فى التمثيلية الإذاعية الرائعة «على بابا» كان كبير العصابة يصرخ «افتح يا سمسم» فتنفتح المغارة ليدخل منها «الأربعين حرامى» محملين بأجولة الذهب والمرجان والياقوت والزمرد.. كان سمسم حماراً مسكيناً يدور فى الساقية يتحرك يميناً فتنفتح، ويساراً فتنغلق بطريقة بدائية.. كانت آنذاك قمة التكنولوجيا ولكنها بمفهوم العصر الحاضر تمثل قمة التخلف، وتكتيك السرقة العبيط، وبسبب ألزهايمر ونسيان سمسم لكلمة السر أصبح غير قادر على اللف والدوران فتمت إحالته على المعاش مبكراً!! بينما استغل أحفاد اللصوص فى العصر الحديث اكتشاف الريموت كنترول فى فتح مغارات البنوك، وإغلاقها بالضغط على الأزرار السرية، فنهبوا المليارات بدلاً من الأجولة المملوءة بالكنوز، التى تعوق هروبهم الآمن، وهم يحملونها فوق أكتافهم للاستقرار فى الخارج!! أما مافيا وديناصورات الأراضى الصحراوية والزراعية وأراضى الضبعة فقد تمكنوا من الدخول على موقع «جوجل» العالمى لتحديد أجود مواقع هذه الأراضى، فمنهم من نجح فى الاستحواذ عليها ومنهم من كان «لابد فى الدرة» ليساعد الأخ «جوجل» على تحديد مقابر الفراعنة واستخراج التماثيل لبيعها فى محال السوبر ماركت داخلياً، وهارودز فى لندن ومتاجر اليوبيم فى روما.. ما أحوجنا اليوم إلى بركات الست مرجانة التى تمكنت بذكائها الفطرى من حبس «الأربعين حرامى» داخل الزلع الفخار.. لكن تلك الأمنية أصبحت بعيدة المنال، لعدم إمكانية استنساخ مرجانة جديدة، وعدم وجود الزلع الكافية لحبس آلاف اللصوص الذين مازالوا يعيثون فى الأرض فساداً.. أو المنتظرين فى طابور الهروب فور سماعهم الصفارة، وهم يتهامسون فيما بينهم البعض: هوّ لسه ما صفّرش؟ لما يصفر إدينى رنة وكلمنى شكراً!! فاروق على متولى- السويس [email protected]