قوات النظام.. تستعد للمعركة الحاسمة ولعل أبلغ دليل علي الحالة السيئة، التي أصبح عليها بشار ونظامه، بعد هزائمه المتتالية في إدلب، وغيرها، هو إعلان حزب الله اللبناني النفير بين جنوده، وحشدهم تمهيدا لخوض معركة بلدة «القلمون» السورية، القريبة من الحدود اللبنانية، صحيفة «المستقبل» اللبنانية قالت إن النفير العام الذي أعلنه الشيخ حسن نصر الله الأمين العام للحزب، يتضمن إعلان حالة الاحتياط بين عناصره، والاستعداد لحرب طويلة، ضد أعداء بشار في كل التراب السوري، وعلي الحدود اللبنانية - السورية، واستدعاء قواته من مناطق بيروت والبقاع الشمالي اللبناني. ويأتي هذا، بعد معارك طاحنة طالت عناصر من الحزب في بلدة القلمون السورية الحدودية، وأدت لمقتل عشرة من قادة الحزب، وتدمير ناقلات جنود، وذلك في ريف دمشق، كما يأتي بعد معارك لا تقل ضراوة جرت في بلدة درعا. وقصف قوات النظام لها، بالبراميل المتفجرة، وفي بلدة إدلب، في الشمال الغربي السوري وانتهت باستيلاء عناصر من جبهة النصرة السورية، علي جسر الشغور وعدة بلدات بالمدينة، قد تكون المفتاح للعبور لمدينة اللاذقية الساحلية السورية التي تعد رئة النظام في الاتصال بالعالم الخارجي، وهي رئة إيران لتوريد السلاح لحزب الله اللبناني عبر اللاذقية وميناء طرطوس، كما تعد معقل بشار الأسد الأخير الهام. ويأتي ثانياً، بعد اتهامات سورية لتركيا، بتقديم دعم عسكري لعدة تنظيمات إرهابية سورية معارضة، وخاصة تلك التي هاجمت مدينة إدلب، وجسر الشغور، وكسب وحلب من قبلهما وهو ما عده الأسد، عدوانا تركيا مباشرا علي سوريا مع سماح الأتراك، بدخول آلاف المقاتلين الأجانب لسوريا وهو ماساعد قوات المعارضة، في السيطرة تماما علي إدلب، وجسر الشغور ومضاعفة انتكاسات النظام العسكرية مؤخرا، في شمال وجنوب سوريا، بالإضافة لاستيلاء تحالف المقاتلين المعارضين الإسلاميين علي قاعدة عسكرية في شمال غرب البلاد، مما يقربهم مباشرة، من اللاذقية، أحد أهم معاقل بشار الأسد. وثالثاً، بعد مساعدات أمريكية مباشرة، لقوي المعارضة، وعلي رأسها قوات الجيش السوري الحر، وهي مساعدات بالتدريب في معسكرات. علي الحدود السورية مع كل من العراقوتركيا بوجه خاص علي يد خبراء عسكريين أمنيين أمريكيين، علي حد تقرير لجريدة التليجراف البريطانية، كما ساعدتها بصواريخ مضادة للدبابات والدروع، وهو ماساعدها علي تطوير معاركها علي الأرض، وإحداث نقلة نوعية، في صراعها ضد قوات النظام المنهكة منذ سنوات في عدة جبهات قتالية. ويأتي رابعاً، بعد تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان صدر مؤخرا عن حجم خسائر قوات نظام بشار الأسد منذ ولايته الرئاسية الجديدة، وخاصة بعد الهزائم التي مني بها النظام، في مدن حلب ودير الزور ووادي الضيف ودرعا، والقنيطرة، ودرعا بريف دمشق، ورصد التقرير أن عدد قتلي النظام، تجاوز ال 120 ألفا، خلال 45 شهرا فقط، وأن هذه القوات هزمت، رغم أنها تضم بجانب القوات السورية، قوات من جنسيات عربية وآسيوية، ومن الطائفة الشيعية.. من إيران ولبنان والعراق، وقوات من شبيحة النظام. وشملت هذه الخسائر، تفجير العبوات الناسفة، وإسقاط المروحيات، والقنص، والقتل بالأحزمة الناسفة، والعمليات الانتحارية، وأغلبها جاء بعد معارك عنيفة مع كل من: تنظيمي داعش والنصرة، والكتائب الإسلامية، المقاتلة. وجماعة أنصار الدين والجيش السوري الحر بالإضافة إلي أن معظم خسائر قوات النظام الذي يعاني من الضعف.. وصعوبة تجنيد قوات جديدة بين صفوفه، جاءت من تنظيم داعش، وفي مناطق أصبحت تحت سيطرته نهائيا، ولا أمل للنظام في استعادتها وأبرزها، درعا، وإدلب، والقنيطرة، والحسكة، والرقة، ودير الزور، بالإضافة لمعارك لا تقل ضراوة، في مناطق مثل: ريف حماة وريف دمشق، وحمص التي ينحدر منها معظم جنود النظام. المرصد قال في تقريره، إن 70% من خسائر قوات النظام، من الجنسية السورية، ورغم ذلك مازال قانون الخدمة الإلزامية، والاحتياطية، بالجيش السوري قائما، ومازالت الدعوات المضادة. لعدم إلحاق الشباب السوري بالجيش، قائمة بعد خسائر قوات النظام الفادحة. وذلك يعني، أن قوات النظام وحلفاءها في داخل وخارج سوريا، باتوا علي أهبة الاستعداد لخوض - ربما - معركتهم الأخيرة، لضمان عدم توغل قوات المعارضة السورية المسلحة، أكثر نحو الساحل، وقطع كل طرق الإمداد، التي تبقي نظام بشار. علي قيد الحياة وقد تضحي إيران وحزب الله بمدن مثل حمص أو حلب أو إدلب في سبيل الحفاظ علي الساحل السوري، آخر وأهم معاقل بشار السورية، بعد تساقط المدن الأخري كأوراق الشجر، مؤخرا.