فتح باب المغارة الموصد عندما ردد علي بابا »العبارة« الأشهر في ألف ليلة وليلة افتح ياسمسم .. دلف إلي قلب المغارة، شهق بفعل وميض الدر والجوهر ياقوت وماس، وسرق علي بابا أموال وكنوز الحرامية فهو أيضا لص، نهب غنائم عصابة اللصوص. أتضرع إلي الله أن يصون لنا المليارات المنهوبة، وأراضي مصر التي سلبت في وضح النهار بفحش لا مثيل له في التاريخ الإنساني.. وأن يتحلي من يردها للشعب بالضمير والشفافية وألا يحاكي علي بابا.. أما الأربعون حرامي بلطجية ألف ليلة فكانوا يتحلون بحمرة الخجل فكانوا يختبئون في الزلع وكانت الجارية مرجانة تقول »يارب سلم هي القدرة بتتكلم« أما لصوص هذا العهد فهم لم يختبئوا بل تباهوا وجاهروا بالسلب والنهب فالعصر بأكمله فاسد يقتات علي الانحراف وهم تجاوزوا ال40 بكثير هم الإفرازات العفنة لنظام الأصنام الجشعة، المسعورة.. أما عن الحرائق التي أضرمت فهي بفعلهم فلم يكن هناك وقت للفئران كما يحدث دائماً لطمس آثار الفساد فكان لابد من حرق المستندات التي تدين الجميع.. هؤلاء من يمثلون حكم (الچيرونطو كراسيا) أي حكم الشيوخ الذين أصيبوا بتصلب الضمير بل مواته وأذكر عبارة نجيب محفوظ: »ألم يبلغ أذني أن الناس تهمس فيما بينها أن الفرعون يأخذ أموال الآلهة وينفقها علي راقصة؟ همس الناس إذا تجمع صار صراخا.. إنه كالشر يندلع لهيبا«.. احذروا علي بابا 2011 وأمثاله وعلي أي حال الأمور بدأت تتجسد بشكل يحض علي القنوط، فاللجنة التي شكلت لتعديل الدستور ذات صبغة دينية وحزبية وهو شيء مرفوض.. فنحن نسعي لدولة مدنية، حرة، تتجلي فيها المواطنة والعدالة الاجتماعية بدون شوائب تدس ومؤامرات تحاك من البداية، أكاد أتنفس رائحة الإسلام السياسي وها هي فضائيات الكراهية وتشويه العقيدة تعود وهاهو الشيخ الشعراوي يستدعي من مرقده وهو من رواد الفتنة الطائفية في مصر، وها هو القرضاوي ومريدوه من يدعون أنهم لا يتلمظون للسلطة فهم يتبعون (الأداچيو، adagio) كما في الطقس الموسيقي أي رويدا رويدا، التمهل فهم لن يلهثوا وراء الثمرة فهي التي سوف تسقط في فوهة أفواههم المتلهفة، لن يقطفوها ولقد بدأت الإرهاصات، والبشائر، وسوف يعلنون بين عشية وضحاها (الناس هي اللي عايزانا) فلقد كان ضمن برنامج الرئيس البائد، المخلوع تغييب الشعب عن طريق العقيدة المغلوطة وسمح لجحافل الدعاة والإعلاميين وميكروفونات التقوي الصوتية والحناجر التي تصرخ بالفضيلة وهم في قلوبهم مرض وأفعالهم تنضح بنشر الكراهية، التحريض والمزايدة فكان أن خلق قاعدة شعبية، مهيأة للتضليل والانصياع وراء من جعلوا من الدين تجارتهم الرابحة، فهم يحبون المال حبا جما وهم لا يختلفون عن رجال الأعمال اللصوص من سرقوا المال والأرض والحلم فهم يسرقون أيضا الدين بمفهومه وجوهره النبيل، المتسامح. ولا أعلم لماذا يداهنونهم الآن في هذا التوقيت الخطير، الفادح وأردد أبيات محمود درويش: »للخوف رائحة القرنفل في الطريق من الربيع إلي الخريف.. ونحن نمشي في هواجسنا عن الغد ربما يصل المسافر كاملا. الأعضاء، لكن الربيع وراءه في كل متر من خطاه وداع شيء ما يلاحقه كرائحة القرنفل غامضا ويخاف ألا يستعيده«.. وأحذر التيار الليبرالي النزيه، الصادق المؤمن بحقوق الإنسان من استيقظ وخرج من الكهف ليشعل ثورة الحرية أتوجه إليهم وليس إلي التيار الليبرالي الملوث، المتحول في السكرات الأخيرة للنظام، هؤلاء من أتقنوا غسيل الذات. إن الثورة درب عسير، وجولات متعددة فأين كانوا عندما منع وائل غنيم من اعتلاء المنصة بفعل مريدي عراب العقيدة، الذي يريد الانقضاض هو وأتباعه من كل فج عميق، أيها المؤمنون بالعقيدة المكللة بالرحمة والتسامح، بالخير والجمال، بالحرية.. أقول ما سطره نزار: »إن من فتح الأبواب يغلقها وإن من أشعل النيران يطفئها« وأقول إن من بدأ الثورة يكملها. أما عن القائمة الشاهقة، المكتظة بالسادة المتحولين من يعانون داء (الميتامورفوز) يحاكون مملكة الحيوانات في كليلة ودمنة وألف ليلة فالفأر يتحول إلي الأسد علي سبيل المثال والعقرب يتحول إلي نملة والمارد إلي سلحفاة فليصمتوا وليسكتوا فلقد مسهم العري والخزي فليصمتوا مثل الراجل اللي وراء عمر سليمان!.. أتوسل إلي الله مرددة تعويذتي اقفل ياسمسم.. فلم تعد مصر هي المخروسة كما أرادوا لها.