من فضلك.. عندما تمر عند حلبة «دوهيو» الخاصة بمنافسات محترفي لعبة السومو.. ولا تندهش من مشهد الصراع والعراك الذي يقوم به المتنافسان ذوا الأجسام الثقيلة العارية إلا من قطعة قماش تلف حول الخصر وما بين الأرجل داخل حلبة السباق التي تتوسطها دائرة يحاول كل لاعب فيها إخراج المنافس أو جعل أي جزء من جسمه بخلاف الأرجل يلامس محيط الدائرة.. فهناك بطولات السومو والكل يحلم بالفوز ولكن عليك أن تسعد لأنه في ظل هذا التنافس الشديد.. توج رامي الجزار بطلا للعالم في بطولة أمريكا المفتوحة للسومو.. بعد فوزه بذهبية المركز الأول في الوزن الثقيل وفضية المركز الثاني في الوزن المفتوح وفوز عبدالرحمن شعلان المصري المحترف باليابان بذهبية بطولة العالم للسومو في أوساكا باليابان.. بخلاف أن اليابانيين أطلقوا اسم بطولة أوسانا أراشي التي أقيمت بالقاهرة علي ضفاف النيل باسمه تقديرا لإنجازاته ورفع اسم مصر.. وأخيرا فقد حقق البطل حسام فتحي لاعب المنتخب القومي للسومو المركز الثاني والميدالية الفضية في فعاليات نفس بطولة العالم باليابان.. وعلي من سيظل محتفظا بالصدارة وتحقيق مراكز جديدة في عالم السومو تعالوا نعرف قصصا كثيرة.. العاصفة يرفض تحية المنافسين في البداية لابد من الإشارة لأن غالبية مشجعي لعبة المصارعة أكدوا أن مدينة المحلة الكبري.. محافظة الغربية هي «معقل» أبطال رياضة «السومو» نظرا لأنها تضم من أندية غزل المحلة والصيد و23 يوليو أبطال اللعبة الذين يمثلون الجزء الأكبر في صفوف المنتخب القومي للسومو. وأكد كابتن أحمد خليفة المدير الفني لمنتخب السومو أن اللعبة تخضع إداريا للاتحاد المصري للجودو والإيكيدو والسومو.. واللعبة نوع من أنوا ع المصارعة بل إنها اللعبة الشعبية الأولي في اليابان.. وهي مصنفة بين الدول الكبري في اللعبة إلي جانب اليابان. وأضاف هذا بالإضافة لوجود منافسات عالمية للهواة قد يشارك فيها بعض اللاعبين المحترفين.. وهناك أيضا بطولة أمريكا الدولية المفتوحة للسومو ومسابقة كأس أوسانا أراشي للسومو المصري التي تعتبر البطولة الأولي لمنافسات محترفي السومو في مصر وشارك فيها أبطال المنتخب القومي للعبة ومنهم رامي الجزار وعبدالرحمن شعلان ومحمد إبراهيم كمال ورامي بلال عبدالعاطي وحسام فتحي عمر ومحمد مصطفي السعيد وعبدالله مصطفي أحمد. وللسومو طريقة لعب خاصة وأسلوب خاص في ممارستها لأن اللعبة تقوم علي صراع لاعبين داخل حلبة السباق ويطلق عليها لقب «دوهيو» تتوسطها دائرة ويحاول كل لاعب إخراج المنافس.. أو جعل أي جزء من جسمه بخلاف الأرجل يلامس محيط الدائرة. واللعبة مسموح بها بلطم الأوجه وغير مسموح فيها بلكمات البوكس. ونظرا لأن أبطال اللعبة الفائزين بالميداليات الذهبية خاصة في بطولتي أمريكا الدولية المفتوحة للسومو والعالم للسومو في اليابان مصريون وأحفاد الفراعنة علي رأسهم بطلا العالم رامي الجزار المقيم في أمريكا وعبدالرحمن شعلان المحترف في اليابان.. ويضاف إليهما اللاعبان رامي بلال وحسام فتحي عمر وكلاهما شارك في بطولة السومو العالمية باليابان.. كان لابد من معرفة الكثير عن حياة هؤلاء الأبطال من البداية وحتي وصولهم لمنصات التتويج. رامي الجزار الفائز بالميدالية الذهبية في بطولة أمريكا الدولية المفتوحة للسومو في الوزن الثقيل وفضية المركز الثاني في الوزن المفتوح بنفس البطولة أطلقوا عليه لقب الصخرة المولود بعزبة البرلسي.. جنوب المحلة الكبري.. وسط أسرة بسيطة ووالده المعروف بصلابته وإرادته في مواجهة مصاعب الحياة. وقد نجح في إلحاق ابنه بالعمل في قسم صيانة الغزل بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة.. ونظرا لكونه عاشقاً لرياضة السومو تقدم بأكثر من طلب للحصول علي تفرغ للاهتمام بالنشاط الرياضي خاصة أنه يعمل مدربا بفريق غزل المحلة لرياضة الجودو والمضحك أنه كان يتولي تلك المهمة براتب 140 جنيها.. بجانب تمثيله لمنتخب مصر القومي في رياضة السومو كلاعب وحقق لمصر العديد من البطولات.. إلا أن مسئولي الشركة كانوا يرفضون طلبه في كل مرة بحجة أن العمل في حاجة إليه.. ويذكر أن رامي الجزار عندما فاز ببطولة أفريقيا عام 2004 حصل علي مكافأة من النادي لم تكمل الخمسة عشر جنيها.. وعندما فاز بكأسين في بطولة بولندا الدولية.. علقت إدارة شركة غزل المحلة منشورا تنوه لمشاركته وليس فوزه.. وقدمت الشكر للإداريين فقط.. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل كان يتعامل عند سفره مع المنتخب وكأنه عامل عادي وليس ممثلا لمصر في مهمة رسمية وعند عودته من السفر محققا البطولات.. يجد نفسه مفصولا بسبب تأخر المنتخب في مخاطبة الشركة.. ويصل الأمر لتعرضه لمواقف صعبة كي يعود لعمله ولم ييأس رامي الجزار وشق طريقه تجاه البطولات علي الرغم من عدم توفير أي إمكانيات له من الدولة وأصبح الجزار أفضل لاعبي السومو العالميين.. وقد حقق الجزار المصنف أيضا علي رأس أقوي لاعبي أفريقيا العديد من البطولات المحلية والقارية والعالمية في لعبتي السومو والجودو أيضا حيث سبق وفاز في بطولة كأس العالم في بولندا بكأس المركز الأول وكأس أقوي لاعب بالبطولة.. وبذهبية بطولة كأس العالم التي أقيمت ببودابست بالمجر في يناير 2015، كما حصل علي المركز الأول وكأس أوسونا أراشي.. وقد تلقي رامي دعوة للمشاركة في بطولة أمريكا المفتوحة وتقدم بطلب المشاركة للاتحاد المصري ولكنه رفض تحمل نفقات المشاركة بحجة عدم وجود ميزانية.. ونفس الشيء فعله ناديه.. فقرر المشاركة علي نفقته الخاصة، ووصل الأمر لاقتراضه ثمن التذكرة وتكاليف الإقامة من الأقارب والأصدقاء.. وتوج المعجزة المصري رامي الجزار بطلا للعالم وحصوله علي الذهبية بعد فوزه بالمركز الأول في الوزن الثقيل بعد تغلبه علي البلدوزر المنغولي «بايا ميافاج» الذي لم يخسر مباراة واحدة علي مدار تسع سنوات.. والمركز الثاني في الوزن المفتوح أيضا ووضع مصر والعرب علي منصة الصدارة بذهبية وفضية تلك البطولة بعدما سبح ضد تيار الروتين والإهمال من مسئولي غزل المحلة واتحاد الجودو وجعل 8 آلاف مشجع بصالة البطولة يهتفون ويقولون مصر.. مصر تحيا مصر. البطل عبدالرحمن شعلان الذي يعرفه اليابانيون باسم أوسونا أراشي.. وهي تعني باليابانية «العاصفة الرملية الهائلة» فيتذكر أنه في «سن ال11 عاما بدأ ممارسة بناء الأجسام» وفي سن الرابعة عشرة شاهد زميلا له يقوم بحركة غير مألوفة قيل له حين سأل عنها إنها إحدي الحركات المميزة في السومو.. وبعدها أقنعه زميله بممارسة هذه الرياضة.. الأمر الذي دعاه للبحث لمعرفة المزيد عن السومو علي أجهزة الكمبيوتر.. وقرر السفر لليابان في 2011 بعدما فاز بعدد كبير من بطولات الهواة. وهناك رفضته ستة أندية.. وأخيرا قرر الخبير العالمي «أوتاكي» ضمه.. وتأقلم هناك بعد التدريب الشاق وتعلم اللغة والتقاليد اليابانية.. ولكنه أصر علي ألا ينحني عند التحية التقليدية.. مشيرا لأننا كمصريين لا ننحني سوي أمام الخالق فقط.. وخلال عامين وصل لمراكز متقدمة في زمن قياسي وصفتها الصحافة اليابانية بالمعجزة لذلك أطلقوا اسم بطولة أوسانا أراشي عليه تقديرا لما حققه من إنجاز ورفعه لاسم مصر عاليا في اليابان وحتي تكون البطولة أيضا نواة لاكتشاف لاعبين مصريين آخرين يتمكنون من الاحتراف في اليابان. ويقول الكابتن أحمد فتحي المدير الفني وخبير السومو عن لاعبيه الذين شاركوا في بطولة العالم للسومو التي أقيمت مؤخرا باليابان: إنه كان يعتمد في المقام الأول علي التركيز واللياقة البدنية والقوة الانفجارية ثم الوزن فقد فاز فتحي محمد إسماعيل بالمركز الثاني والميدالية الفضية في الوزن المتوسط.. وعبدالرحمن عثمان فاز بفضية المركز الثاني في الوزن المفتوح.. وحصل منتخب السومو للشباب علي المركز الثالث والميدالية البرونزية وبالنسبة لمنتخب الكبار فقد شارك عبدالرحمن عثمان علي بطولة العالم للكبار «فرق» وخرج للإصابة وأكمل المنتخب البطولة بلاعبين هما رامي بلال وحسام فتحي عمر وكلاهما خسر في بطولة الفرق ولكن في الفردي حصل حسام فتحي علي المركز الثاني ببطولة العالم للسومو في الوزن المفتوح وتراجع رامي بلال للمركز السابع في الوزن المتوسط.. واختتم أحمد فتحي كلامه قائلا إن السومو النموذج الأمثل للتقارب الفكري والثقافي والإنساني بين كل دول العالم.