أن يحصل ألف طالب هذا العام علي حافز التفوق الرياضي ليس في هذا مشكلة.. خاصة إذا كان هؤلاء الطلاب قضوا ساعات طويلة في التدريب الشاق للوصول إلي مراكز متقدمة، والانضمام إلي قائمة الأبطال الرياضيين علي المستوي القومي أو العربي أو الأفريقي فهذا ما نسعي إلي غرسه في شبابنا، لكن المشكلة أن يصبح الحافز الرياضي هو الباب الخلفي الذي يدخل منه ضعاف النفوس ومحترفو اختراق القانون إلي الجامعات فهذا منتهي الظلم. في هذا العام منحت وزارة التربية والتعليم (1014) طالبا وطالبة درجات الحافز الرياضي منهم 618 من البنين وهؤلاء موزعون من طلاب الثانوية العامة وشهادات(I G) والدبلومة الأمريكية والبكالوريا الفرنسية والتعليم الفني كما حصلت 375 طالبة علي الحافز هذا ما سجلته إحصائيات وزارة التربية.. لكن المشكلة التي حدثت هذا العام هي حرمان 21 طالبة من درجات الحافز الرياضي وهن من يمارسن السباحة التوقيعية، وجاء حرمانهن بعد قرار من الشئون القانونية بإلغاء نتائج المسابقة، لكن كما يقول مسئول الحافز الرياضي بعد قرار حجب الدرجات عن الطالبات لوجود بعض المخالفات وبعد إحالة الموضوع برمته إلي هيئة النيابة الإدارية للتحقيق ولأننا متخصصون ونعلم أن هناك من بذل جهدا في التدريب ولا يمكننا حرمانهن، فقد تم إعادة النظر في حجب درجاتهن حتي لا يظلم من لم تقم بالمخالفة وتضمنت التأشيرة الموقعة في إعادة حقهن أنه في حالة اكتشاف عدم استحقاقهن يتم سحب الدرجات بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي.. رغم أن هذا الموضوع قد تمت إحالته من قبل وزارة التربية والتعليم إلي هيئة النيابة الإدارية للبحث والتحقيق. يري الدكتور طارق برجاس مدير إدارة التربية العسكرية ومسئول التفوق الرياضي بوزارة التربية والتعليم، أن حصول ألف طالب علي حافز رياضي لا يعتبر جريمة في حق التعليم أو تلاعبا لصالح درجات طلاب بعينهم، فبالنسبة لبطلات السباحة التوقيعية فهن يتمرنّ من 2 3 ساعات يوميا لمدة ستة أيام، فإذا تم حساب هذه الساعات المتقطعة نجدها تصل إلي 13% من الوقت المخصص للاستذكار فكان لزاما علي الوزارة والدولة أن تعطيهن جزءا مما يفقدنه لممارسة هذه الرياضة.. فما يحصل عليه الطالب إذا حصل علي المركز الأول لا يزيد عن 4% من مجموع الدرجات، فالعيب هنا ليس في ممارسة الرياضة التي لابد أن نوجه جميعا أنظار المجتمع إلي ممارسة أبنائهم لها من الصغر لأن ذلك ينعكس علي المجتمع ككل بالبعد عن العادات الضارة. ويضيف بأنه في العام الماضي كانت عملية التزوير في السباحة التوقيعية واضحة وثابتة فقد قامت المسئولة عن البطولة في إدارة التربية الرياضية بالوزارة بوضع اسم ابنتها رغم عدم قيدها في الاتحاد وجعلتها تحصل علي 13 درجة كحافز رياضي وقد تم اكتشاف التلاعب بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة وبعد إعلان نتيجة التفوق الرياضي مما جعلها تحصل علي درجات لا تستحقها والموضوع برمته قيد التحقيق بالمكتب الفني لرئاسة هيئة النيابة الإدارية. لذا فقد قام وزير التربية والتعليم حرصا منه علي عدم منح درجات إلا لمن يستحقها وفي ظل وجود بعض الملاحظات علي بطولة السباحة التوقيعية بتحويل الأمر برمته إلي النيابة الإدارية. ونسأل الدكتور طارق برجاس: في العام الماضي أثيرت الشبهات حول مسابقة القفز بالمظلات فهل تم علاج هذه الثغرات؟ بالنسبة لموضوع الاتحاد المصري للقفز بالمظلات وما أثير حول درجات التفوق الرياضي لأبطاله فقد كانوا يعملون في غرف مغلقة وكان قد أثير هذا في العام الماضي حتي أنهم قد وصفوها بالقفز من فوق المنضدة أو الكرسي تحصل علي حافز رياضي. لكن ما حدث هذا العام وبعد تسليط الأضواء علي هذه الشبهات فقد أصر الاتحاد المصري للقفز بالمظلات علي دعوة وزير التربية والتعليم والشباب والرياضة ومسئولي الحافز الرياضي في الوزارتين لحضور مهرجان قفز حر وحضرت بنفسي هذه المهرجانات وقمنا بالمرور علي الطلاب في مطار شرق القاهرة الذين كانوا في تجهيز كامل بمظلاتهم واستفسرت منهم عن بعض النواحي الفنية لعملية القفز والتي كان الطلاب يجيدونها ويعرفون أوقات فتح المظلات الاحتياطية وتدربوا عليها بالفعل وشهدنا الطلاب ومن يتحركون تجاه الطائرة المخصصة للإنزال وصعدوا أمام الجميع مما يدل علي تدريب جيد وجرأة وليست عملية صورية.. كما كانت الشبهات تدور حول المسابقة في العام الماضي وهذا يحسب للإعلام الذي وجه نحو القصور فتم علاجه. ونتساءل إذا كان الحافز الرياضي قد أصبح بابا خلفيا للتلاعب في الدرجات والقبول بالجامعات لماذا لا يقتصر إعطاء الدرجات علي التربية والتعليم؟ أبناء التربية والتعليم هم أنفسهم المسجلون بالأندية المشاركة في الاتحادات الرياضية والقرار رقم 14 لسنة 92 الخاص بمنح الحافز الرياضي.. ووزارة الشباب والرياضة تقوم باستخراج شهادات الحافز الرياضي للبطولات والمسابقات التي لا تنظمها وغير مدرجة في التربية والتعليم لأن أنشطة الإدارة العامة للتربية الرياضية التي تقصر 7 ألعاب جماعية هي كرة القدم الطائرة السلة اليد الهوكي و12 لعبة فردية هي السباحة الغطس دراجات تنس أرض طاولة وكاراتيه جودو.. وهناك ألعاب أخري تنظمها الاتحادات الرياضية ولو تم تطبيق هذا القرار علي التربية والتعليم فقط وما تجريه من مسابقات لتطلب ذلك إقامة بطولات لهذه الأنشطة وهذا يفوق قدرة وزارة التربية والتعليم في ظل ما تعانيه الإدارة العامة للتربية الرياضية ونقص الإمكانات والدعم المادي لتنظيم هذه البطولات.. بالإضافة إلي الأنشطة الأخري.. كالنشاط الكشفي والإرشادي ومراكز تدريب الناشئين ومسابقات العروض الرياضية وذلك في جميع مراحل التعليم. يري إيهاب الغمري مدير إدارة التربية الرياضية بأنه لا يحصل علي درجات الحافز الرياضي إلا الطالب الحاصل علي بطولة الجمهورية في الألعاب الفردية أو الجماعية التي تشرف عليها الإدارة العامة للتربية الرياضية بالوزارة وذلك من المركز الأول وحتي السادس بحيث يحصل صاحب المركز الأول وحتي السادس بحيث يحصل صاحب المركز الأول علي 16 درجة ؟؟؟ الثاني 13 درجة وعشر درجات للمركز الثالث.. أما الرابع فيحصل علي 8 درجات والخامس خمس درجات والسادس 2.5 درجة فقط. وهناك جهتان مسئولتان عن إعطاء درجات الحافز حددهما القانون وهما وزارة التربية والتعليم من خلال المسابقات التي تجريها بين المدارس والإدارات حتي بطولة الجمهورية ووزارة الشباب والرياضة عن طريق الاتحادات المختلفة لأن هناك ألعابا لا تمارس في وزارة التربية والتعليم كالملاكمة بنات.. الكونغ فو القفز بالمظلات.. وإنما يتم عملها علي مستوي الأندية ويمارس الطلاب في مراحل التعليم ومن حقهم عند الحصول علي بطولة أن يحصل علي حافز رياضي كغيرهم من الذين يحصلون عليها في بطولات تنظمها التربية والتعليم. وينفي مسئول الحافز الرياضي بوزارة التربية والتعليم أن يكون الحافز بابا خلفيا للحصول علي درجات.. ولكن يعتبر ضروريا ليكون لدينا أبطال علي المستوي القومي والعربي والأفريقي فإذا ما تم إلغاء هذا الحافز فسيأتي من يمارس الرياضة وفي الثانوية العامة بالتحديد ويرفض المشاركة ويعكف علي الدراسة ومن هنا قد نفقد أبطالا يرفعون اسم مصر عاليا في المحافل الدولية.. وقد سبقنا دولا كثيرة في إعطاء أبطالها الرياضيين العديد من الحوافز المادية والمعنوية ومنحا لدخول الجامعات ليتوجه المجتمع بأبنائه لممارسة الرياضة منذ الصغر.