تجاوزات الشرطة فردية ويجب عدم تعميمها تهدد التجاوزات الفردية لبعض الشرطيين ضد المواطنين إنجازات وزارة الداخلية وجهودها في مجال مكافحة الإرهاب والأعمال الإجرامية، حيث يستغل تنظيم الإخوان هذه الوقائع ويضخمها في محاولة للوقيعة بين الشرطة والشعب، وخلق حالة احتقان ضد الداخلية خصوصا مع اقتراب الذكري الخامسة لثورة 25 يناير 2011 بهدف إشاعة الفوضي وضرب استقرار البلاد. قيادات وخبراء أمنيون يجيبون علي عدة تساؤلات أبرزها كيفية التعامل مع المتجاوزين والمناهج التي يدرسها طلبة كلية الشرطة في سياق التحقيق التالي. هاجم بعض الحقوقيين والسياسيين وزارة الداخلية بعد تكرار عمليات التجاوز ضد بعض المواطنين ، حيث قال عضو الجمعية الوطنية للتغيير أحمد دراج إن عقيدة وزارة الداخلية وسياستها لم تتغير بعد ثورة يناير 2011 مشيراً في تصريحات إعلامية إلي أن المشكلة في أفراد الشرطة موجودة منذ البداية في التعليم والأفكار التي تلقن للضباط علي مدار سنوات الدراسة ، كما طالب المتحدث الرسمي باسم تحالف التيار الديمقراطي خالد داوود بمحاسبة وزير الداخلية علي تجاوزات أفراد الوزارة واصفاً ما حدث من وقائع بالظاهرة المتصاعدة من الإساءة للمواطنين. رغم أن هذه التجاوزات فردية وقليلة إلا أنها مرفوضة ويتم محاسبة مرتكبيها هذا ما أكده رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي خلال كلمته في أكاديمية الشرطة وانتقد عملية تعميم أخطاء فردية علي جهاز بأكمله ، موجهاً الشكر لرجال الشرطة لدورهم في تأمين البلاد وجهودهم في تأمين الانتخابات البرلمانية بمرحلتيها . وأكد مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات اللواء أبوبكر عبدالكريم ل"آخرساعة" أن استراتيجية العمل بالوزارة تعلي من قيمة حقوق الإنسان واحترام آدميته وكرامته، وما حدث من أعمال فردية منسوبة لأعضاء الشرطة سواء كانت في محافظاتالإسماعيلية أو الأقصر لا تعبر عن سياسة الوزارة وتم إحالة هذه الوقائع إلي النيابة العامة، مشيراً إلي أن وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار لا يتهاون مع أي تجاوز يحدث من بعض الضباط والأفراد ويشدد دائماً علي حسن معاملة المواطنين خاصة في الأماكن الشرطية ذات الاحتكاك المباشر معهم مثل الأحوال المدنية ومصلحة الجوازات وإدارات المرور. واعتبر اللواء عبدالكريم تضخيم الأخطاء الفردية لرجال الشرطة أمر مبالغ فيه حيث يتم إعطاؤه أكبر من حجمه ، ورغم أن هناك أخطاء فردية إلا أن هناك مجهودات يومية كبيرة لتحقيق الأمن وتضحيات تقدمها الشرطة لمحاربة الإرهاب ففي هذا العام فقط قدمنا أكثر من 130شهيدا وألفي مصاب، موضحاً أنه لن يتم السماح لأحد بتشويه العلاقة الطيبة بين الشرطة والشعب. يكشف مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية اللواء أحمد حجازي ل"آخرساعة" أن جميع أعضاء هيئة الشرطة غير راضين وغاضبون من التجاوزات والتصرفات الفردية التي تحدث ضد المواطنين، مؤكداً أن وزارة الداخلية من أكثر المؤسسات في الدولة محاسبة للعاملين بها، لأنها تتابع كل تصرفات أفرادها وسلوكياتهم، كما أن المخالف يتم معاقبته مرتين الأولي من قبل النيابة العامة والثانية من خلال قطاع التفتيش بالوزارة الذي تبدأ عقوباته من الإنذار وحتي العزل من الوظيفة وتتم هنا إحالته للاحتياط للصالح العام لذلك فالضابط المتجاوز عمره قصير في جهاز الشرطة، وهناك مبدأ الثواب والعقاب أي مكافأة المتميز ومحاسبة المقصر أو المخالف، مشيراً إلي أنه دائماً يقول للضباط والأفراد " اللي هيتجاوز ضد المواطن ملوش مكان بيننا وتعظيم سلام للمحترم". ويوضح اللواء حجازي أن رجل الشرطة في النهاية عنصر بشري معرض إلي الخطأ فالبعض ليس لديهم كياسة في التعامل لكن 99.9% محترمون، فرجل الشرطة منذ أن كان طالباً بكلية الشرطة تم تعليمه الإتيكيت لإجادة التعامل مع المواقف المختلفة حتي لا يتم استفزازه بسهولة وهو مدرب أيضاً علي تمالك أعصابه والتصرف بحكمة في المواقف المختلفة. ويؤكد مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة اللواء خالد عبدالعال ل"آخرساعة" أن عهد التعذيب انتهي ولا توجد حالة وفاة واحدة بأماكن الاحتجاز سببها التعذيب لأن جميع حالات الوفاة بالنسبة للمحتجزين في أقسام ومراكز الشرطة أسبابها صحية ، موضحاً أنه في إطار توفير الرعاية الصحية للمحتجزين ووفقاً لتوجيهات وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار بإعلاء قيم حقوق الإنسان فإن هناك حالات عديدة من المحتجزين علي ذمة قضايا متواجدين بالمستشفيات لتلقي العلاج. ويشير اللواء عبدالعال إلي أن التجاوزات التي تحدث من البعض لا تذكر بالنسبة للمجهودات والتضحيات التي يقدمها رجال الشرطة المتمثلة فيما هو ملاحظ من استقرار أمني كبير والروح المعنوية المرتفعة للجميع، كما أن الوزارة لا تتستر علي أي تجاوز وتتخذ إجراء قانونيا فوريا حيال أي واقعة، وأجهزة الرقابة بالوزارة تتابع ذلك جيداً، موضحاً أنه ليكون رجل الشرطة قادرا علي التعامل والتحمل فإن طالب كلية الشرطة يتلقي تدريبات عملية في كل مجالات العمل الأمني وذلك في ميادين مخصصة للتدريب داخل الكلية تحاكي كل البيئات الموجودة بالبلاد. ويري نائب مدير أمن سوهاج اللواء أيمن الملاح أنه رغم أن حالات التجاوز فردية إلا أن غالبيتها كانت من الضباط حديثي التخرج، وعقد مدير أمن سوهاج اللواء أحمد أبوالفتوح لقاءات دورية عديدة مع الضباط والأفراد لتوعيتهم وحثهم علي حسن معاملة المواطنين، مشيراً إلي أن الشرطة ليست في خلاف مع أحد حتي المسجل خطر لا تتم إهانته ويتم احترام آدميته والتعامل معه بالطرق القانونية وتقديمه إلي النيابة لأن دورنا فقط إنفاذ دولة القانون، وعقيدتنا الراسخة هي التضحية بالنفيس دفاعاً عن أمن الوطن والمواطن. ويقول مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة السابق اللواء أحمد جاد منصور: لا شك أن الوقائع التي حدثت في الأيام الماضية تشكل تجاوزات من عدد من الضباط والأفراد، ووزارة الداخلية تبادر دائماً باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتجاوزين ولا تسمح مطلقاً بأي إساءة لأي من المواطنين ويتم مساءلة أي متجاوز وفقاً للإجراءات القانونية وإذا كان هذا التجاوز يمثل جريمة جنائية يتم إخطار النيابة العامة لتتولي التحقيق فيه أما إذا اقتصر التجاوز علي مخالفات إدارية مثل الإهمال في الخدمة أو عدم الالتزام بمكان الخدمة.. إلخ، يتم إحالته إلي قطاع التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية. لذلك ينبغي أن نضع الأمور في نصابها وحجمها الطبيعي ولا ننساق وراء تضخيم مثل هذه الوقائع الفردية التي لا تمثل أي نسبة تذكر مقارنة بالقاعدة العامة لرجال الشرطة، وهذه رسالة إلي بعض الإعلاميين الذين يتعمدون الإثارة من وراء مثل هذه الوقائع الفردية، وهذه رسالة أيضاً إلي شعب مصر الواعي الذي أصبح لديه اليقين أن المتربصين والمتآمرين والذين لا يريدون الخير لمصر يستغلون مثل هذه الوقائع الفردية لإثارة الرأي العام وإحداث الوقيعة بين الشعب وجهاز أمنه الأمين لتحقيق أهداف أخري سياسية نستشعرها جميعاً في هذه الأيام. يضيف اللواء منصور: وأود أن أنبه كل طوائف الشعب المصري أن إصرار بعض الإعلاميين وبعض الجهات الأخري الداخلية والخارجية التي نعلمها جميعاً علي الحديث عن السلبيات وتضخيمها وعدم ذكر أي إيجابيات تم تحقيقها خلال العاميين الماضيين هو أمر مقصود للتمهيد لما يحاولون القيام به في 25يناير القادم من دعوات غريبة لا تصادف أرض الواقع إطلاقاً وليس لها أي أرضية لدي شعب مصر بعد أن ذاق كل ما تم إنجازه من مشروعات منذ 30يونيو 2013 وحتي اليوم وليس لديه أي استعداد للعودة إلي الوراء ولكن كله إصرار للنظر إلي الأمام والمستقبل لتحقيق التنمية والتقدم الاقتصادي ورفع مستوي المعيشة، وجميع المواطنين الشرفاء لديهم اقتناع كامل بمدي وطنية الرئيس عبدالفتاح السيسي المهموم بأوجاع شعبه ووطنه وأنه يبذل قصاري جهده في سبيل تقدم مصر وتمكين المواطنين من العيش للمستوي الذي يستحقونه. ويشير رئيس أكاديمية الشرطة السابق إلي أن طلبة كلية الشرطة يتلقون العديد من المواد النظرية والعملية والتدريبية خلال الأربع سنوات التي يقضونها بالكلية، فهم يدرسون المواد القانونية مثل زملائهم بكلية حقوق عين شمس ويحصلون في نهاية دراستهم علي ليسانس الحقوق، وهذه الدراسة القانونية تسلح الطالب بعد تخرجه بسلاح القانون الذي يلتزم به في تعامله مع المواطنين، كما يدرس مادة حقوق الإنسان في السنة الأولي والرابعة حتي يكون لديه القناعة والقدرة علي أن يحقق الأمن في البلاد في ظل حماية حقوق المواطنين والحفاظ علي كرامتهم، وحينما كنت رئيساً للأكاديمية بعد 2011 تم تكثيف التدريبات الأمنية للطلاب لزيادة قدرة الطلبة علي التعامل والتحمل.