أعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قبلة الحياة" للرئيس السوري بشار الأسد؟ السؤال تكرر كثيرا خلال الأيام القليلة الماضية خاصة مع قرار روسيا المفاجئ، بدعم النظام السوري حتي النهاية. وما تراه من أن حل الأزمة السورية. لن يكون إلا بتقوية النظام أولا. وتصديه لجماعات العنف المسلح، والجماعات الإرهابية، ثم مشاركة بشار. في أي محادثات قادمة. وبرعاية الأممالمتحدة، لفترة انتقالية. تنقذ كلا من نظام بشار. وسوريا كلها حسب ما تراه موسكو، وتنقذ المنطقة كلها، من أخطار القاعدة وداعش وأخواتهما! روسيا تربط انضمامها للتحالف الدولي في سوريا بالتنسيق مع بشار الخيار الروسي الأخير، جاء بعد إجراءات حدثت فعلا، فوق الأراضي السورية، فهناك استعدادات ضخمة لتوسيع التواجد الروسي. في منطقة اللاذقية والساحل السوري. التي تعد أحد المعاقل المتبقية للنظام السوري الذي يحتفظ حتي الآن. بنحو 25 بالمائة من الأراضي السورية، وحوالي 05 بالمائة من السكان. مقابل نحو 57% من باقي سوريا، استولت عليها عدة جماعات مسلحة بداية من الجيش السوري الحر، ومرورا بجماعات مثل: الفتح والقاعدة في بلاد الشام. والفصائل الكردية المسلحة خاصة في المناطق التي تقع علي الحدود السورية - التركية! وفي بلدة عين العرب "كوباني" بصفة خاصة، وبالطبع تنظيم "داعش" الذي يسيطر وحده علي نحو نصف التراب السوري كله، بالإضافة لمناطق تعد مناطق هدنة، بين قوات النظام ومعارضيها المسلحين. ومناطق النظام، مازالت تتركز في مدن الجنوب مثل: السويداء ودرعا والقنيطرة وريف دمشق وفي دمشق العاصمة، وبعض مناطق مدن حماة وحمص وجزء صغير جدا من كل من حلب وأدلب، بالإضافة لمدن الساحل وأهمها: طرطوس واللاذقية، وفي هذه المناطق يتركز أيضا المقاتلون الأجانب إضافة لقوات من "حزب الله" اللبناني، ومن إيران، وأشهر هؤلاء المقاتلون: عصائب أهل الحق، ولواء عمار ابن ياسر، وسرايا طليعة الخراساني، وكتائب موسي الكاظم الشيعية، وحركة حزب الله. ولواء الحمد، ولواء الأفغان والأفارقة، ولواءات ذو الفقار. والوعد الصادق، وسيد الشهداء. ويحاول النظام أن يحتفظ بهذه المناطق بمساعدة روسية، علي الأرض، بعضها قائم بالفعل منذ سنوات طويلة، بتواجد روسي عسكري في اللاذقية. وبمساعدات عسكرية بطائرات مقاتلة روسية متطورة.. وصلت بالفعل لسوريا، وشاركت في قصف عدة أهداف في مدن أدلب وحلب وتدمر، وفي ريف دمشق، بالإضافة لمدربين روس لتدريب القوات السورية والطيارين علي توجيه الطائرات بدون طيار، التي وصلت حديثا لسوريا. وتزامنا مع ذلك، اتفقت روسيا مع إسرائيل، وقوات التحالف الدولي في سوريا، علي التنسيق فيما بينها في العمليات العسكرية القادمة، وحسب صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية: فإن الاتفاق ينص علي تنسيق تبادل مع إسرائيل، خاصة في منطقة الجولان المحتلة، وعلي طول الحدود اللبنانية - السورية. ومع قوات التحالف في مناطق تخضع لسيطرة داعش، وبعض الفصائل الجهادية المسحلة والمعارضة للنظام، مع تنسيق ثالث وبرعاية الأممالمتحدة في بعض مناطق الهدنة بين قوات النظام ومعارضيها، خاصة في الزبداني، التي أعلن فيها هدنة تستمر لستة أشهر. علي جانب آخر، يجري التنسيق مع تركيا، خاصة علي حدودها مع سوريا! التي تمتد لمسافة 129 كيلو مترا، لضمان عدم تدفق المزيد من اللاجئين، والتنسيق فيما يخص الغارات العسكرية التركية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في الجنوب والجنوب الشرقي التركي، ومنع تواصل أكراد كل من سوريا والعراق وتركيا حاليا. وفي كل هذا اشترطت روسيا، قبل الانضمام للتحالف الدولي في سوريا، والمشاركة في عملياته العسكرية، أن يتم التنسيق العسكري بين هذه القوات أولا، وقبل كل شيء، الحصول علي قرار دولي من مجلس الأمن، بهذه الطلعات الجوية، بالإضافة لإمكانية إرسال قوات برية، لمواجهة الجماعات المسلحة المعارضة، للنظام السوري! مع ضرورة إشراك بشار الأسد في أي محاولات للتنسيق، خلال الضربات العسكرية! ومشاركة قواته فيها! مع ضرورة إشراكه في أي عمل سياسي محتمل، خلال فترة انتقالية محددة! تشارك فيها كل الأطراف الفاعلة، في الأزمة السورية، وأبرزها: قوات التحالف الدولي، وروسيا، وتركياوإيران، ودول عربية مجاورة أبرزها الأردن ولبنان والعراق، ثم ضمان سلامة بشار نفسه، بعد خروجه من المشهد السياسي، إما ببقائه في سوريا، ولكن بعيدا عن أي مشهد سياسي قادم، أو لجوئه اختياريا في أحد بلدان الاتحاد السوفيتي سابقا، أو في روسيا ذاتها.