يظهر أدب المقاومة عندما يشتد الظلم، ويضيع الحق، وترتفع راية الباطل، وتفتقر القوي الغاشمة إلي منطق العدل والحق، ويصبح الباطل هو السائد، وتوزن الأمور بمقياسين. فإسرائيل تعربد علي أرض فلسطين، وتغتصب أرضها، وتشرد وتعذب أبناءها. وتقتل العزل الآمنين بلا مبرر، وتجد من بعض دول العالم من يؤيدها ويقف بجانب باطلها، وتقلب الحق باطلا، والباطل حقا، وتزن الأمور بمكيالين. والصهيونية لم تكتف بأنها أفسدت حتي ثقافة العالم، حتي أننا نري مؤرخا كبيرا مثل أرولد توينبي يتحدث عن الدور الذي لعبته الصهيونية في الترويج للشيوعية بقوله: »أحل كارل ماركس الحتمية التاريخية معبودا له محل يهوه إله إسرائيل، وجعل من البروليتاريا الداخلية للعالم الغربي شعبه المختار مقام اليهود، وجعل من ديكتاتورية البروليتاريا مملكة المسيح، وقد برزت السمات اليهودية من خلال هذا الرداء المهلهل«. ولقد روج الصهاينة لكل المبادئ التي تفسد الحياة الإنسانية، فروجوا لأفكار نيتشه .. الملحدة، وصفقوا لمغالاة فرويد الذي يري أن الدوافع الجنسية وراء سلوكيات البشر. وهاهم اليوم يحاولون تهويد القدس، وهدم المسجد الأقصي، بحجة البحث عن آثار يهودية قديمة، لوضع العالم العربي والإسلامي تحت الأمر الواقع.. ومن هنا يجب أن نقف أمام هذا الخطر الصهيوني بوقفة تجبرهم علي احترام المقدسات الإسلامية والمسيحية. ورهم الله الشاعر محمود درويش ، الذي كان يري أن قضية فلسطين لن تحل إلا بالنضال: فاحموا سنابلكم من الإعصار هاتوا السياج من الصدور من الصدور فكيف يكسر؟ اقبض علي عنق السنابل مثلما عانقت خنجر الأرض والفلاح والإصرار قل لي : كيف تقهر؟ هذي الأقانيم الثلاثة كيف تقهر؟ متي تنتهي أسطورة إسرائيل وصلفها الذي لاينتهي عند حد ؟!