❊ الدكتور عبدالعزيز المقالح الأديب وشاعر اليمن الأشهر الذي ولد بمحافظة آب ودرس بصنعاء وتخرج في دار المعلمين فيها وبعدها حصل علي شهادته الجامعية ثم درس الماجستير وحصل عليها مع الدكتوراة في اللغة العربية وآدابها من جامعة عين شمس وكتب عنه وعن شعره كثير من الشعراء والباحثين العرب دراسات ومقالات عديدة تميزت كتاباته بالكلاسيكية في بدايتها متجهة نحو الحداثة وحين التقيته في إحدي زيارتي لليمن أخبرني أنه لم يشأ أبدا أن يضع نفسه في قائمة نقاد الأدب وهو يشرح بكل تواضع أنه يقف أمام النصوص الشعرية موقف القارئ المحب متجنبا المفهوم التقليدي للنقد والصورة الشائعة في الأذهان مكتفيا بنقاط تألقه وإبداعه وهو قاريء أتاحت له سنوات الدراسة والتدريس الطويلة أن يقترب من النقد الأدبي وتياراته وتناول في كتبه النقد بالقراءة (صدمة الحجارة قراءة في قصائد الانتفاضة/ قراءات في الأدب والفن/ قراءة في فكر الزيدية والمعتزلة ويصيبه نفور من كلمة نقد التي تجعل الناقد شرطيا بلاغيا أو لغويه همه إحصاء الأخطاء ومنح الألقاب والمراتب الفنية ويعرف نفسه إذا صح أنني شاعر فقد أصبحت كذلك بفضل الحزن الذي رأيته واغتسلت في مياهه الراكدة منذ طفولتي رأيته في عيني أمي وعيون إخوتي ووجوه زملائي في المدرسة والشارع والسجن.. كتبت بعض القصائد الثائرة فهالني وفجعني أن أري الأصدقاء يهربون من حولي حتي أقرب الناس إلي نفسي وجدتهم يشهرون خناجرهم الحادة في وجهي وحاولت أن أهجر الكلام فتقرح جسدي وأكلت ثعابين الصمت لساني وكادت العين أن تكف عن الإبصار فرجعت إلي الكلام إلي الشعر ليس عن الحب أو الثورة ولكن عن الحزن الذي كان ملهمي ومعلمي.. وبعد كل متابعة لي لما يحدث عن أرض اليمن الجريح أجد نفسي حزينة مهمومة وأتساءل عن مدي حزن شاعر اليمن الكبير بمحنة بلاده وعما سيكون عليه إبداعه في الأيام والسنوات المقبلة.