رئيس لجنة الصناعة ل الشروق: تدبير الدولار للمصانع رفع طاقتها الإنتاجية إلى 75% منذ مارس الماضي    زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى زيادة القدرات الدفاعية لبلاده    الأهلي يتدرب على ركلات الترجيح استعدادًا للنهائى الأفريقي    مدرب توتنهام: 99% من جماهيرنا تريد الخسارة أمام مانشستر سيتي    إخماد حريق نشب في شقة سكنية بجمرك الإسكندرية    السجن المؤبد للمتهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا لفتح مقبرة أثرية بالفيوم    أشرف زكي عن الحالة الصحية للزعيم: "عادل إمام زي الفل" (فيديو)    وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني فرص التعاون في تطوير وإنشاء مرافق الرعاية الصحية والسياحة العلاجية    وزير التعليم يحضر مناقشة رسالة دكتوراه لمدير مدرسة في جنوب سيناء لتعميم المدارس التكنولوجية    محافظ بورسعيد يبحث مع رئيس «تعمير سيناء» آخر مستجدات مشروعات التعاون المشتركة    سيارات بايك الصينية تعود إلى مصر عبر بوابة وكيل جديد    خطتان.. مصراوي يكشف أسماء الثلاثي فوق السن المنضمين للمنتخب الأولمبي في أولمبياد باريس    «عباس»: الهيئة تتخذ استراتيجية مستدامة لميكنة دورة العمل بالنيابة الإدارية    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه الروماني    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    سفير واشنطن لدى إسرائيل ينفي تغير العلاقة بين الجانبين    بعد قليل.. انطلاق المؤتمر الجماهيري لاتحاد القبائل العربية بالمنصورية    حجز إعادة محاكمة المتهم بتزوير أوراق لتسفير عناصر الإرهاب للخارج للحكم    تعليم النواب توصي بدعم مستشفيات جامعة المنصورة ب 363 مليون جنيه    ميريت عمر الحريري تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان وكيف عالجت نفسها بالفن (فيديو)    السيسي يوجه رسالة عاجلة للمصريين بشأن المياه    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    مدير التأمين الصحي بالشرقية يعقد اجتماعا لمكافحة العدوى    «التعليم» تنبه على الطلاب المصريين في الخارج بسرعة تحميل ملفات التقييم    لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟.. الأزهر للفتوى يوضح    حكم كيني لمباراة مصر وبوركينا فاسو وسوداني لمواجهة غينيا بيساو    رئيس جامعة قناة السويس يتفقد كلية طب الأسنان (صور)    ما هو موعد عيد الاضحى 2024 في الجزائر؟    تعليم البحيرة: 196 ألف طالب وطالبة يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية وأولى وثانية ثانوي    وزيرة التضامن تشارك في أعمال المنتدى الدولي لريادة الأعمال ومبادرة العيش باستقلالية بالبحرين    موجة احتجاجات تعصف بوزراء الاحتلال في ذكرى «اليوم الوطني لضحايا معارك إسرائيل» (تفاصيل)    تنطلق السبت المقبل.. قصر ثقافة قنا يشهد 16 عرضا مسرحيا لمحافظات الصعيد    قمة مرتقبة بين رئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء كمبوديا لبحث التعاون المشترك    محافظ سوهاج ورئيس هيئة النيابة الإدارية يوقعان بروتوكول تعاون    مناظرة بين إسلام بحيري وعبد الله رشدي يديرها عمرو أديب.. قريبا    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. الإفتاء توضح    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    الرعاية الصحية: لدينا 13 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    توقعات برج العقرب من يوم 13 إلى 18 مايو 2024: أرباح مالية غير متوقعة    الرئيس السيسي: الدولار كان وما زال تحديا.. وتجاوز المشكلة عبر زيادة الإنتاج    وزير الثقافة الفلسطيني السابق: موشي ديان هو أكبر سارق آثار في التاريخ    بدءا من 10 يونيو.. السكة الحديد تشغل قطارات إضافية استعدادا لعيد الأضحى    بنك التعمير والإسكان يرعى الملتقى التوظيفي 15 بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة    ختام ناجح لبطولة كأس مصر فرق للشطرنج بعدد قياسي من المشاركين    تشمل 13 وزيرًا.. تعرف على تشكيل الحكومة الجديدة في الكويت    التحليل الفني لمؤشرات البورصة المصرية اليوم الاثنين 13 مايو 2024    خلال 12 يوم عرض بالسينمات.. فيلم السرب يتجاوز ال24 مليون جنيه    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    إنشاء مراكز تميز لأمراض القلب والأورام ومكتبة قومية للأمراض    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    رئيس الغرفة التجارية: سوق ليبيا واعد ونسعى لتسهيل حركة الاستثمار    تداول 15 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة و806 شاحنات بموانئ البحر الأحمر    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    فضل الأشهر الحرم في الإسلام: مواسم العبادة والتقرب إلى الله    أرتيتا يثني على لاعبي أرسنال    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    "أوتشا": مقتل 27 مدنيًا وإصابة 130 في إقليم دارفور بغربي السودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملك الكوميديا الذي أضحكنا.. ورحل حزينا مصدوما
نشر في آخر ساعة يوم 23 - 11 - 2010

حينما قال عمر الشريف الفنان العالمي رأيه في إسماعيل يس بأنه لم يكن ممثلا.. قامت الدنيا ولم تقعد.. وتناولته الأقلام بالهجوم والشتائم بسبب النجم المحبوب الذي بدأ حياته منولوجستا .. وسنيدا للأبطال.. ثم بطلا للكوميديا.. فقدم أكبر عدد من الأفلام التي قد تزيد علي الألفين.. منها 15 فيلما تحمل اسم اسماعيل يس.. وحقق المنتجون من ورائه عشرات الألوف.. فقد كان بالنسبة لهم الفرخة التي تبيض ذهبا.
❊ ❊ ❊
لم يولد إسماعيل يس وفي فمه ملعقة من الذهب مثل عمر الشريف.. ولكنه ولد في فمه ملعقة من المرارة فقد ولد في السويس.. وماتت أمه وهو طفل لتربيه جدته.. أما والده فقد كان تاجرا صغيرا وأصبح بعد ذلك أجيرا.
كان إسماعيل يري في نفسه موهبة الغناء.. وكان يقلد عبدالوهاب فهرب من بلدته »السويس« بعد أن اختلس ستة جنيهات من جدته إلي القاهرة ليضع نفسه تحت الأضواء.. ولم يكن يمتلك سوي البدلة اليتيمة القديمة التي يلبسها وجلباب نوم.. لكن قريبته التي كانت ستؤويه طردته ونصحته بالعودة إلي بلده لكي لايجلب لهم العار.. فكان يتسلل إلي الجوامع ليلا ليضمن المأوي.. وإذا اكتشفه خادم المسجد ينتقل إلي مسجد آخر.. وكأن القاهرة ترفض المطرب القادم من السويس لغزو القاهرة. وعاد إسماعيل إلي بلده لكنه لم ينس موهبته فكان يغني في حفلات بيوت الأغنياء وفي الأفراح وأعجب أحد الزائرين الذين يحبون الفن به وأخذه إلي القاهرة ليغني في سهرات البيوت في ذلك الوقت استطاع أن يعمل في كازينو بديعة ليغني لكن حينما شاهده الناس رشحوه ليغني المنولوج لأن شكله لايناسب الغناء.. وقدم إسماعيل بعد ذلك أدوارا صغيرة في الأفلام وسنيدا للبطل.. ورشحه أنور وجدي في أحد أدوار »ليلي بنت الفقراء« ثم »ليلي بنت الأغنياء« ومن لايعرف دوره في فيلم ليلي مراد »عنبر« وهو يغني بين المجموعة.. »أهو أنا ولاحد ينفع إلا أنا.. شكلي صحيح مالوش دوا لكن اختصاصي في الهوي؟ وأصبح إسماعيل يس بعد ذلك أهم كوميديان في مصر.. فمثل بطولات مطلقة.. لتصل أفلامه إلي 200 فيلم وأكثر.. وهو عدد من الأفلام لم يحققها الكبار.
ولم يجد إسماعيل يس بعد ذلك مايقدمه للسينما بعد كل ماقدمه فكتب له صديقه أبوالسعود الإبياري بعض المسرحيات التي لم يطرقها.. اقترح عليه في البداية تكوين فرقة استعراضية غنائية تضم شادية وتحية كاريوكا وإسماعيل يس وهم ذوو شهرة كبيرة.. لكن الفكرة لم تنفذ لاحتياجها إلي رأس مال كبير.. وتطورت الفكرة لتقديم مسرحيات كوميدية.. لكن الظروف تغيرت بعد قيام الثورة ودخل التليفزيون حياتنا وأصبحت تُقَدم مسرحيات التليفزيون التي تضم شباب المسرح من خريجي معهد السينما أيضا من المخرجين والفنيين لتغطية ساعات الإرسال ولم يقدم إسماعيل يس بعد ذلك سوي 3 مسرحيات يقابلها في السينما ستة أفلام.
❊ ❊ ❊
وذهبت إلي المسرح لأشاهد إحدي مسرحياته الأخيرة.. فرأيت إسماعيل يس آخر غير الذي عرفناه.. لقد هزمه المرض ونقص وزنه جدا وكان يتحرك ببطء علي المسرح.. يلبس حذاء.. كاوتش »لإصابته بمرض النقرس«.. ومشاكل في المعدة.. قال لي المخرج وقتها إنه لايلتزم بأوامره بدون قصد.. يخرج من الباب الأقرب منه ليتحدث بالتليفون إلي زوجته.. الجمهور قليل جدا.. لم يضحك أيضا إلا القليل.. جلست معه في حجرته بالمسرح بين الكواليس.. كان مهموما يبدو عليه الحزن العميق.. يتكلم بمرارة شديدة.. قال لي:»إنهم يبيعون أفلامي للدول العربية بمبالغ كبيرة لا أحصل منها علي أي عائد«.. وهو الذي عاندته الظروف طوال مشوار حياته.. وضحي كثيرا خلال هذا المشوار.. وفشل أخيرا في الوقوف تحت بريقها.. وهرب من فرقته الكثير من الزملاء إلي مسارح التليفزيون.
وعاد إسماعيل إلي كازينو بديعة كما بدأ حياته ليلقي المنولوجات لكن الجمهور تغير في هذا الزمن ولم يعد هو جمهور ملهي رمسيس وغيره ودب المرض في جسده ولم يعد هذا الفنان الكبير الذي كان شعلة من النشاط والحركة وخفة الظل.. فتقرر له الدولة معاشا استثنائيا.
وتعلن مصلحة الضرائب عن بيع عمارته التي يمتلكها للضرائب المستحقة عليه.. ويعاوده المرض وينصحه الأطباء بالراحة والبعد عن الحزن يستعيد إسماعيل يس ذكرياته منذ بدأ رحلة السويس بحثا عن مكان تحت الأضواء.. وتساقط الأصدقاء من حوله وحتي من زملائه الفنانين.
لقد شاهدت مرة ندوة من خلال التليفزيون تناقش محاولة تفسيرحب الناس لهذا الغائب الحاضر.. وأعتقد أن سر بقائه هو »البراءة« في زمن ضاعت فيها البراءة وليست البلاهة.. هذه البراءة التي تجدها في أفلامه فقد ضقنا إلي حد ما بالملل من المغامرات والانتقامات الدموية.. فكانت أفلامه فيها أخلاق الزمن الجميل وشهامة ابن البلد والضحك الذي لايخدش الحياء.. فما أجمل الضحك عندما يكون إنسانيا.. وتبقي أفلامه تدهش الجميع. هكذا كان فنان الكوميديا الإنسان إسماعيل يس أيها النجم العالمي الكبير عمر الشريف.!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.