طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة، بوضع خطة للتنمية علي أرض مصر من خلال وضع تصور كامل لأعمال التنمية الشاملة لخدمة المناطق النائية والحدودية، وربطها ببعضها، وأكد الرئيس أن لا تنمية حقيقية دون وجود شبكة قومية من الطرق تخدم المستثمرين. كل المشروعات التي تتم في ربوع مصر تأتي في إطار الخطة الشاملة للدولة لتنمية محور قناة السويس، والأنفاق التي تنفذها الهيئة الهندسية بمعاونة بعض الشركات المصرية، ستربط الضفة الغربية من قناة السويس بالضفة الشرقية في سيناء، وستساهم في عمليات نقل الركاب والبضائع، ومشروعات الأنفاق التي تتم في محافظات القناة الثلاث سيتم ربطها بالشبكة القومية للطرق، والشبكة القومية للسكك الحديدية، وتم بناؤها وفق دراسات استراتيجية. اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية، أكد خلال زيارته إلي مشروع أنفاق قناة السويس الأخيرة، أن أنفاق الإسماعيلية الثلاثة تضم نفقين للسيارات ونفق سكة حديد تمر أسفل قناة السويس شمال مدينة الإسماعيلية للربط بين الطريق الدائري بالإسماعيلية، وطريق الإسماعيلية بورسعيد في الغرب، وطريق رأس سدر والقنطرة بالشرق، من خلال الطرق السطحية والتقاطعات الحرة عن طريق كبارٍي علوية. وأشار الوزير، إلي أن المسافة الفاصلة بين النفقين قرابة 13 مترا ويتم الربط بينهما بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة وذلك كل 500 متر بطول النفق والتي تستخدم في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ كما يخدم كل نفق اتجاها مروريا واحدا ويحتوي علي حارتين مروريتين كل حارة بعرض 3 أمتار وارتفاع 5.50 متر بانحدار 3.3% وقد صمم نفق السكة الحديد لخدمة الاتجاهين المرورين بسعة كافية لقطارات الركاب وقطارات الشحن تصل أعمال الحفر في النفق إلي إجمالي 8300 متر «حفر مكشوف 500متر ستائر حائطية 1300 متر، وبانحدار 2 % وقد روعي في تصميم الأنفاق أن تكون علي شكل دائري و بقطر داخلي يصل إلي 11.4 متر وخارجي 12.8 متر، ومجموعة من البيارات التي تستخدم في تهوية النفق وأيضاً لإخلاء الأفراد في حالات الطوارئ حيث تتولي مسئولية التنفيذ شركتا بتروجيت وكنكور. وخلال جولته الأخيرة في مدينة بورسعيد، تحدث الوزير عن أنفاق بورسعيد، مؤكداً أنه تم الإعداد لنزول ماكينة الحفر العملاقة «تحيا مصر2» إلي البيارات المخصصة وسوف تصل الماكينة الأخري خلال الشهر المقبل والبيارات الخاصة بالأنفاق تتكون من 5 حلقات، موضحاً أن عمليات الحفر في المرحلة الأولي في العمق للحفر يبلغ 10 أمتار، والمرحلة الثانية من 12 إلي 15 مترا والآن يتم تنفيذ أعمال الحوائط اللوحية في الشمال وبعدها بالجنوب، الأنفاق ستكون بجنوب بورسعيد وتتكون من نفقين للسيارات ونفق للسكة الحديد.. وأكد الوزير، أن مشروعات الأنفاق تنفذ بواسطة شركات مصرية وطنية، بالتعاون مع استشاريين عالميين من ألمانيا، وسويسرا، وأسبانيا، وغيرها من الدول المتقدمة في مجال حفر الأنفاق، مؤكداً أن المشروعات القومية العملاقة التي تجري حالياً توفر الآلاف من فرص العمل لأبناء الوطن من مهندسين وفنيين وعمال التشغيل والصيانة في كافة أنشطة التشييد والبناء. الإسماعيلية الجديدة الوزير تحدث أيضاً عن مدينة الإسماعيلية الجديدة، وأشار إلي أنها تقع شرق قناة السويس الجديدة بسيناء بمواجهة 11 كم وعمق 11 كم علي مساحة 2828 فدانا والتي تستوعب 57 ألف وحدة سكنية مصممة بالكامل لتكون مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتتكون المدينة من مجمع سكني متكامل علي مساحة 400 فدان بإجمالي 11152 وحدة سكنية بمساحات مختلفة وكذلك منطقه إسكان متميز « فيلات» لتوفير كافة الأنشطة الاجتماعية والرياضية والترفيهية لقاطني المدينة الجديدة تم إنشاء النادي الرئيسي بمدينة الإسماعيلية الجديدة علي مساحة 60 فدانا حيث يتكون من عدد من المنشآت الخدمية «قاعة الاحتفالات، المطعم الرئيسي، المسجد، المبني الاجتماعي، مبني الاستقبال، شاليهات «، وإنشاء عدد من النوادي الفرعية علي مساحة 10 أفدنة، بالإضافة إلي أنه روعي تنفيذ كافة أعمال التنسيق الحضاري والمساحات الخضراء والمناطق المكشوفة فضلا عن عدد من المنشآت الخدمية من «محلات تجارية، وحدة صحية، مستشفي، حضانة، مسجد، عدد من المدارس» وذلك لتوفير كافة مقومات الحياة الكريمة لقاطني المدينة الجديدة التي تمثل نواة لخلق مجتمع عمراني متكامل لخدمة مقومات التنمية الصناعية والزراعية واللوجيستية علي أرض سيناء. شبكة الطرق أما عن شبكة الطرق الجديدة فأوضح أنه سيتم تنفيذ 30 ألف كيلو متر للطرق سنويا، وكشف عن أن الرئيس السيسي طالب بزيادتها فتم استيراد معدات وتأهيل الشركات لتنفيذ المخطط الذي وضع لإنشاء الشبكة القومية من الطرق الجديدة، موضحاً أن المستهدف من الشبكة القومية للطرق هو 30 ألف كيلو وذلك عقب الانتهاء من 7236 كيلو، وتكلفة كم تبلغ 15 مليون جنيه، وتكلفة 7263 كم تبلغ 105 مليارات جنيه، ويوجد تعاون بين الوزارات المعنية والمحافظات في عملية إنشاء الطرق ونزع الملكية ودفع التعويضات، مؤكدا أنه تم تطوير طريق «القاهرة - العين السخنة» الآن ب6 حارات في كل اتجاه، وتم إنشاء 510 كم طرق بين بورسعيد وشرم الشيخ، كما تم الانتهاء من 52 كم بمعدل اتجاهين بكل اتجاه 3 حارات. العاصمة الإدارية وأوضح الوزير، أنه بناء علي تكليف من الرئيس السيسي قام بزيارة الصين وكازاخستان يرافقه وزير الإسكان بهدف معرفة كيفية الاستفادة من هذه الدول في بناء العاصمة الإدارية الجديدة بها وبالفعل تم إدخال كل التعديلات علي التصميمات الهندسية علي العاصمة الإدارية التي سوف تنشأ في مصر، وجار الآن تنفيذ أعمال طرق تبلغ 210 كم منها محوران الواحد منهما يضم 9 حارات في كل اتجاه. الميناء البحري وعن التوسعات التي تتم حاليا بالميناء البحري والأرصفة ببورسعيد قال الوزير: سوف يكون ميناء بحريا عالميا يضم 2.4 كم أرصفة موجودة بالفعل تديرها شركة عالمية بالإضافة إلي إنشاء 10كم أرصفة تنشأ حاليا، وسوف يتم الانتهاء من 5 كم في نهاية نوفمبر المقبل، وتوجد 10 شركات وطنية خالصة تقوم بتنفيذ الأرصفة بمعاونة الهيئة الهندسية، حيث تقع مسئولية الهيئة علي التصميم والإشراف ومتابعة التنفيذ فضلا عن توفير المعدات والخامات والأدوات غير المتوافرة للشركات المعاونة ومنها المعدات النادرة ماكينات التنفيذ الأساسية العميقة وتم توفير 26 ماكينة للعمل في هذا المشروع القومي، وأكد أن الخامات المستخدمة من الحديد والأسمنت لتنفيذ الأرصفة يتم توفيرها مرة واحدة بسعر الجملة بحيث لا يتوفق تدبيرها علي شركة بعينها ويتم مع كل الشركات المصرية بالأسواق ويتم التفاوض للوصول لأفضل الأسعار. معايير السلامة وحول معايير الأمان والسلامة المتبعة في حفر الأنفاق أكد اللواء أحمد فودة مدير مشروعات الأنفاق بقناة السويس، أن العمل في حفر الأنفاق يتم وفقا للمعايير القياسية العالمية المتبعة، وشدد علي أنه تم دراسة كل الأمور الصغيرة قبل الكبيرة لمعالجة أي سلبيات تحدث مستقبلا وتم تلافي كل المشكلات التي ظهرت في نفق الشهيد أحمد حمدي عند إنشائه بعد حرب أكتوبر، وأكد فوده أن هناك مليون خط أحمر تحت معايير السلامة والأمان المتبعة مع ديمومة الاستمرار للأنفاق وهي آمنة تماما وتخضع لإشراف علي أعلي مستوي من قبل المتخصصين لمراعاة أجود المواصفات والمعايير العالمية المتبعة بل وأكثر لأن عمر هذه الأنفاق يتعدي 150 عاما. من جانبه، قال اللواء مختار قنديل الخبير العسكري، إن المشروعات التي تقيمها القوات المسلحة من خلال أنفاق الإسماعيليةوبور سعيد كلها تصب في مصلحة المواطن ولتنمية سيناء وزرعها بالبشر حفاظا علي الأمن القومي للبلاد، وتعتبر كلها نقلة حقيقية في مسيرة التنمية، مشيراً إلي أنه خلال عامين ستدخل هذه المشروعات القومية الخدمة ويشعر المواطنون بثمار نجاحها من خلال مسيرة التنمية التي تقودها القوات المسلحة لربط مختلف مناطق الجمهورية بشبكة قومية من الأنفاق والطرق من أجل تهيئة البيئة المناسبة للاستثمارات المستقبلية لخلق بنية تحتية لتلبية احتياجات المواطنين والتخفيف عن كاهل أبناء سيناء. ويتفق معه في الرأي، اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، مشدداً علي أن هذه المشروعات القومية العملاقة كانت مصر تحتاج إليها منذ سنوات لربط محافظات الجمهورية بسيناء من خلال شبكة قومية من الطرق والأنفاق لجذب الاستثمارات حتي يشعر أبناء سيناء الذين تم تهميشهم العصور الماضية، وأشار الغباري إلي أن أصعب مكان في الأنفاق الجديدة التي تقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمشاركة بعض الشركات الوطنية هي المنطقة التي تمر بها الأنفاق في قناة السويس سواء القديمة أو الجديدة التي يصل طولها إلي 25 مترا، موضحا أن المسافة بين النفق وبين قاع قناة السويس يصل إلي 17 مترا وتم حساب هذه السمك وفقا لمعايير هندسية دقيقة ولكن نجد هذا العمق يختلف في أنفاق بورسعيد التي تصل إلي 20 مترا وأكثر نظرا لطبيعة التربة الطينية. وكشف الغباري عن أن كل التجارب العالمية في الدول المتقدمة أكدت أنه لم يتم إنشاء أنفاق بهذه الأحجام إلا في 5 سنوات علي الأقل ولكن الهندسية بفضل الله سوف تنتهي من مجموعة الأنفاق الأولي في التوقيتات المحددة التي تم الاتفاق عليها مع الرئيس السيسي خلال عامين.