أو بأخري الساعة 6 مساء يوم 41/9/7691 وأنني أقر مطمئنا أن هذه الوفاة جنائية مكتملة الشروط من التعمد إلي سبق الإصرار والترصد والمرة الثانية كانت بموافقة الرئيس السادات ولكن لم تتم. ❊❊ تردد قبل ثورة يناير بأنك قدمت طلبا للنائب العام لإعادة فتح باب التحقيق من جديد فما صحة ذلك؟ قبل أحداث الثورة ب 3 شهور قابلت النائب العام في حضور المحامي وكانت مفاجأة له عندما طلبت فتح باب التحقيق علي الرغم من مرور أكثر من 04 عاما علي الحادث تم إعداد مذكرة للإطلاع وبعد عودتي للمنزل وجدت اتصالا من د. زكريا عزمي قال لي »الموضوع بتاع القضية بلاش دلوقتي لأنها هتقلب الدنيا علينا وعليكم« أنا عرضت الموضوع علي الرئيس فرديت عليه هذا حق والدي وتاريخه العسكري لا أحد يستطيع أن يلطخه والدنيا مقلوبة علينا أكثر من 04 عاما وهذا الموضوع لايتم مناقشته في التليفون فاقترح علي الذهاب إليه في أي وقت عندما تشاورت مع الأسرة قررنا الاستمرار في القضية اتصلت بمدير مكتبه وطلبت تحديد ميعاد للمقابلة ولم يرد أحد وكنت أهدف بمعالجة الأمور بدبلوماسية لأن زكريا عزمي من الممكن أن يوقف التحقيقات والمراكب السايرة. ❊❊ وكيف سارت الأمور بعد ذلك؟ قام المستشار النائب العام عبدالمجيد محمود بفتح باب التحقيقات وطلبت الأسرة شهادة شهود الواقعة من الأطباء وقوة الحراسة باستراحة المريوطية وكذلك الأطباء بمستشفي المعادي وأدلوا بأقوالهم وذهبت أنا وشقيقتاي آمال ونجيبة وابن عمي أمين حسن عامر نظرا لإقامته الدائمة مع الأسرة وقت الحادثة. ❊❊ وما السبب في استدعاء الأطباء وقوة الحراسة؟ السبب أن المستشار محمد عبدالسلام النائب العام وقتها كانت عليه ضغوط من عبدالناصر وهيكل بسرعة إنهاء التحقيقات وضرورة استبعاد المقربين من المشير وعلي رأسهم أسرته فضلا عن أن المسئول إعلاميا عن تحقيقات القضية هو هيكل علي الرغم من وجود محمد فائق وزير الإعلام وعلل عبد الناصر بأن هيكل يعرف ما أقوله. ❊❊ وما رأيك في الروايات التي تزعم أن صلاح نصر مدير المخابرات هو من أعطي السم لوالدك؟ كانت شهادة صلاح نصر في النيابة أنه لم يسلم المشير عامر أي نوع من السموم وأن السموم التي أعطاها له مختار ذكري تركها في مكتبه وطلب منه سموما ولم يعطها لأحد علي الرغم من شهادته عن ذكري بأنه شخص غير موثوق فيه بقسم السموم بالمخابرات ورغبته في نقله وهذا ما أكده نجله هاني في التحقيقات. ❊❊ إذن من المسئول عن السم الذي تناوله المشير ليلة القبض عليه؟ هذه حيلة ابتكرها الفريق عبدالمنعم رياض لأخذ المشير بالقوة وهذا من واقع التحقيقات بالنيابة وشهادته بأنه قال ذلك حتي تتخلي عنه ابنته ويأخذونه بالقوة إلي المستشفي. ❊❊ هل المشير عبد الحكيم عامر كان يعاني من أي مرض؟ لم يعان من أي أمراض لكونه رياضيا وعندما أخذوه بالقوة من المنزل الساعة 3 عصرا وصل إلي مستشفي المعادي الساعة 03.3 حاولوا عمل غسيل معدة له فرفض فترجاه اللواء عبدالحميد مرتجي المدير حتي يطمئن علي سيادته فأحضر له كوب كربونات صوديوم وحدث قيء وتم تحليله وكان سلبيا طبقا للتقرير وقال مرتجي في شهادته أن المشير أثناء مغادرته المستشفي كان يسبقنا وأيضا تم الكشف عليه من قبل دكتور باطنة نفي احتفاظه بشريط لاصق تحت بطنه وهي مادة الأكونتيين مع نفي تقرير الطب الشرعي وجود آثار العقار بالأظافر أو الفم. ❊❊ هل تتذكر يوم وفاة المشير وماحدث به؟ وصل المشير إلي استراحته بالمريوطية يوم 31/9/7691 ويوم 41 الساعة السادسة مساء حضر الدكتور إبراهيم البطاطا إخصائي أطفال برئاسة الجمهورية وكانت النوبتجية يتم التناوب بينه وبين الدكتور مصطفي بيومي وكشف عليه وجد نبضه سليما مع حدوث قيء مستمر لتناوله أدوية خطأ وتعرضه لتجويع وعطش وفي تمام الساعة السادسة و5 دقائق ذهب للحمام نادي علي منصور أحمد السفرجي فوجده ملقي في الحمام أخذه ووضعه علي السرير ونادي الدكتور البطاطا وتوفي الساعة السادسة و02 دقيقة وبعدها انتقل الطب الشرعي والنيابة لمسرح الحادثة بعد 7 ساعات حتي تختفي أركان الجريمة. ❊❊ هل تم توقيع الكشف الطبي علي والدك بعد موته؟ قام الفريق محمد فوزي رئيس الأركان بالاتصال بمستشفي المعادي وطلب حضور طبيب لاستراحته وتم إرسال سيارة له وحضر الدكتور شريف عبد الفتاح بطاقم التمريض وحسب شهادته بالنيابة وجد الموقف علي الباب كأنه عزاء لقوة الحراسة الرهيبة قابل إبراهيم البطاطا فقال له إن المشير توفي وقام بوصف غرفة المشير بأنها مرتبة بشكل غير طبيعي السرير مشدود والملاية مكوية والجثمان مسجي علي السرير والكتب مرصوصة بجوار المشير مع وجود مسة الأسنان ودخل الحمام لم يجد رائحة قيء والسجادة غير مبتلة. طلب منه الفريق فوزي كتابة التقرير فرفض لأنه من اختصاص الطب الشرعي فتم القبض عليه ولكنه وجد الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري في طريقه فطلب من فوزي تركه لأن المستشفي لديها علم بوصوله إلي الاستراحة فقال له الفريق فوزي »تمشي لو فتحت فمك هاوديك في داهية« وبعد خروجه من خدمته سافر للسعودية وبعد عودته وأثناء سفره للإسكندرية للمراقبة علي امتحانات الطلبة بالجامعة تصادف مع دكتور صديقه كان الطبيب الخاص للفريق فوزي ودار حديث عن مقتل المشير فحلف بأغلظ الأيمان »أن المسئول الأول عن مقتل المشير هو إبراهيم البطاطا وتم قتله مع السفرجي في ظروف غامضة«. وصرح والدي في وصيته قبل موته بأيام بأنه لو قتل فإن السبب سيكون جمال عبد الناصر بعد حضور ضابط مخابرات إليه وتهديده يوم 8 وتوفي يوم 41 سبتمبر. ❊❊ إلي أين وصلت التحقيقات الآن؟ قمت بعمل تقرير طبي علي أي مستوي من أساتذة الطب الشرعي والسموم وطلبت إعادة تقرير الطب الشرعي الحكومي وأظهر التقرير نقاط الضعف به مع تقديم مذكرة نهائية وتم عرض المذكرة علي النائب العام ولكن حدثت الثورة. ❊❊ وماذا تنوي بعد ذلك؟ أطلب ميعادا لمقابلة النائب العام لأن المذكرة النهائية جاهزة من قبل النيابة وسيتم عرضها عليه لمعرفة مصير القضية بعد توافر أركان الجريمة الجنائية في مقتل المشير. ❊❊ هل قابلت الرئيس عبد الناصر بعد وفاة والدك؟ بعد وفاة والدي بقينا في منزلنا ثمانية أشهر كان البيت محاصرا ومراقبا وتم اعتقال معظم أقاربنا الرجال بسجن القلعة ولم يجرؤ أحد علي زيارتنا ولم يقم الرئيس بمواساتنا ولكن بمضي الأيام ونفاد ما تملكه الأسرة من مدخرات نصحني زوج شقيقتي حسين عبدالناصر أن أذهب للرئيس بحثا عن معاش لوالدي اتصلت بمحمد أحمد سكرتير الرئيس وتحدد معه الميعاد في اليوم التالي ذهبت أنا وأختي آمال وما إن وقعت عينا أختي علي الرئيس في مكتبه بالمنزل حتي ثارت وقالت له كيف ترضي بأن يفعلوا بأبي مافعلوه في وجودك فبدأت علامات الدهشة علي وجهه وظل يتابع حديثها في صمت وهدوء أما أنا فقلت له ياسيادة الرئيس نحن هنا لكي نطالب بمستحقات والدنا إن كان له معاش نريده فاستجاب للطلب وسألني عن أي طلبات أخري فسألته عن سيارة والدي الملاكي التي صودرت وقت اقتحام المنزل فأقر الطلب وبعد أيام تقرر حصول الأسرة علي معاش 003 جنيه. ❊❊ ماذا يحدث لو تم رفض القضية وعدم تقديم الجناة للمحاكمة؟ هذه قضية متكاملة الأركان بالشهود وبتقارير الطب الشرعي وإن لم أكسبها في مصر سوف أرفعها لمحكمة العدل الدولية وسوف أكسبها لأن قضية والدي مصيرية لأنه رمز لعائلة عامر التي لها احترامها فلن أسمح لأحد أن يلوث تاريخ والدي العسكري ولن أرضي يوميا بأن يقول المواطنون لابنائي أن جدكم المشير انتحر وقلت لابني لومت كمل من بعدي حتي تظهر الحقيقة.