انتشر المحمول انتشار النار في الهشيم في ربوع مصر وحواريها ودروبها.. لا تري أحدا إلا وعلي أذنه عدة تليفون محمول.. سواء كان يريد أن يتكلم.. أو يعطي رنة للآخر كي يكلمه أو للإشارة بأن البضاعة في باطن الزير.. وأن الفيل في المنديل.. المحمول يظهر ماخفي من حياة الناس.. بعد أن كانوا مستترين وراء ملابسهم وعطورهم وملامحهم المرسومة لإعطاء انطباعاً معيناً.. ظهر البشر علي حقيقتهم.. مثل الكائن الذي كان مع أصدقائه في المترو ويحكي لهم عن صولاته وجولاته في حربه الخفية كي يكون سيد الموقف علي أهل بيته.. كاشفا فمه عن أسنان عريضة.. وعندما رنّ محموله وضع السماعة علي أذنه بعد أن طلب نفس الرقم.. فإذا بذات الرجل يتقبل الحوار الأحادي بينما أذنه تحمر حتي كسا الاحمرار كل وجهه.. ثم أخذ ينتفض متظاهرا أنه لايهمه ثم أخذ ينكمش داخل ملابسه وعندما جاءت محطته نزل وهو مازال منكمشا بينما المحمول علي أذنه الحمراء يشتعل. وبالأمس رأيت أحد ماسحي الأحذية ممسكا وسط رفاقه علي الرصيف بفرشاة التلميع وبعد أن قلبها.. وضعها علي أذنه وأخذ يهاتف شخصا لانراه: ابعتلي شيك بخمسة آلاف جنيه لحد ما.. سكت ولم يكمل.. إذا أخذ الضحك بسخرية يملأ صدور رفاقه علي الرصيف حتي وقعوا.. ليشع حالة بحث عن البهجة والسخرية. --------------------------------------- الوحوش أنواع وحش يفترسك بعد أن يفزعك في لحظات.. ووحش يمصّ دمك كل صباح.. تُري ما علاقة تجار السلع الغذائية ومستورديها بما أقول؟! ---------------------------------------- كرة كورية الكوريتان وقعوا في بعضهم البعض »حتي حسبت أن إحداهما تشجع الأهلي والأخري تكره الأهلي!