الزواج من أجنبيات حلم يداعب الشباب المصري ليس فقط للبحث عن الحسناء ذات القوام الممشوق والعيون الملونة، لكن تلبية لرغبته أيضاً في السفر إلي الخارج والحصول علي الجنسية، إلا أن صائدي الأحلام يتتبعون تطلعات الشباب المصري للبحث عن الوسيلة المناسبة التي تزجُّ به في فخ النصب والعبث بأحلامه وطموحاته بهدف تحقيق مكاسب هائلة من ورائه. انتشرت مؤخراً علي إحدي صفحات التواصل الاجتماعي إعلانات تروِّج لأول شركة مرخصة في مصر تقدم خدمات الزواج من أوكرانياوروسيا ودول شرق أوروبا للمواطنين المصريين, وفقا لشروط محددة. وحاولت الشركة أن تستخدم فن الإقناع بكل طريقة ممكنة من أجل مداعبة أحلام الشباب المصري، حيث وضعت الشركة شروطاً محددة لتثبت مدي جديتها في اختيار الأجنبية التي تتناسب مع الشباب المصري. ووفقا لما ذكره مؤسس الصفحة فإن الشروط تتمثل في أن يعمل الشاب عملا جادا وأن تكون لديه مهنة مثبتة، ويجتاز المقابلة الشخصية، وأن يكون جادا في الزواج، أعزب أو مطلق أو أرمل، ويستطيع إعاشة الزوجة في مصر أو أي دولة أو حتي في بلدها. كذلك أن يكون خاليا من الأمراض وذلك باجتياز كشف طبي محدد عن طريق السفارة، ويشير الإعلان إلي أن جميع العقود سيتم توثيقها في حالة الزواج من أوكرانية، في السفارة المصرية بكييف والسفارة الأوكرانية بالقاهرة. ولإثبات الجدية بشكل أكبر لخّصت متطلبات الزوجة في الجدية الشديدة في زواج مستقر ودائم، والتفاهم الشخصي، وقدرة مادية مقبولة تكفي الطعام والملبس وضروريات الحياة فقط، ولا يشترط سكناً معيناً أو مستقلاً، ولا يشترط دفع مهر، ولا تقديم شبكة، ولا إقامة حفل زواج، كما لا يشترط وظيفة معينة للزوج. ولجذب مزيد من الشباب أكدت الشركة أنها لا تتلقي عمولات ولا أتعاباً نهائيا من الطرفين. لم تكن هذه الشركة الوحيدة التي تعبث بأحلام الشباب، بل إن هناك عددا كبيرا من مكاتب الزواج من غير المصريات، التي تستخدم وسائل جذب كثيرة وفنون الإقناع لمحاولة صيد أكبر عدد من الشباب لإيقاعهم فريسة النصب، مستخدمين في ذلك الكثير من وسائل الجذب مثل عدم الحصول علي مقابل، وفي نهاية الأمر يقع الشاب تحت طائلة النصب، كذلك الإعلان عن بعض الإعلانات المضلِّلة للإيقاع بالشباب مثل إعلان روسيا عن منح مادية لكل من يتزوج من، وغيرها من وسائل الإقناع والجذب. «آخر ساعة» عاشت التجربة، حيث أرسلنا الطلب علي صفحة الشركة وفقا لما أعلنته، وفور إرسال الرسالة رد مؤسس الصفحة قائلا «إن الطلب سينُظر فيه، لكن الشركة تنتظر رد وزارة التضامن للحصول علي رخصة للعمل»، وأشار إلي أن الطلب سيأخذ دوره لحين الرد عليه، بعد حصول الشركة علي الموافقات الحكومية. الخبيرة النفسية إلهام سعادة، قالت إن الكثير من الشباب يرغب في الزواج من فتيات جميلات لهن مواصفات خاصة، ويحلمون دائما بذوات العيون الملونة والقوام الممشوق، فضلا عن حلم البحث عن الهجرة للخارج، لكن هناك الكثير من الشركات التي تحاول الزج بهم في مخاطر النصب للحصول منهم علي مبالغ طائلة، حتي لو كانت تدعي في إعلاناتها عكس ذلك، ولكن كلها محاولات رخيصة تهدف إلي جذب أكبر شريحة من الشباب للإيقاع بهم في فخ النصب. تتابع: سعي الشباب وراء هذه الأوهام يجعلهم فريسة سهلة للوقوع في فخ النصب، لافتة إلي أن مغالاة الأسر المصرية في المهور ووضع شروط صعبة للزواج جعل الشباب يبحث عن حلول أخري للزواج من غير المصريات. وتنصح الشباب بعدم الانسياق وراء مثل هذه الأحلام التي تؤدي بهم إلي المجهول، وتجعلهم فريسة سهلة للنصب والعبث بأحلامهم وطموحاتهم. وتوضح أن أغلب هؤلاء الفتيات لا تتناسب عاداتهن وتفكيرهن مع مجتمعنا المصري الذي يكون له عاداته وقيمه ومبادئه، وبالتالي أغلب هذه الزيجات يكون مصيرها الفشل. وأشارت إلي أن رغبة الشباب المصري في الحصول السريع علي الجنسية والزواج من الجميلات جعلهم يقعون في فخ هذه الشركات التي تبيع الوهم لهم. وأضافت: مثل هذه الشركات تستخدم وسائل جذب كثيرة منها الإعلان عن موافقة السلطات الروسية علي إصدار قانون يمنح للأجنبي الذي سيتزوج من روسية مبلغًا ماليًا قدره 5000 دولار إضافة إلي منحه الجنسية الروسية، وكلها وسائل تهدف إلي جذب أكبر عدد ممكن من الشباب للإيقاع بهم في فخ النصب والاحتيال عليهم، وتحصيل مبالغ كبيرة منهم، موضحة أن مثل هذه الشركات ساهمت في ارتفاع معدلات العنوسة في مصر، نتيجة أنها جعلت الشباب يقبلون علي الزواج من غير مصريات، وعلي الآباء والأمهات أن يشاركوا في مواجهة هذه الظاهرة من خلال التبسيط علي الشباب، حتي لا يتركوهم فريسة لمثل هذا العبث. علي صعيد آخر، قال العقيد محمد رفاعي، مسئول بوزارة الداخلية، إن مثل هذه الصفحات يجب عدم تتبعها لأنها تبيع الوهم للشباب، مشيرا إلي أن الوزارة تبذل جهودها من خلال قطاع الإنترنت بهدف التصدي لمثل هذه الصفحات، والعمل علي غلقها، حتي لا تكون وسيلة للنصب علي الشباب والعبث بأحلامه وطموحاته. مضيفاً: يجب علي الشباب التروي وعدم الانسياق وراء هذه الصفحات التي تبيع الوهم لهم. استطلعنا آراء الشباب حول حلم الزواج من أجنبيات ومدي الإقبال عليه، حيث يقول محمد كمال (24 عاما) إنه يحلم بالزواج من أجنبية، وتقدم بالفعل للعديد من مكاتب الزواج بحثا عن السفر للخارج، بعيدا عن ارتفاع المهور في مصر، موضحا أنه تعرّض للنصب من إحدي الشركات التي تحصل علي مقابل مادي كبير ولا تُتم الاتفاق. ويتفق معه في الرأي أحمد سعيد (25عاما) قائلاً: «كثير من الشباب المصري يرغب في الزواج من غير المصريات بحثا عن الراحة وعدم المغالاة في تكاليف الزواج، التي تفوق قدرة أي شاب في الوقت الحالي». وأضاف سعيد أن الزواج من غير المصريات يحقق للشاب فوائد متعددة ولا يحقق له أعباء مادية كبيرة، مشيرا إلي أن أغلب مكاتب الزواج من أجنبيات تعلن أنها لا تحصل علي مقابل، لكن في حقيقة الأمر يكون هناك مقابل مادي. فيما تقول نهي محمد (25 عاما) إن الشباب المصري يفضل الزواج من غير المصريات بحثا عن المتعة وتحقيق حلم السفر، وهربا من الالتزامات تجاه الأسرة، ومثل هذه المكاتب ساهمت في ارتفاع معدلات العنوسة نظرا للإغراءات الكثيرة التي تقدمها للشاب. بينما يري إبراهيم سعد (23عاما) أن الفتاة المصرية صبورة ومكافحة وتتحمل العيش مع زوجها في أضيق الظروف، وهذه الصفات لا تتوافر في غير المصريات، لافتاً إلي أنه غالبا ما تكون الزوجة الأجنبية غير متوافقة مع عادات وتقاليد المجتمع المصري مما يؤدي إلي فشل هذه الزيجات التي تقوم علي الرغبة والمتعة في المقام الأول، لا علي الاستقرار والحب والتفاهم. وأوضح أن إعلانات الزواج من أجنبيات تحتل جانبا كبيرا من الصفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبيتها تحتوي علي الكثير من وسائل الجذب والإعلانات المضلِّلة، التي تهدف في نهاية الأمر إلي استنزاف الشباب ماديا، وإقناعهم بأشياء غير جادة، وللأسف يقبل عليها عدد كبير من القرّاء ورواد «الفيسبوك». كما يقول محسن محمود (33 عاما) إن شركات النصب علي الفيسبوك هدفها في المقام الأول تحقيق الربح المادي فقط، حتي وإن أطاحت بأحلام الشباب، ويضيف: الزوجة المصرية لها مواصفات مختلفة عن أي زوجة في العالم، فهي تتحمل الكثير وتعيش تحت أي ظرف مهما كانت الظروف قاسية وصعبة، وتصون البيت في غياب الرجل وكلها عادات لا تعرفها سوي المرأة المصرية فقط.