الملكة التي اشتهرت بجمالها، وضاع قبرها لقرون منذ موتها في عام 1340 قبل الميلاد، وزوجة الملك امنحتب، التي حيرت علماء المصريات، وأصبح العثور علي مقبرتها أو موميائها لغزاً حتي يومنا هذا. بينما يُرجح بعض علماء الآثار أنها دفنت في تل العمارنة المدينة التي أسسها زوجها حين انتقل في العام الرابع من حكمه إليها، يري آخرون أنّها قد تكون إحدي المومياءين اللتين وجدتا علي بعد 250 ميلاً من النهر في وادي الملوك. عالم بريطاني يؤكد أنها مدفونة في مقبرة توت.. و"الآثار": مجرد بحث فقط آخر الدراسات الغربية تؤكد أن نفرتيتي دفنت في مقبرة ابنها توت عنخ آمون، في الوقت الذي ننتظر الغرب ليحدثنا عن حضارتنا، نجد المسئولين عن الآثار في وزارة الآثار، وعلماء الآثار المصريين في قمة صمتهم واندهاشهم من الأبحاث الخارجية للآثار المصرية، ولكن ما حقيقة الدارسة التي تزعم وجود مقبرة نفرتيتي داخل مقبرة توت عنخ آمون. خرج علينا الدكتور نيكولاس ريفز، عالم الآثار البريطاني من جامعة أريزونا، وقد عمل في وادي الملوك بالأقصر سنوات كثيرة، ليعلن عثوره علي دلالات تشير إلي وجود أبواب أغلقها بنّاءو القبور في مصر القديمة، حيث يمكن أن يكون قبر الملكة نفرتيتي داخل مقبرة توت ابنها. ورغم مرور نحو قرن من الزمن علي اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، من قبل هوارد كارتر، عالم الآثار البريطاني لا تزال مصر القديمة تذهلنا بمزيد من الأسرار المدفونة فيها منذ آلاف السنين، حيث يزعم ريفز بوجود بوابة خلف الجدران داخل مقبرة توت عنخ آمون قد تؤدي إلي قبر نفرتيتي التي يعتقد أنّها كانت والدة الملك، والوصيّة عليه كما حكمت إلي جانبه. استخدم ريفز، أجهزة أشعة رقمية متطوّرة علي جدران قبر توت عنخ آمون، ليرصد بابين موصدين وراءها، أحدهما إلي الجهة الجنوبية، ويرجّح أنّه يؤدي إلي غرفة تخزين ضيقة، والثاني قد يكون ممراً إلي قبر نفرتيتي إن صدقت توقّعات ريفز. وبحسب ريفز، فإنّ الجهة الشمالية لغرفة قبر توت عنخ آمون، قد تحوي قبر الملكة نفرتيتي، وفق ما كشفت عنه الأشعة الرقمية، وسيعتبر اكتشاف ريفز الأهم منذ عصور إن ثبتت حقيقته. ويذكر، أنّ الحجم المتواضع والصغير لمقبرة توت عنخ آمون، لطالما حير علماء المصريات كونها أشبه بحجم غرف الانتظار، لذلك قال ريفز إن العثور علي الباب المخفي قد يعني أن غرفة الفرعون كانت مجرد فكرة طرأت علي القسم الخارجي للقبر، الذي بني في ممر داخل القبر. يلفت ريفز، إلي أن الجدار الذي بُني علي مدخل قبر نفرتيتي مزين برسومات دينية قد تكون طقوساً قديمة لحماية الغرفة خلفه، التي لا بد أن تكون للملكة نفرتيتي، الأنثي الوحيدة من العائلة المالكة التي قد تكرم بتلك الطريقة المشرفة في ذلك الزمن. وفي هذا الإطار، يقول ريفز إن هناك دلائل تشير إلي أن القبر كان مُعدّاً لدفن ملكة وليس ملكا ويشرح ريفز أن الموت المفاجئ للملك الشاب توت أحدث ارتباكاً في القصر الملكي الفرعوني، لأن القيّمين فيه علي إعداد المقابر الملكية، الذين لم يتوقعوا وفاته المبكرة، لم يبنوا مقبرة تليق به سلفاً. ولأن التقاليد تفرض تنظيم جنازة للملك بعد 70 يوماً فقط علي وفاته، لذلك وقعوا في مأزق، وجدوا حله ببحث الكهنة عن مقبرة في وادي الملوك الشهير، فعثروا هناك علي واحدة صالحة إلي حد ما، وسبق أن تمّ تصميمها لشخص نبيل، أقلّ رتبة من ملك. ويذكر ريفز أن 80% مما تم العثور عليه في مقبرة توت عنخ آمون لا تعود إليه، بل للملكة نفرتيتي، زوجة أخناتون، المغضوب عليه من كهنة أحبطوا ثورته الدينية وجاءوا بابنه إلي العرش، مشترطين أن يلغي عبادة إله التوحيد أتون ويربط اسمه بإلههم آمون، فسمي نفسه توت عنخ آمون، ثم قضي ربما قتيلاً وبالكاد كان عمره 20 عاماً. وقالت جويس تيلدسلي، إحدي كبار المحاضرين في علم المصريات في جامعة مانشستر في بريطانيا، إنّه من المحتمل أن تثبت حقيقة نظريات الدكتور ريفز وأكملت انه ليس مفاجئاً أن يكون للقبر غرف إضافية، ولكن يبقي من الصعب توقع المدي الذي وصل إليه البناءون في هذه الغرف، ورجحت تيلدسلي أن تكون نفرتيتي قد دفنت في تل العمارنة إلي الجهة الغربية لوادي الملوك أكثر منها في وسط الوادي، لأنّها توفيت خلال حكم زوجها. نفرتيتي، التي يرمز اسمها إلي الجمال، أسست وزوجها عبادة آتون، إله الشمس وروجت الفن في مصر، وعلي الرغم من مكانتها المرموقة في تاريخ مصر القديمة بقيت وفاتها سراً غامضاً كما احتار العلماء في مكان قبرها. الدراسة التي أطلقها ريفز، تناقلتها وكالات الأنباء العالمية، وأصبح خبر العثور علي مقبرتها يتصدر أهم نشرات الأخبار علي الفضائيات العالمية والقنوات الخاصة ولكن ما هو رد الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار؟. الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، قال في بيان إنه سيتواصل مع عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفز لمعرفة الحقائق والأدلة العلمية التي استند إليها للإعلان عن أن الملكة نفرتيتي مدفونة داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون بوادي الملوك، لافتا إلي أن وجوده خارج الأراضي المصرية خلال الفترة الماضية حال دون ذلك، وأوضح الدماطي أنه لابد من إجراء عديد من الأبحاث والدراسات للتأكد من صحة ما أثاره ريفز. الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية، قال ل"آخرساعة"، عن حديث ريفز "هذا بحث، ولا أستطيع أن أعلق عليه، ولابد من الاطلاع عليه، وبعد ذلك نقرر"، وعن عمل الرجل في مقابر وادي الملوك لسنوات طويلة، قال "لا أعرف انه عمل في وادي الملوك". الأثري هشام حمدي، قال إن خبر العثور علي باب سري يؤدي إلي مقبرة الجدة نفرتيتي هو كذبة أغسطس، والسادة الأثريون يعلمون أنها شائعة، والعثور علي الباب السري حقيقة، ولكنه لا يؤدي إلي قبر الجدة نفرتيتي. يذكر، أن الدراسة نشرت في موقع "ACADEMIA . EDU", في 51 صفحة وهو موقع لا ينشر إلا الأبحاث العلمية الموثقة، وشارك الباحث البريطاني في "Amarna Tombs Project", وهو صاحب كتاب "The Complete Valley Of The Kings", وهو كتاب يستعين به أغلب الدارسين لوادي الملوك. ويذكر، أنه في العام الرابع عشر لحكم أخناتون اختفت نفرتيتي ولم يوجد أي ذكر لها ويعتقد أنها توفيت ودفنت في مقبرتها بالمقابر الملكية، في تل العمارنة، ولكن لم يتم العثور علي المومياء الخاصة بها حتي الآن المعروف باسم "إخناتون"، ومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها.