الوسط الغنائي تأثر بشكل كبير من التحولات المهمة التي حدثت بعد 25 يناير ، ويتردد حاليا العديد من علامات الاستفهام حول مستقبل الأغنية. يقول هاني عبدالكريم إن الأحداث الأخيرة ستؤثر عليّ وعلي المنظومة بأكملها وبالذات إنتاج شريط الكاسيت والذي سيدفع شركات الإنتاج إلي التفكير مرارا وتكرارا قبل التعاقد مع مطربين جدد كما أنه سيتم التركيز بدرجة كبيرة علي النجوم السوبر ستار وسوف يتم وضع خطوط حمراء يجب الالتزام بها وعدم تخطيها نهائيا ... كما أن تأليف الأغنية المصرية علي الصعيد الرومانسي ستختلف بدرجة كبيرة لأن المعايير نفسها اختلفت فالكلمات كان بها نوع من الإسفاف والابتذال والذي لجأ إليه بعض المؤلفين لكي يواكبوا الموجة الشبابية السائدة في ذلك الوقت علي الرغم من رفضهم لتلك الفكرة تماما. ويضيف هاني عبد الكريم بأن الأغنية الوطنية ستشهد حالة من الانتعاش في الوسط الغنائي بعد أحداث الثورة والتي كانت مهمشة عنها سابقا وهو ماحدث في الآونة الأخيرة من أغنيات جديدة وطنية لمطربين كحمادة هلال وهشام عباس وإيهاب توفيق وهي أحداث جديدة لم نشهدها من قبل . في الوقت الذي يؤكد فية أمير طعيمة بأنه مستبشر خيرا في الفترة المقبلة من تغير جديد علي الوسط الغنائي في الوقت الذي كان المطربون يزدادون يوما بعد يوم دون أن ندري مصدرهم وبأغنيات غاية في الغرابة والمشكلة بأن الجمهور تدني مستواه بعد هوجة الأغنيات الهابطة وتراجع كثيرون من المطربين العظماء الذين لم يستطيعو ا مجاراة الوسط الفني في الفترة السابقة بل والأدهي من ذلك لجوء بعض السوبر ستار إلي تلك الاغنيات ولكنها لم تلق صدي لدي الجمهور بل وتزايد تراجع أسهم المطربين عن سابقها . ويضيف أمير طعيمة بأن الأغنية الدينية من المؤكد أن تشهد ازدهارا ملحوظا وهو مابدأه المطرب وائل جسار قبل أحداث الثورة بعد أن لاقي ألبومه "في حضرة المحبوب " نجاحا هائلا ... كل ذلك كان من الصعب أن يحدث لولا قيام ثورة25 يناير والطفرة التي انعكست بالإيجاب علي الوسط الغنائي . في الوقت الذي يؤكد فية أحمد عادل بأن الثورة ستؤثر بالتأكيد علي الوسط الغنائي كمنظومة متكاملة ولكنها لن تؤثر بدرجة كبيرة علي الرقابة الفنية لأن الرقابة قبل الثورة كانت غير فعالة تقريبا لأن الرقابة علي الأفلام والمسلسلات تختلف كثيرا في صرامتها عن نظيرتها في الأغنية لأن الأغنية ملتزمة نوعا ما والإسفاف أو الابتذال الذي كان يحدث محكوم نوعا ما ولكن الرقابة علي أغاني الأفلام كانت مشددة كثيرا ... وإن كانت الثورة لن تمنع من انتشار الأغنية الشعبية والتي كانت منتشرة بدرجة كبيرة قبل الثورة وكانت تلقي نجاحا وإقبالا لدي الجمهور ولكنها ستتحدد وتتقيد بدرجة كبيرة وستسمح الأوضاع الجديدة بظهور وجوه جديدة من المواهب الشابة التي تثقل من قيمة الوسط الغنائي وتعيد فن الزمن الجميل من كلمات وألحان مختلفة عن سابقها مما يخلق جوا من الابتكار والإبداع يغير كثيرا من حالة العقم الفكري الذي كان يحدث قبل الثورة ... ويضيف أحمد عادل بأن الثورة أيضا سترفع الحالة المعنوية والفكرية للنجوم السوبر ستار وتخرجهم من حالة الإحباط التي أثرت بشكل كبير علي نشاطهم الغنائي وتراجعهم في الفترة الأخيرة مما يخلق نوعا من التوازن الفني بين الأغنية الرومانسية والأغاني الشعبية ... كما أنه سيتم الاهتمام بالكلمات والتركيز عليها وهو ما كنا نفتقده منذ سنوات عديدة والذي كان الاهتمام فيه بالموسيقي واللحن الغربي علي حساب الكلمة وتراثنا الغنائي.