سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمن يقتحم نقابة الصحفيين وينتهك صرح الحرية يحيي قلاش: »فضيحة« وأحمِّل وزير الداخلية المسئولية
ياسر رزق: »الرئاسة« غير راضية.. وأطالب بإقالة عبدالغفار
عبَّر الوسط الصحفي عن استيائه وغضبه الشديد جراء اقتحام قوات الأمن الأحد الماضي، مبني نقابة الصحفيين في وسط القاهرة، في سابقة تاريخية لم تشهدها النقابة العريقة - التي تمثل صرحاً للحرية، فيما وصف صحفيون الواقعة بأنها "فضيحة"، وأن مؤسسة الرئاسة لم تكن علي علم بها. كانت قوات من الشرطة قدَّر نقيب الصحفيين يحيي قلاش عددهم بنحو 30 إلي 50 رجلاً اقتحمت النقابة، وألقت القبض علي الزميلين عمرو بدر رئيس تحرير "بوابة يناير"، ومحمود السقا، المحرر (تحت التمرين) في نفس البوابة، أثناء اعتصامهما داخل النقابة، واقتادتهما إلي جهة غير معلومة حتي مثول المجلة للطبع. وفي أول رد فعل له، وصف يحيي قلاش، نقيب الصحفيين، اقتحام قوات الأمن، مقر نقابة الصحفيين، بأنه "فضيحة"، وأكد في تصريحات ل"آخرساعة" أن هذا الاقتحام تم دون اتباع الإجراءات القانونية، ولم يتم إخطار النقابة من قبل النيابة أو الداخلية. وأضاف أن الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا حضرا إلي النقابة يوم السبت 30 أبريل الماضي قبل الواقعة ب 24 ساعة - وطلبا من النقابة التدخل، وبالفعل قمت بإجراء عدد من الاتصالات مع الأمن الوطني وجهات أخري، كما اتصلت بسامح عاشور نقيب المحامين وعدد من النقباء للتنسيق فيما بيننا بعد أن علمنا أن هناك عدداً من أعضاء النقابات المهنية صدرت بشأنهم أوامر ضبط وإحضار، وكنا في طريقنا لحل المشكلة التي كانت ستبدأ بتسليم هؤلاء الأعضاء لأنفسهم، لكن كانت المفاجأة بما حدث مساء الأحد الماضي، فنُسفت كل الجهود المبذولة لحل الأزمة، وأكد نقيب الصحفيين أن المسئول الأول عن هذا الاقتحام هو وزير الداخلية، وقال: "أحمِّله المسئولية كاملة"، موضحاً أن هناك من يتعمد إرباك المشهد الداخلي وإحداث أزمة، رغم أن مصر محاطة بتحديات كثيرة من الخارج. وأكد أن المجموعة التي اقتحمت النقابة قامت بترويع أمن النقابة وأعضاء النقابة الذين كانوا موجودين في المبني واقتادوا الزميلين خارج المبني ومنعوهما من أخذ أي متعلقات معهما، وهددوا كل الصحفيين الذين حاولوا منعهم من القبض علي الزميلين. في السياق ذاته، قال الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، إنه اتصل بمسئولين في الرئاسة، وعلم أن المؤسسة، لم تكن تعلم باقتحام نقابة الصحفين وغير راضية عنه. وأضاف رزق خلال تصريحات إعلامية، أن اقتحام نقابة الصحفيين إجراء معادٍ لثورة 30 يونيو، مشيراً إلي أن الداخلية تسيء لعلاقة الصحفيين مع الرئيس السيسي، واتهم وزارة الداخلية بالإساءة لشهدائها، ونظام الرئيس السيسي، مؤكداً أن الإجراء يستهدف الرئيس شخصياً، ويحمل شبهة تعمد الإساة له، ولذلك يجب التصدي لذلك بكل قوة، مطالباً بإقالة وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار من منصبه. في حين، نددت حنان فكري، عضو مجلس نقابة الصحفيين باقتحام قوات الأمن مقر النقابة، وإلقائها القبض علي الزميلين المعتصمين داخل النقابة علي خلفية التنديد بالمداهمات التي شنتها وزارة الداخلية قبل انطلاق فعاليات "25 أبريل". فيما قال خالد ميري عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن مجلس النقابة سيصدر بياناً عاجلا يندد فيه باقتحام النقابة وإلقاء القبض علي صحفيين معتصمين بداخلها. في المقابل، حاولت وزارة الداخلية التنصل من الواقعة، حيث قال اللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد وزير الداخلية لشئون الإعلام والعلاقات العامة، إن قوات الأمن لم تقتحم نقابة الصحفيين، مؤكداً أن الوزارة لديها أمر ضبط وإحضار للصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا.. وتابع عبدالكريم، في تصريحات له: "الوزارة كانت لديها معلومات حول اختباء الصحفيين داخل النقابة"، مضيفاً أن "عدداً محدوداً من الضباط لا يتجاوز 4 أو 5 طلبوا ضبطهما من داخل النقابة"، ولفت مساعد وزير الداخلية، إلي أن عمرو بدر ومحمود السقا، ليسا عضوين في نقابة الصحفيين، حسب قوله. وأكدت مصادر أمنية بمديرية أمن القاهرة طلبت عدم ذكر اسمها أن الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا صادر بشأنهما قرار ضبط وإحضار وإذن من النيابة العامة بالقبض عليهما، وكشفت المصادر ل"آخرساعة" أن الصحفيين الاثنين متهمان في القضية رقم 4016 لسنة 2016 بقسم ثان شبرا الخيمة بمديرية أمن القليوبية، وموجهة إليهما تهم نشر أخبار كاذبة والتحريض علي التظاهر. وحتي مثول المجلة للطبع مساء الأحد الماضي، كان مساعد وزير الداخلية مدير أمن القليوبية اللواء سعيد شلبي، قد أكد في تصريحات ل"آخرساعه" أنه لم يخطر بأي معلومات بشأن هذا الأمر، ولم يتم ترحيل المتهمين إلي دائرة القسم الذي تقع فيه القضية كما يتبع، مشيراً إلي أنه ليس هناك أي تأخير في ترحيل المتهمين، ولكن هناك إجراءات قانونية تتبع في مثل هذه الأمور هي التي تستغرق وقتاً.