أحد العروض المسرحية المشاركة إبداعات شبابية، شهدتها أيام وليالي مواسم نجوم المسرحي الجامعي الثاني الذي أقيم في مركز الإبداع، الطلاب والطالبات قدموا سيمفونيات عزفوها بحركاتهم وذكائهم الجسدي الذي صور لنا أساطير من المسرح العالمي سردوها بطريقتهم وفكرهم الخاص. إبداعات مستمرة حرص فيها المخرج خالد جلال علي احتواء هذه الكوكبة المتميزة التي تسعي جاهدة بأن تقدم كل ما لديها من طاقات لتقول للمجتمع إننا موهوبون متمكنون .. لكن ماذا بعد مواسم نجوم المسرح الجامعي، هنا تقف العقول حائرة أمام الكم الجميل من الإبداع الذي قدموه، ألا يستحق هؤلاء المبدعون أن تستغل مواهبهم في عمل نص مسرحي مصري بدلا من النصوص العالمية ولماذا فرض علي الشباب تقديم نص عالمي أو عربي رغم أن عنوان مواسم نجوم المسرح الجامعي الثاني هو «عودة الروح». بعد مشاهدة 36 عرضا مسرحيا تم صعود 10 فرق مسرحية للمشاركة في الموسم الثاني لمسابقة نجوم المسرح الجامعي، وهذه الفرق هي «نهاية اللعبة» جامعة عين شمس، «منحني خطر» جامعة القاهرة، «بجماليون» لتوفيق الحكيم جامعة حلوان، «أورفيوس» عين شمس، «نزهة في أرض المعركة» جامعة المستقبل، «فضيلة علي طريق الموت» عين شمس، «العهد المفقود»،» راشمون»، بالإضافة إلي عرضين مشتركين بين جامعتي القاهرة وحلوان وهما «العبدة» للمؤلف ياسر بدوي «وهم هاملت» كل العروض عالمية وعربية ونصان فقط مؤلفات مصرية. لجنة المشاهدة لم تحتوِ إلا علي أكاديمي واحد وهو الناقد باسم صدق وكان ينقصها بيت الخبرة المسرحي من مخرج أو ممثل مسرحي أو مؤلف وهو الخطأ الذي وقع فيه خالد جلال رئيس المهرجان فبعد مشاهدة 45 عرضا مشاركا من مختلف الجامعات، تم اختيار 10 عروض ليفوز فريق واحد يعلن عنه في بعد انتهاء المهرجان. والسؤال: من هم لجنة المشاهدة التي قيَّمت الأعمال المقدمة وما هو تاريخهم المسرحي رغم أن هناك لجنة تحكيم من فنانين ومخرجين ونقاد تشاهد الأعمال العشرة التي تم اختيارها عبر لجنة المشاهدة؟ فهل لجنة المشاهدة علي علم بنوع النص المسرحي المقدم في دراما المسرح الجامعي وشكل النص وبنيته كما تعكسه دراما المسرح الجامعي؟ وما أهم القضايا الاجتماعية المقدمة؟ وكيف تم المعالجة الفنية للقضايا الاجتماعية التي قدمها الشباب وما طريقة عرض هذه القضايا؟ وما آراء فرق التمثيل والقائمين علي النشاط في أهم الاعتبارات التي يمكن أن تكون سببًا لرفض النص المسرحي؟ أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة؛ لذلك كان لابد من رأي شباب الجامعات وبعض الفنانين؟ المخرج خالد جلال رئيس الإدارة المركزية لمراكز الإبداع أكد أن هناك لجنة تحكيم كبيرة تحتوي علي فنانين ومخرجين كبار أما لجنة المشاهدة فيكفي فقط النقاد المسرحيون لأنهم علي دراية كبيرة بكل عناصر العمل المسرحي من إخراج وتمثيل وديكور. سألته: أين إبداعات شباب الجامعة المسرحي خصوصا أن كل العروض المعروضة في الموسم الجامعي الثاني عالمية وعربية؟، فأكد أن لائحة المهرجان تنص علي أن العروض التي يتم اختيارها عروض عالمية وعربية. وأضاف أن إعادة تجربة الموسم الثاني للمسرح الجامعي لحرص الطلاب علي المشاركة والتفاعل وخصوصا انضمام طلاب من الكليات العملية لأول مرة في خوض التجربة، أن الهدف من إطلاق الموسم الثاني لنجوم المسرح الجامعي هو توصيل رسالة للأجيال وحثهم علي المشاركة في الأنشطة والفعاليات المختلفة علي المسرح الجامعي، لافتا إلي أن التجربة الجديدة التي خاضها طلاب جامعتي القاهرة وحلوان بعمل فرق مسرحية مشتركة تكاد تكون تجربة جيدة ومميزة. تقول الفنانة سميرة عبدالعزيز: أنا بنت المسرح وفكرة مهرجان المسرح الجامعي فكرة ومبادرة متميزة من المخرج خالد جلال فكل المشتركين فيه ذوو هواية حقيقية وحب حقيقي للفن دون الغرض المالي وسوف يكونون فناني المستقبل، مضيفة أنه كان لابد أن يكون في لجنة المشاهدة مخرج متميز وفنان كبير وذلك لدقة الاختيار. ويقول أحمد يحيي من جامعة القاهرة - وقد استبعدت لجنة المشاهدة عرضه وكان بعنوان «هي وعشاقها» ل»فريدرد دونج مات»- إن سبب رفض العرض هو ميوله السياسية، وأنه لو كان هناك لجنة مشاهدة غير الذين تم اختيارهم كان من الممكن اختيار العرض . ويقول عمرو أبوبكر، شاب جامعي، ولم يشترك في هذا الموسم الجامعي: إن النص العالمي به مساحة إخراج كبيرة ونحن كشباب نناقش قضايانا ونستخدم شكل الشخصيات في الواقع من خلال النص العالمي ونعمل عليه إسقاطات لذلك نكره النص المباشر. أحد الطلاب المشاركين بعروضهم في موسم نجوم المسرح الجامعي، قال اعتمد الشباب المخرجين بنسبة 94.7% علي النصوص المؤلفة لكتاب محترفين وقد يرجع ذلك إلي خوف فرق التمثيل من المشاركة في المهرجان بنص من تأليف كاتب هاوٍ قد يكون بناؤه الدرامي ضعيفًا، فيؤثر علي مستوي العرض، رغم تشجيع لجان التحكيم فرق التمثيل بالمشاركة بنصوص من تأليف كتاب هواة من الطلاب. العروض المسرحية تساهم في عودة وإثراء الحركة الفنية وتسليط الضوء علي الموهوبين هذا ماقالتة الدكتورة نيفين الكيلاني رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية مؤكدة أن الصندوق يساهم في عودة الروح إلي المسرح الجامعي لإنتاج مواهب الطلاب وإبراز مهاراتهم، لافتة إلي أن بعض الفنانين المشهورين في الوسط الفني بدأت حياتهم الفنية من خلال مسرح الجامعة كالراحل فؤاد المهندس وخالد صالح. حلمي النمنم وزير الثقافة أكد أن مشاركة أربع جامعات مصرية في بدايات المهرجان، متمنياً مشاركة أوسع لباقي الجامعات الحكومية والخاصة بالدورات المقبلة . وأضاف : كون المسرح المعني الحقيقي للحرية، التي تبلورت معانيها بعد ثورتين، مما يجعله فضاءً مهماً في مجال الحريات. أما الفنان يحيي الفخراني فقال يوم تكريمه في الافتتاح: أثناء دراستي بالجامعة كنت أحسد أكاديميي معهد الفنون المسرحيه لأني كنت أري أنها طريق المهنة. وأكد أنه طوال سنوات دراسته بكلية الطب كان مستمتعاً بوجوده بفريق الكلية وفريق معهد الفنون المسرحية وأنه لم يتأخر عن موعد البروفات خمس دقائق وأن أهم امتحان بكلية الطب تأخر عنه خمس دقائق وأشار إلي أنه قبل بداية موهبته كان يأتي من ميت غمر إلي القاهرة لشراء سلسلة المسرح العالمي، وأكد أن من يدخل فرق المسرح الجامعي يكون مدفوعاً بحبه للفن وموهبته وأن أمتع شيء يجنيه الفنان من الفن هو المتعة فقط.