هناك بعض الكوادر المهنية القومية الكبرى، التى أسميها: (عابرة النظم)، يعنى التى لا يمكن نسبتها الى نظام بعينه، والتى يفترض حرص أى مجتمع رشيد على استثمارها وتوظيف فائض طاقتها وكفاءتها. وأحد هؤلاء فى مصر هو الدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولى. ومساء السبت الفائت كنت على موعد جديد مع الدكتور مفيد شهاب والمنظمات الدولية، حين خففت إلى الجمعية المصرية للقانون الدولي، التى افتتحت موسمها بمحاضرة للدكتور مفيد عن حق مصر فى العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن، وهو ما سيجرى التصويت عليه يوم الخميس المقبل. قسم الدكتور مفيد محاضرته البديعة الى نسقين أحدهما (التعريف بمجلس الأمن داخل المنظومة الأكبر وهى الأممالمتحدة)، والنسق الثانى هو : (مدى أحقية وجدارة مصر بانجازاتها التاريخية فى المنظمة الدولية زمان وتطلعاتها لأن تلعب دورا مستقبليا مع تسعة غير دائمين غيرها وخمسة دائمين هم مجلس ادارة المجتمع الدولى أو الجهاز التنفيذى الرئيسى للأمم المتحدة). وبعد أن عرض دكتور مفيد لقضية حق الفيتو وتأثيرها على فاعلية المنظمة الدولية فصل بعض المعايير التى على أسسها يتم اختيار دولة للعضوية غير الدائمة ومنها (التوزيع الجغرافى العادل) و(مدى المساهمة فى حفظ السلم والأمن الدوليين). وقال دكتور مفيد: أن مصر لها حق فى العضوية لأنها عصب العالمين العربى والاسلامى ليس- فقط- بسبب موقعها الجغرافى وانما لدورها المتميز فى الانتصار للشرعية الدولية، وهى تحترم المعاهدات فضلا عن أنها عضو مؤسس فى الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقى ومنظمة التعاون الاسلامى وجامعة الدول العربية وكتلة عدم الانحياز، ولها دور محورى فيما يعرض على مجلس الأمن من قضايا من حيث قدرتها فى التأثير على دول المنطقة، وأخيرا فان مصر تأثرت فى السنوات الماضية بما تعرضت له المنطقة من مؤامرات وتقلبات، ووجودها فى المجلس يفيد فى استعادة الدور المصرى لتحقيق السلم والأمن فى اطار جماعى بمنطقتنا». هذه هى دوافع مصر لأن تحصل- للمرة الخامسة- على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع