سامح شكرى اقتربت ساعة الصفر.. حيث تستعد الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة يوم 15 من أكتوبر الجاري للتصويت علي عضوية مصر غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي ممثلة عن شمال أفريقيا لعامي 2016 - 2017 وهي الجلسة التي سوف يشارك فيها سامح شكري وزير الخارجية حيث إن حصول مصر علي هذا المقعد سوف يعتبر تكليلا للجهود الدبلوماسية المكثفة علي مدي العامين الماضيين في إطار الخطة الشاملة والمدروسة للترويج لهذه العضوية وذلك منذ أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ترشح مصر للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2014. ووفقا لتصريحات المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية فإن خطة التحرك للترويج لعضوية مصر غير الدائمة في مجلس الأمن سارت علي مراحل مختلفة بدأت بزيارات قام بها وزير الخارجية سامح شكري إلي مقر المنظمة الدولية وعقد لقاءات مكثفة مع السكرتير العام وقيادات المنظمة والسفراء والمندوبين الدائمين بالأممالمتحدة ولقاءات بمنظمات ووكالات الأممالمتحدة المتخصصة. أضاف المتحدث الرسمي بأن الخطة اعتمدت أيضا علي دور السفارات المصرية بالخارج للترويح لرؤية مصر والحصول علي دعم دول العالم المختلفة للتصويت لمصلحة الترشح المصري لعضوية مجلس الأمن في الجلسة المقرر عقدها يوم 15 من أكتوبر الجاري كما شملت الخطة أيضا دعوة المندوبين الدائمين لدي الأمم المتحد إلي منتدي أقيم في مصر الشهر الماضي بمدينة العلمين بالساحل الشمالي وتم خلاله إجراء نقاش موسع وشحذ فكري لأعضاء الأممالمتحدة حول الرؤي والطرح المصري كما تم إعداد كتيب في هذا الشأن تم توزيعه علي كافة دول العالم لدعم هذا الترشح. الدكتور مفيد شهاب رئيس الجمعية المصرية للقانون الدولي، أكد أن مصر مؤهلة لنيل العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن شمال أفريقيا علي مدي عامي 2016 و2017 ليس فقط بسبب موقعها الاستراتيجي من حيث كونها عصب العالم العربي وقلب العالم الإسلامي وعامل ربط بين الشرق والغرب وبين أوروبا وأفريقيا بل هي أيضا مؤهلة لنيل هذا المقعد لدورها المتميز والحضاري في الانتصار للشرعية الدولية، ومصر كانت دائما وأبدا ملتزمة بتنفيذ قرارات الأممالمتحدة الداعمة للاستقرار والسلم والأمن الدوليين وتحترم اتفاقياتها وتعهداتها الدولية وتلعب دورا أساسيا في حفظ وصون السلم والأمن الدولي وهي المهمة الأساسية الأولي التي يضطلع بها مجلس الأمن لكونه الأداة التنفيذية الرئيسية بمنظمة الأممالمتحدة وعلي هذا الأساس فإن قراراته التي يصدرها ملزمة لكافة الأعضاء بالمنظمة الدولية. وأوضح الدكتور مفيد شهاب بأنه يجب ألا ننسي أن مصر دولة مؤسسة للأمم المتحدة عام 1945 وهي أيضا عضو مؤسس لكل من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز. أضاف شهاب خلال محاضرته التي استهل بها الموسم الثقافي للجمعية المصرية للقانون الدولي، بأن مصر لعبت دورا محوريا ومازالت في حل قضايا المنطقة وخلال العامين الماضيين حرصت القيادة السياسية المصرية علي استعادة مكانة مصر الدولية والإقليمية في إطار تحرك خارجي يحرص علي تحقيق المصلحة الوطنية في إطار الحفاظ علي الأمن الإقليمي والعالمي وعدم المساس بهما. وأشاد الدكتور مفيد شهاب بالجهد الملموس لوزارة الخارجية الذي لعبته علي مدي العامين الماضيين للترويج لترشح مصر لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة مشيرا إلي أن هذه ليست المرة الأولي التي تحصل فيها مصر علي هذا المقعد بل هي المرة الخامسة علي التوالي حيث إنها شغلت هذا المقعد علي مدي عام 1949 - 1950 وعلي مدي عامي 61 - 62 في ظل الجمهورية العربية المتحدة ولعبت أثناءها دورا كبيرا في حصول العديد من الدول الأفريقية والآسيوية علي استقلالها، وعلي هذا الأساس تأسست منظمة الوحدة الأفريقية من عدد كبير من الدول الأفريقية المستقلة.. والمرة الثالثة كانت علي مدي عام 1984 و1985 وحققت مصر خلال هذه العضوية إنجازات هامة من بينها الضغط من أجل تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من لبنان والمرة الرابعة علي مدي عامي 1997 - 1998. وأوضح الدكتور مفيد شهاب بأن مصر دولة لها إسهاماتها الدولية في حفظ السلم والأمن الدوليين وشاركت في أكثر من 37 بعثة لقوات حفظ السلام وهي عضوة في كافة الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة وتستضيف الكثير من مكاتب هذه الوكالات علي أرضها. ولا يمكن أن ننسي دور مصر في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية وحرصها علي إيجاد حلول سلمية لكافة الأزمات المثارة في المنطقة العربية والقارة الأفريقية وتصديها لمواجهة الكثير من القضايا الدولية المطروحة مثل الإرهاب والحد من التسلح النووي والدعوة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر وغيرها. وفي ختام كلمته أعرب الدكتور مفيد شهاب عن ثقته بأن تكلل مساعي مصر بالنجاح وتحظي بالتأييد المطلوب لحصولها علي مقعد مجلس الأمن غير الدائم لاسيما أن كلا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وأعضاء المنظمة الفرانكفونية بخلاف عدد لايستهان به من الدول الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية قد أعربوا بالفعل عن تأييدهم لحصول مصر علي هذا المقعد مشيرا إلي أن عضوية مصر غير الدائمة في مجلس الأمن هي مكسب للمجتمع الدولي لأن مصر الملتزمة بالركائز الأساسية لحفظ السلام والأمن الدوليين سوف تسعي من خلال عضويتها إلي تحقيق الطموحات المشروعة للشعوب من خلال إيمانها بمنظومة الأمن الجماعي وتحقيق السلام والاستقرار للجميع.